يبدو أن جماعة «الإخوان» قد اقتنعت أخيرا بأنه لم يعد هناك مجال لإخفاء وجهها الإرهابى. كل الأقنعة التى لبستها على مدى السنين تساقطت. لم يعد هناك إلا هذا الوجه القبيح الذى يريد أن يعاقب الشعب وأن يحرق الوطن!!
فى اليوم التالى للجريمة الإرهابية التى حاولوا بها اغتيال وزير الداخلية، خرج «الإخوان» فى مظاهرات تافهة كشفت تهاوى التنظيم وانفضاض الأنصار.. لم نكن فى حاجة إلى هتافاتهم التى تبنت العملية الإرهابية وهددت بتكرارها، لكى ندرك أنهم شركاء فى الجريمة. السؤال الحقيقى كان: لماذا النزول إلى الشوارع «ولو بهذه الأعداد الهزيلة» بعد ساعات من الجريمة؟!
التاريخ يقول: إن هذا هو اختيارهم عندما يواجهون شبح السقوط. فعلوا ذلك فى الأربعينيات من القرن الماضى فى موجة الاغتيالات التى انتهت عند رئيس الوزراء النقراشى. وهكذا فعلوا بعد ثورة يوليو مع عبد الناصر الذى تعددت محاولاتهم لاغتياله ولم تتوقف عند محاولة 1954 ولا مؤامرة 65، بل امتدت إلى محاولات متعددة منها تجنيد أحد أفراد الحراسة الخاصة وكان قناصا بارعا، واكتشفت المحاولة فى اللحظات الأخيرة، وقبض على الرجل وهو يستعد لتنفيذ جريمته فى مطار القاهرة، عند عودة عبد الناصر من رحلة خارجية.
بعدها تخفوا وراء تنظيمات خرجت من عباءتهم لتقتل السادات وتنشر إرهاب الثمانينيات والتسعينيات، ليعود الجميع بعد ذلك فى تحالف الإرهاب الذى شهدنا صورته التذكارية حين وقف مرسى بين زعماء عصابات الإرهاب يهدد الشعب قبل 30 يونيو. والذى نشهد اليوم جرائمه فى حق شعب مصر وتهديده بحرقها.
نزل الإخوان بأعدادهم الهزيلة أول من أمس ليؤكدوا على تحالف الشر الذى يضمهم مع باقى عصابات الإرهاب فى مخطط واحد لتدمير الوطن. ونزلوا أيضا على أمل استدراج المزيد من الدم لعل الموقف يزداد تعقيدا!!
كان «الإخوان» وهم ينزلون بأعدادهم التافهة إلى الشارع أول من أمس يعرفون كم الغضب فى صدور الناس من هذا الإرهاب الحقير الذى وصل إلى مرحلة السيارات المفخخة. وكانوا يتصورون بهتافاتهم التى تتبنى الإرهاب وتهدد الناس أنهم سوف يفجرون مشاعر الغضب عند المواطنين وسوف يستفزون رجال الشرطة المتأثرين بما أصاب زملاءهم الذين سقطوا ضحايا الإرهاب. لكن رجال الشرطة المدعومين من الجيش أدوا مهمتهم على خير وجه، واحتفظوا بهدوئهم وأفشلوا مخطط استجداء الدم من جانب الإخوان، وبذلوا كل جهدهم لحماية إخوان الإرهاب من غضب الجماهير.. ولكن إلى متى؟! فليسأل بقايا الإخوان أنفسهم وليدركوا حجم المأساة التى يسيرون إليها إذا استمروا فى الخضوع لهذه الرغبة المجنونة فى الانتحار!!
فى المقابل، لا بد أن ندرك أن معركتنا ضد الإرهاب لن تنتهى فى يوم وليلة.. نحن نواجه عصابات إجرامية استفادت من اضطراب الأمن بعد ثورة يناير، واستباحت مصر فى ظل حكم المعزول مرسى الذى وفر لها كل شىء.. منح العفو للقتلة، وفتح حدود مصر لتهريب السلاح ولدخول آلاف الإرهابيين، واعتبر التحالف بينهم وبين الإخوان هو الطريق للسيطرة على الدولة ولتركيع الشعب وترويعه.
المعركة ضد عصابات الإرهاب بقيادة «الإخوان»، وبدعم قوى خارجية لم تعد مجهولة، ليست معركة سهلة، ولكنها محسومة لصالح مصر وشعبها وجيشها وجهاز الشرطة ومؤسسات الدولة. هذه الوحدة ضد الإرهاب هى سلاحنا الأساسى الذى ينبغى أن نحافظ عليه. أعرف أن الحوارات بين القوى والأحزاب السياسية مستمرة، لكن الأهم هو الشارع، والأكثر أهمية هى قوى الشباب حتى من يختلفون معنا فى الرأى.. الحوار معهم هو الطريق الصحيح وليس الصدام أو التحويل للمحاكمة (!!) ما دام الهدف واحدا وهو التصدى لهذا الإرهاب المدمر الذى يقوده «الإخوان».
قال الفريق السيسى: إن مصر قد توحدت فى 30 يونيو كما لم يحدث من قبل.. هذه الوحدة بين الشعب والجيش ومؤسسات الدولة هى التى أسقطت حكم الإخوان الفاشى، وهذه الوحدة لا بد من الحفاظ عليها لكى نستأصل إرهاب الإخوان وحلفائهم من جذوره، ولكى ننفذ خريطة الطريق نحو الدولة المدنية التى تحقق أهداف الثورة فى العدل والحرية والكرامة والاستقلال الوطنى.. لا ينبغى لشىء آخر أن يشغلنا عن أداء هذه المهمة المقدسة.