لا أدرى سر الاهتمام بالزوبعة، التى أثارها مقال حمزة زوبع؟.. فلا هى مبادرة من الجماعة، ولا هى بيان من مكتب الإرشاد.. تبقى مجرد مقال لكاتب إخوانى، فى موقع «الحرية والعدالة».. يعبّر وقت اللزوم عن شخص صاحبه، أكثر ما يعبر عن جماعة لا نريدها أن تعود إلى الوجود.. جماعة تاااانى ليه؟.. السياسة تعرف الأحزاب، ولا تعرف الجماعات المسلحة.. الجماعة تسمى الثورة انقلاباً!
تصور كثير من المراقبين أنه اعتذار رسمى عن أخطاء الجماعة.. بأمارة إيييه؟.. من قال إنه يعتذر عن الجماعة؟.. بلاش، من قال إنه يعتذر عن حزب الحرية والعدالة؟.. ربما يعتذر عن نفسه، ويعبر عن شخصه فقط.. ربما يلقى بالون اختبار، لينتظر رجع الصدى.. ربما وهو يتحدث عن الاعتذار، يرسل رسائل أخرى عن الانقلاب، وأخطاء أجهزة الأمن فى فض اعتصامات رابعة والنهضة!
لا أطمئن إلى اعتذار عبر مقال.. صحيح أن المقال تضمن 18 بنداً، كأنها خارطة طريق، من وجهة نظره.. لكن يبقى كل ذلك فى إطار الرؤية الشخصية.. إن أصاب فله وللجماعة، وإن أخطأ فعليه وحده دون غيره.. هو يقول «أخطأنا وكذلك فعلتم.. من لم يتعلم من أخطائه فهو أحمق، ومن لم يتعلم من أخطاء غيره فهو غبى، لا يمكن أن يتعلم أبداً».. ليتكم تعلمتم فعلاً، فلا تقعوا فى فخ الإرهاب!
أوافق «زوبع» فيما ذهب إليه بشأن أخطائهم.. يقول «من قال إن الإخوان لم يخطئوا؟.. ومن قال إن «مرسى» لم يخطئ؟.. قلنا مراراً وتكراراً إننا كحزب وجماعة، كحكومة ورئاسة، أخطأنا.. الخطأ الكبير هو أننا وبرغبة أو على غير رغبة، وقعنا فى فخ الانفراد بالحكم، ولو مضطرين بعد أن تركنا الآخرون، برغبة منهم أو مكرهين، لكن المسؤولية عادة ما تقع على من بيده مقاليد الحكم!
أختلف مع كل الذين اعتبروا ذلك تراجعاً فى موقف الإخوان.. للأسف بعض الناس يقرأ العناوين.. لا يقرأ المضامين.. ينصرف بسرعة إلى همومه اليومية.. صاحب المقال إن كان قد اعترف بالخطأ فى ممارسات الإخوان، لا يعترف بأن ما جرى ثورة.. يرى ما جرى بأنه انقلاب.. يرى أن الأحداث مصنوعة على عين أجهزة أمنية، رعاها الفريق السيسى.. فهل هذه روح يمكن أن نتفاوض معها؟!
هل ترون هذه مبادرة إخوانية، بينما صاحبها يتحدث عن انقلاب؟.. هل ترون مقال «زوبع» نوعاً من المبادرة، أو نوعاً من التراجع؟.. من قال لكم هذا؟.. القيادى الإخوانى يعترف بالأخطاء فى الممارسة السياسية، لكنه لا يعترف بجرائم استخدام العنف المسلح، وحرق الكنائس، ودواوين الحكومة، وأقسام الشرطة.. لا يعترف بالقتل ولا بالسحل.. أى مبادرة إذن؟.. لماذا هذا الصخب بشأنها؟!
يدهشنى مثلاً أنه لم يعتذر عن جريمة كرداسة، ولا أسوان، ولا رفح.. الرجل يتكلم ببرود أعصاب عن خطأ فى الأداء السياسى.. يقول بين السطور: «القضية الآن ليست فى عودة مرسى إلى منصبه».. هذه الجملة السحرية هى التى أشعلت الجدل، مع أنه دس السم فى العسل، طوال الوقت.. عفواً، لا أريد منكم التسرع فى قراءة المقال.. تريثوا قبل أن تفرحوا بكلمات مثل الاعتذار والأخطاء»!
لا هى مبادرة ولا يحزنون.. اجتهاد لا يعبر عن الجماعة.. المبادرات ينبغى أن تكون رسمية.. ينبغى أن تحمل مراجعات فكرية.. قبلها ينبغى أن تعترف بأنها ثورة، وليس انقلاباً.. ينبغى أيضاً أن تفرّق بين المعتقل والمطلوب.. ينبغى أن تعترف بأنه لا تصالح مع إرهابى.. السياسة مكانها الأحزاب وليس الجماعات(!)