- تعاطفا مع حليم.. عبد الناصر يحل مشكلة سعاد حسني مع المخابرات المصرية
- العندليب استغل علاقته بعبد الناصر..في الانتصار علي منافسيه
- حليم كان من اهم المطربين الداعمين والحاشدين للثورة
رغم الشهرة والمجد،إلا أن الفنان كثيرا ما يحتاج إلى قوة وسطوة وسلطة تسانده وتقف خلفه..فهكذا تمتزج السلطة والنفوذ..مع الشهرة والثراء داخل اطار لعلاقة تكاميلية تحقق لكليهما المصلحة والهدف..ذلك ما يؤكده التاريخ علي مدى تعاقب الأجيال والأزمان.
ففي أعقاب ثورة يوليو عام 1952 ،وما خلفه من أزمات وشائعات طالت كثير من السياسيات والاتفاقيات التي كانت تتخذها الحكومة..ما أحدث صدمة وهزة عنيفة لدي الشعب والرأي العام..كان النظام السياسي يحتاج إلى قوة وقناة لتبصير الشعب وتعريفه بمبادئ الثورة وأسباب قيامها والدفاع عن النظام مما لحقه من ادعاءات.
كانت السلطة في أمس الحاجة إلى من يحشد..ويزكي الحماس في النفوس يلهب المشاعر..ويأجج الأحاسيس..فقد حدث ذلك بصورة واضحة جلية في الأزمة التي صاحبت بناء السد العالي والصعوبات التي واجهت تمويله،وفي عام 56 عقب حرب الاعتداء الثلاثي الغاشم .وما تبعه من أغاني وطنية ألهبت المشاعر.
استخدم الفن بجميع أدواته ليكون "بوقا" للدعاية للثورة وتحفيز الشعب للذود عن وطنيته وعروبته..فقد شهد هذا العصر تقاربا كبيرا بين أهل الفن والسلطة ..فقد كان عبد الحليم حافظ من الأصدقاء المقربين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر..وكان عبد الناصر..يأنس به يطلبه كثيرا ويلعب معه الشطرنج..يتبادل معه اطراف الحديث.
يستمع اليه ينصت إلى مشاكله ..أوجاعه..متاعبه الشخصية والعاطفية أيضا..عبد الناصر هو الذي تدخل شخصيا بحل مشكلة الراحلة سعاد حسني مع المخابرات المصرية..فهو تعاطف مع حليم،أراد أن يزيح عن كاهله أوجاع هذة المغامرات..وطمأن حليم يومها بأنه لم يعد هناك أي أدلة لها تدينها في أرشيف المخابرات.
وقد استغل العندليب هذه العلاقة الودودة وقربه من كبار الشخصيات والقادة في الانتصار والقفز على منافسيه في المجال الفني،ولكن في مقابل ذلك كان مطلوبا من حليم أن يرد الجميل ويحمل هذا الصنيع للأبد...وبالفعل أصبح حليم أحد أهم من تولوا نشر مبادئ الثورة واحد الشخصيات الحاشدة للثورة..غني العديد من الأغنيات الوطنية التي ألهبت المشاعر وكان لها مفعول السحر في تجاوب الشعب بجميع طوائفه مع مفجر الثورة وداعمها... ففي ازمة بناء السد العالي..غني ( قولنا هنبني ..وادينا بنينا السد العالي..) ..و(حكاية شعب ) .. في الانتصار والفخر والزهو غني .(.صورة ...صورة )...( احلف بسماها ..وبترابها).. ..( بالاحضان ..بالاحضان ..ياحبيبتي ..يامصر بالاحضان )
وفي ساعات الهزيمة والانكسار في أعقاب نكسة 67 غني... ( عدي..النهار).. وعند استرداد ارض سيناء الغالية غني وابدع باغنيته الشهيرة (صباح الخير ..ياسيناء ).....وعندما قرر السادات اعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية... في شهر يونيو من عام 1975 غني ( المركبة ..عدت ) في هذا الاحتفال التاريخي الذي اقيم بنادي ( الشراع ) بمدينة الاسماعيلية..حيث اصطف الجمهور المصري علي ضفتي القناة يهتفون ويرددون وراء حليم للمركبة التي ازدانت بعلم مصر وهي تعبر قناة السويس بعد اغلاقها لمدة 8 سنوات .
