لم يكن ممدوح الولى نقيب الصحفيين السابق ورئيس مجلس إدارة «الأهرام» يكشف عن توجهه الإخوانى، وينفى دائما أنه إخوانى فى نظام مبارك.
.. ولم يكن يتحدث فى السياسة ويرى ويتهكم على السياسيين والمطالبين بتغيير نظام مبارك الاستبدادى بأنهم حنجوريون وبتوع كلام.
.. فالرجل كان يهتم بالاقتصاد -رغم جهله- والسمسرة فى البورصة وتقديم نفسه على أنه خبير مالى وغيره.. ولا مانع أن يقدم نفسه فى الليل أنه فاعل خير (!!).
.. ومع ظهور الإخوان وسيطرتهم خرج ممدوح الولى من المخبأ ليكشف عن وجهه الإخوانى.. وإن بدأ على استحياء.
.. ولكن وصل إلى مرحلة الفُجر بإشرافه على إفساد الصحافة بمشاركة أحمد فهمى صهر محمد مرسى ورئيس مجلس الشورى الباطل والمجلس الأعلى للصحافة، وفتحى شهاب.
وبالطبع تمت الاستجابة لطموحه فى أن يرأس مجلس إدارة «الأهرام» ليحصل على المكافآت وخلافه!!
.. وخرج عن إجماع الصحفيين الذين طالبوه بالانسحاب من تأسيسية الإخوان لانجرافها فى كتابة الدستور.. وحرص على أن يحضر الجلسة الأخيرة التى مرروا فيها دستورهم الطائفى بليل.
.. ولم يتحدث الولى عن استبداد جماعة الإخوان وصناعة فرعون جديد من خلال الإعلان الدستورى المستبدّ الذى أصدره محمد مرسى والانتهاكات التى تعرضت لها الصحافة والحريات العامة على يد الإخوان.
.. وفجأة يخرج الآن ممدوح الولى ويتحدث عن الحرية المسلوبة الآن فى مقال على موقع «إخوان أون لاين» ليسب تلك المرحلة وثورة 30 يونيو التى يصفها بالانقلاب على غرار أساتذته وأولياء نعمته من الإخوان الذين جعلوه ما يقرب من مليونير فى سنة حكمهم من أموال «الأهرام» العامة!!
.. وأصبح الولى يحنّ إلى أيام مبارك.. تلك الأيام الذى كان تابعا فيه لإبراهيم نافع وفساده فى «الأهرام».
يقول الولى فى مقاله:
«وهكذا عشنا اليوم الذى أصبحنا نترحم فيه على جو الحريات الذى كنا نعيشه فى عهد مبارك، يوم أن كنا ننام فى بيوتنا لا نخشى حضور زوار الفجر فى أى لحظة، ليبعثوا فى محتويات البيوت ويأخذون ما يفضلونه منها ويصورون المعتقلين بالملابس الداخلية، ثم تقوم الصحف ووسائل الإعلام الرسمية باتهامهم بأبشع الاتهامات قبل التحقيق معهم.
ولم يحدث فى عهد مبارك أن قام البلطجية بحرق بيوت ومحلات المعارضين للنظام وسلب ما فيها وترويع أسر المعتقلين، مثلما حدث لحوالى 50 بيتا للمعارضين بالمنوفية دون التحقيق مع بلطجى واحد، لقد كان البلطجية فى عهد مبارك يضربون المعارضين أو يتحرشون بالنساء، لكن لم نسمع وقتها عن قتل البلطجية للمعارضين.
لقد كان ممكنا أيام مبارك أن تعرف مكان المعتقل، وأن يحضر معه محاميه التحقيقات، أما الآن فنحن فى ظروف استثنائية وشاذة بكل معانيها سلبت منا حريتنا وأعادت الخوف إلى نفوس الكثيرين، الذين يؤثرون السلامة وسط تلك المجازر غير المسبوقة تاريخيا، والتى لا أتصور أن تمر دون عقاب إلهى رادع وعاجل لكل من تسببوا فيها».
.. وبالطبع لم يكتب الولى جرائم الإخوان أمام الاتحادية التى سقط فيها شهيدا للصحافة الحسينى أبو ضيف على يد ميليشيات الإخوان أو الاعتداء على الناشطين والمتظاهرين السلميين أمام مكتب الإرشاد.
إنه يسير على خطى أولياء نعمته كما كان يسير على خطى ولى نعمته فى «الأهرام» إبراهيم نافع.. ووقف مع فساده ومحاولاته المستميتة لإفساد اتحاد الصحفيين العرب.. وحصل يومها ممدوح الولى على مكافأته من إبراهيم نافع!!
.. مع هذا الأستاذ ممدوح لا يريد أن يترك «الأهرام» حتى الآن.. وحريص على البقاء حتى آخر نفس وآخر مكافأة من النظام الذى يسبّه.
.. فعلا الجلد «تخين»!