ايجى ميديا

الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

سُنَّة فى السلطة شيعة فى المعارضة

-  
نشر: 8/9/2013 2:25 ص – تحديث 8/9/2013 8:37 ص

السيرة كما يكتبها الشيعة تشبه فيلمًا مصورًا بكاميرا قريبة، من زاوية ضيقة، وفيها شخصان فقط، النبى محمد وعلى بن أبى طالب، وأحيانا بعض «المخلصين» حولهما، فى مشاهد قليلة مؤثرة. هؤلاء المخلصون غالبًا من بنى هاشم والمستضعفين، إضافة إلى بعض قليل من الأنصار. الفيلم بهذه الطريقة يريد أن يقنع الناس بأن البطل والوصى هما اللذان فعلا كل شىء من أجل نجاح «الثورة الإسلامية»، وصولا إلى إقامة الدولة. والفيلم بهذه الطريقة يريد أن يقنع الناس أيضا بأن كل الآخرين، كل من كان حول النبى والوصى، ذوو أدوار هامشية، فى أحسن الأحوال، أو منافقون وفى قلوبهم مرض فى أسوأها، كانوا مع الثورة طمعًا فى السلطة، وقد حدث بعد وفاة النبى.

لا أنوى أن أناقش الأدلة النصوصية على هذا، فكل فريق من الفريقين، السنة والشيعة، لديه أدلته، وهى متناقضة، لكن الفريقين يؤكدان صحة ما لديهما.

إنما أريد أن أصل إلى نقطة أخرى تمامًا. لدينا فى التاريخ الإسلامى جهتان، السنة يكتبون فقه السلطة، فقه الطائفة المنتصرة، وهذا تطرق إليه كثيرون. أما ما لا نلتفت عادة إليه فهو فقه المعارضة، الذى كتبه، وأعطى المثل فيه، الشيعة.

جماعة الشيعة بنت روايتها لتاريخ «الثورة الإسلامية المحمدية» على محو كل الآخرين، ولا أعنى بالآخرين الكفار، يا ريت، إنما أيضا الشركاء فى الثورة الإسلامية، السابقون الأولون من المهاجرين، ناهيك عن من انضم لاحقًا، وأقر بالقواعد الجديدة للدولة.

الشيعة قدموا معارضة ترفض الآخرين رفضًا راديكاليًّا، مبنيًّا على التشكيك فى دورهم منذ اليوم الأول لالتحاقهم بـ«الثورة الإسلامية المحمدية»، هذا بالنسبة إلى أناس كأبى بكر وعمر، ما بالك بمن كان ضد «الثورة» ثم صار معها، أو على الأقل قابلا بقواعدها؟ ما بالك بمن أسلم لاحقًا كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص. وما بالك بمن أسلم يوم الفتح وقد قاتل المسلمين ووقف ضدهم فى السابق! لم يكن من مكان لهؤلاء فى الدولة التى يدعو إليها بنو هاشم. لا مكان لهؤلاء فى طرح المعارضة الذى قدمه بنو هاشم. ولكى نضع الأمر فى صيغة تاريخية معاصرة: لا مكان لهؤلاء لدى الأنقياء الثوريين. بالتالى، كان طبيعيًّا، أن ينفض هؤلاء من حول بنى هاشم، ومن حول الأنقياء الثوريين.

مرة أخرى، أنا أتحدث سياسيًّا، ولا دخل لى بالحجج الشرعية. أذكر بهذا لأنه مهم جدا، وقتها، وحاليا.

هل كان يظن «الأنقياء الثوريون» من بنى هاشم أنهم قادرون بهذه العقلية على قيادة دولة؟! هل كان الأنقياء الثوريون من بنى هاشم يظنون أنهم باستعداء بنى تيم وبنى عدى وبنى أسد وبنى مخزوم وبنى أمية، فضلًا عن القبائل المتمردة من غير قريش، يمكن أن تدين لهم الدولة؟! حتى وإن ظنوا ذلك، فعلى أى أساس؟

هذا ما أقصده بأن الشيعة رسموا الخط الفقهى، والسلوكى، للمعارضة فى ثقافتنا السائدة. المعارضة العنترية الإقصائية، التى تتحدث دائمًا عن «الحقوق»، لا عن الإمكانية السياسية. والتى لا تعبأ بعدم قابلية الطرح الذى تطرحه للحياة والاستمرار، لأسباب منطقية. بل لا تعبأ بـ«الرأى العام»، وتظن أن كونها تحوز «الحق» فإنها منتصرة. وهى بالتالى تعتقد أنها على الحق، والآخرون على الباطل. لا نسبية ها هنا. ولا مواءمة. ولا رغبة فى المشاركة. ولا رغبة فى الحلول الوسط. ولا حتى رغبة فى المساواة. إنما معارضة تنطلق من نقطة الاستعلاء على الآخرين. ولذلك فإن معارضتنا لا تعرف سياسة «لم الشمل»، إنما -كالشيعة- تريد بناء دولة على مقاسها هى فقط.

هل أدركت ما أرمى إليه؟ إن المعارضة -على منهاج الشيعة- لا تدرك أنها لا تقدم خطابًا أفضل. بل تقدم خطابًا فاشلًا عمليًّا. والفشل العملى فى السياسة بداية للاستبداد. والدول التى بناها الشيعة كانت دولًا مستبدة. والأدبيات التى قدمها الشيعة كانت أكثر امتلاءً بالخرافات من الأدبيات التى قدمها السنة. ليس هذا تفضيلًا لطائفة على طائفة. فقد جمعت لنا الطائفتان مساوئ السياسة كلها، واحدة فى السلطة وواحدة فى المعارضة. إنما أريد أن أقول إن السلطة والشيعة فى التاريخ الإسلامى وجهان لعملة واحدة. وإن كل من يصل إلى السلطة يتصرف كالحكومات السنية، وكل من فى صفوف المعارضة يتصرف كالمعارضة الشيعية.

التعليقات