هل حزب النور ماسك على الحكومة ذِلَّة؟
هل عدم وجود قيادات حزب النور فى اعتصام رابعة (معظم أعضاء هذا الحزب وجمهوره كان معتصمًا هناك بالمناسبة) منح هذا الحزب حقًّا فوق الأمة ومنحه ختم رئاسة الجمهورية مثلا فى علبة قطيفة؟
هل سيجرُّنا هذا الحزب وقادته ونلفّ ونرجع تانى إلى مأساة تقسيم مصر بين الكفر والإيمان؟
لقد سكت أعضاء لجنة الخمسين عن ابتزاز وابتذال مارسَه حزب النور عبر قياداته ومرشديه حين وصف أعضاء اللجنة بأنهم أعداء للمشروع الإسلامى والشريعة الإسلامية، وكأنه يَصِم تسعة وأربعين عضوا باللجنة بالكفر ومعاداة الدين الإسلامى وشريعته (باستثناء طبعا ممثل الإسلام الوحيد عضو حزب النور، رضى الله عنه!!).
لا أعرف دلالة هذا السكوت؟
هل هى غفلة؟ أم أنه ترفُّع أم رضا بوجود مندوب لتوزيع تُهَم الكُفر أو منحة الإيمان عليهم فى القاعة؟ أم أنها رغبة قاصرة لاحتواء محتكرى الحديث باسم الدين وحاملى أختام التكفير؟
حتى الآن يبدو أن الجميع مشغول فى ما هو فيه ولا يدرك مأساة الإخوة فى حزب دينى خرج فى صفقة حرام بين الإخوان والأمريكان والمجلس العسكرى القديم، لتمرير إقامة أحزاب على أساس دينى (طبعا هو كذاب ويقول إنه ليس حزبا دينيا، بينما هو حزب دينى بلا ذرة شك وبألف دليل)، وكان حزب النور، كغيره من أحزاب تدَّعِى لنفسها الإسلام، هو القنبلة التى تفجِّر مصر وتقسِّمها وتمزِّقها، حيث تنشر الطائفية والتكفيرية وتضرب وحدة الوطن، بل وتضرب الوطنية نفسها، فهؤلاء كالإخوان والجماعة الإسلامية لا يهمّهم أوطان ولا يعرفون معنى لكلمة وطن، ومن ثَمّ فإن القبول بمندوب حزب تكفيرىّ، أحدث تكفيراته هو لأعضاء لجنة الخمسين أنفسهم، هو الاستسلام للعبته فى جرّ مصر مرة أخرى إلى خناقة وضيعة يفتعلها باتهام الجميع بأنهم كَفَرَة وأعداء للإسلام والشريعة ويحاولون إطفاء نور الله بأفواههم، ومن ثَمَّ لا بد من مواجهة الكفار والعلمانيين والنصارى وإذكاء الحرب الطائفية التى يريدها ويسعى لها حزب النور وأمثاله، بينما لجنة الخمسين والحكومة والرئاسة مستسلمة وفاكرين أنفسهم حكماء بتوافقهم مع هؤلاء وسعيهم لرضا هؤلاء.
مصر ستأخذ على دماغها لو سكتت أمام المتنطعين دعاة الفتنة وموزِّعى اتهامات الكفر.