أكبر خطايا عبد الناصر هو اصدار قانون الأزهر ١٩٦١ الذي جعل ثاني اقدم جامعه بالعالم لازالت تعمل والتي تسبق جامعه بولونيا بإيطاليا وأكسفورد ببريطانيا تتحول الي مصلحه حكوميه بيروقراطية تتبع ركاب القصر الرئاسي وتحول منصب الإمام الأكبر الرفيع الذي كان يعامل معامله الملوك والروساء ويفرش السجاد الاحمر في استقباله حيث نزل يصبح مجرد موظف حكومي عقيم مما افقد الأزهر جلاله واستقلاله ومصداقيته وتم استغلاله لأغراض النظم الحاكمه حتي انه افتي لصالح عبد الناصر في صراعه مع محمد نجيب، وزكي اتفاقيه كامب ديفيد تاييدا للسادات، وقام شيخه سيد طنطاوي بمصافحه شيمون بيريز ليقوي موقف سياسيات مبارك،، عندما ضعف الأزهر الشامخ الأبي وغاب وغيب عن الناس ملا هذا الفراغ الكبير الجهله والآفاقين وتجار الروبابيكيا الدينية من كل حدب وصوب والنتيجة كما ترون تسر كل عدو ولا تفرح اي حبيب،، من الحسنات القليله للمجلس العسكري قبل خروجه من الحكم بساعات هو اصلاح خطا عبد الناصر بتعديل قانون الأزهر وإرجاع جزء من استقلاله وهيبته.
لكن هذا ليس كل شئ ليعود الأزهر كما كان مناره وسطيه تضئ العالم بالتسامح والمعرفة لينظف الأوساخ التي دنست ثوب الإسلام بالماء والثلج والبرد.
الازهر بحاجه لثوره أداريه وفكرية تنتج رويه حديثه تنقذ مصر والعالم اجمع من المغالاه والتنطع،، لا مفر قبل إبداء اي مقترحات لبسط نفوذ الأزهر وعوده مكانته كمرجعيه وحيده للعالم الإسلامي يجب مواجهه الحقيقيه والاعتراف باختراق الأفكار المسيسيه المتشددة للأزهر أمثال عبد الرحمن عبد البر وحسن الشافعي ومن قبلهم القرضاوي وتلاميذهم ومؤيديهم من المشايخ والطلاب وانحرافهم عن طريق الأزهر الوسطي وهو مايتطلب فتح نقاش شفاف لمراجعات بين الأزهريين انفسهم وبعدها ستكون السبل ممهده لنهضه أزهرية كبري باذن الله وهي بلا شك تحتاج لاعتمادات ماليه كبيره وهي العقبة التي دائماً تقف حائلا ضد اي طموح في مصر.
اعتقد هناك حل ناجع لهذه المشكلة وهو عوده الأوقاف للأزهر كما كانت قبل ان يأخذها عبد الناصر لموازنة الدوله وهي خطوه ستكون فارقه إذا استشعر أولوا الأمر ان الأزهر مسائله امن قومي لمصر وآلامه الاسلاميه بأسرها،، يجب ان يعيد شيخ الأزهر النظر في معايير اختيار هيئه كبار العلماء ويفتح الطريق لاستقطاب قامات كبيره من خارج القطر المصري وهذا سيعزز قيمه و قامه الأزهر في العالم اجمع، أيضاً الأزهر بحاجه ملحه لمجلس أمناء من المفكريين والشخصيات العامه الدولية المشهود لها بالكفاءة علي سبيل المثال وليس الحصر مهاتير محمد وسوار الذهب ومحمد يونس صاحب نوبل ومحمد بن راشد مهمتهم الرئيسيه وضع استراتيجيه طموحه لنشر صوره الإسلام السمح في ربوع المعموره،، لقد تشرفت بالحديث مع مولانا الطيب حول أفكار تطوير الأزهر بأمريكا واشهد الله انه كان مثال للتواضع والانفتاح ولكن للاسف ليس لديه فريق عمل طموح،، ولكني أعيد الكره مره أخري لعل وعسي وارجوه ان يدعو لمؤتمر عالمي تحت عنوان «الأزهر هو الحل» فالحكمه ضاله المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها. وعندي يقين بإذن الله ستكون هناك مشاركه غير مسبوقة فأمريكا لها مصلحه في عوده الأزهر بعد ١١ سبتمبر وبريطانيا بعد تفجيرات لندن والإمارات بعد تغلغل الاخوان بها ودول كثيره حول العالم تعاني من التطرف تدفع ثمن باهظ كل يوم من أمنها واقتصادها للحد منه. في حين ان الاستثمار في الأزهر كافي لان يكون الدواء الشافي لانها ببساطه حرب أفكار والتاريخ يشهد بربح الأزهر لهذه المعارك من قبل،، ولا اجد اصدق من الله عز وجل «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» اللهم من اجعلنا من عبادك الخالصين المخلصين امين .
محمد علي الهواري