قمة المفاجآت على رأى الممثل القدير الراحل إستفان روستى، تذكرتها بالأمس عندما كنت أشاهد لقاء المنتخب التونسى فى المرحلة قبل الأخيرة أمام الكاب فيردى (الرأس الأخضر)، وبعد نهاية المباراة كنت فى حالة من الذهول لهول المفاجأة المدوية التى أخرجت الجمهور التونسى والمدير الفنى التونسى نبيل معلول عن شعورهما، الجمهور بالسباب والسخط ونبيل بالاستقالة الفورية من أرض الملعب، بعد أن كانت تونس المرشح الأقوى فى مجموعتها لتصدرها والبقاء فى التصنيف الأول. ولو نتذكر معا كنت قد كتبت مقالا منذ عدة أشهر عمن نتمنى أن نلعب معه فى المرحلة النهائية، وكنت قد تمنيت ورشحت أن تكون تونس لعدة أسباب ذكرتها فى عمودى اليومى، وقمت بشرح المشكلات الجمة التى عليها الفريق التونسى بالمقارنة بكل باقى المنتخبات أصحاب التصنيف الأول نيجيريا وكوت ديفوار وغانا والجزائر. فعلا هى أقلهم. وبعد الخروج المهين أمام الكاب فيردى صحت رؤيتى بأن المنتخب التونسى أقلهم من حيث الإمكانيات.
كان من الممكن أن نتخطاه بسهولة إذا أحسنا الإعداد، ولكن وبعد الخروج، وهى تكملة لما ذكرته بالأمس عن احترام الخصم. لا يهم مع مَن سنتقابل، الأهم هو الحذر من المفاجأة. بالفعل الخريطة الكروية تغيرت، هناك أسماء تختفى، وهناك أسماء تلمع وبقوة، ومنها على سبيل المثال الكاب فيردى صاحب الأداء الرفيع فى كأس الأمم الإفريقية الأخيرة. أيضا إثيوبيا التى استعدت من قبل جهاز فنى أكثر من رائع أعاد الكرة الإثيوبية إلى الساحة الإفريقية. أخيرا وليس آخرا بوركينا فاسو التى تطورت كثيرا جدا والوصول إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقيه الأخيرة والحصول على لقب وصيف إفريقيا لأول مرة فى تاريخها. إنها كرة القدم التى لا تعترف بالمقاييس، لأنها مستديرة الحجم تعرف من يتعامل معها باحترام حتى تحترمك. كلمة سمعتها من العبقرى الفذ فى عالم المستديرة، الإيطالى أريجو ساكى، عندما كنت فى إحدى محاضراته فى القرية الأوليمبية الإيطالية، وهى ما سأختم بها مقالى اليوم تكملة للأمس «احترمها تحترمك».