كتب الأستاذ عادل القاضى (قارئ) فى رسالة بريدية وصلتنى: «تعريف الإخوانى: هو المخلوق الوحيد فى العالم الذى يكره الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والحكومة والصحافة والشعب، وحيد الشرعية، يتغذى على السكر والزيت فى الانتخابات، وينمو ويترعرع فى المليونيات».
وجدته تعريفاً طريفاً. به بعض المنطق. مدخل جديد لاستكمال ما بدأت بالأمس. كنت أكتب خواطر تحت عنوان «كيف فعلها حسن البنا؟». تساءلت: كيف تمكن من أن يخلق ذلك الاتجاه التمييزى العنصرى؟. قلت إن بين المسلمين من هم أفضل من الإخوان. أضيف: بين اليهود والمسيحيين من هم أفضل منهم. لكن الإخوان يعتقدون أنهم أفضل البشر. أفضل من الجميع!!
تساؤلى اليوم: هل إذا لم تنشأ جماعة الإخوان كانت مصر اختلفت؟ مصر واجهت تحديين. الصراع العربى - الإسرائيلى. الصراع ضد الإرهاب. كلاهما تحدى دولة مصر. الأول ليس موضوعنا اليوم. الإخوان غرسوا جذور الإرهاب. مسؤولون عن تعطيل الديمقراطية فى مصر. اغتالوا المستشار الخازندار. اغتالوا النقراشى باشا. بدأت الدولة منذ ١٩٤٨ إجراءات استثنائية ضد الإرهاب. حدث اغتيال حسن البنا. تم اكتشاف قضية السيارة الجيب. واقعة إرهابية. المتهم الرئيسى أصبح مرشدا فيما بعد. الراحل مصطفى مشهور.
حاول الإخوان اغتيال جمال عبدالناصر. نشأ النزاع بين الإخوان وحكم ١٩٥٢. كان صراعها قد تفجر مع دولة ما قبل ١٩٥٢. لجأ حكم عبدالناصر لإجراءات استثنائية. أبرز الأسباب كان تحدى الإخوان. تهديدهم للسلطة. نفس الأمر تكرر مع أنور السادات. تهديد الإخوان دفع مبارك لوضع مصر تحت الطوارئ ٣٠ عاما. عادت الطوارئ الآن بعد مرسى بسبب الإخوان. مصر كانت تعيش حالة طوارئ بدون إعلان فى حكم مرسى. الإخوان عطلوا مسيرة الديمقراطية.
لا أبرر لأى حكم تعسفه. أضع الصورة فى إطارها. لا أتجاهل الدوافع. أتصور لو أنه لم تكن جماعة الإخوان تهدد الاستقرار. تتحدى أنظمة الحكم بالإرهاب. للإرهاب صور متنوعة. فكر وفعل. أنظمة الحكم قبل يوليو ١٩٥٢ وبعدها كانت تجد خطورة من فعل الإخوان. جماعة بررت العدوان على الديمقراطية. خلقت مناخاً مضاداً لها. نشرت أفكاراً لا تسمح بنمو مجتمع مستقر. إذا وضعت هذا إلى جانب تحدى الصراع العربى- الإسرائيلى، وجدت سبباً واضحاً لما مصر فيه.