مقبول أن تخالفنى الرأى، معقول ألا نلتقى عند فكرة واحدة، وصحىٌّ أن نتعارك ونتصارع سياسياً، فتلك سُنة الحياة بين فصائل الشعوب، لكن أن تحرق وطنى، وتقتل ابنى، فلست شريكاً ولا فصيلاً، أنت عدو غادر خسيس، تراب مصر ومن عليه يقف صفاً واحداً فى وجهك، يطاردك فى كل شبر حتى يقضى عليك.
والذى شهده شارع مصطفى النحاس- صباح الخميس- وما تشهده سيناء كل يوم، وما يمكن أن يقع اليوم وغداً إرهاب لا يقره دين ولا يقبله إنسان، لن يخدم أحداً سوى أعداء وطننا، سيجرنا إلى مزيد من الخراب والفوضى.
والمعركة الآن ليست معركة جهاز الأمن وحده، هى معركة شعب قرر أن يعيش ويبنى دولته المدنية، شعب اختار أن يرسم مستقبلاً أفضل لأولاده، لن يسمح بأن تعود أنظمة الفساد لتحكمه، وأن تسطو جماعات الإقصاء والدم والتخريب على مقدراته.
ومها كان الثمن فلا تراجع ولا تهاون، ومن يراهن على هزيمة شعب فهو واهن موتور، يحرث فى ماء المحيط، التاريخ حىٌّ بين أيدينا يؤكد أن النصر لإرادة الشعوب وحدها، الكل يفنى ويزول ويصبح ماضياً كريهاً، وتبقى الأوطان حية شامخة.
والذين هددوا وتوعدوا المصريين بالرعب والتخريب لن يفلتوا من العقاب، سينالون جزاء ما جنت أيديهم، وسيحاسبهم الله على ما حصدت ألسنتهم، ستتعلق فى أعناقهم يوم القيامة دماء الذين خدعوهم، سينالهم خزى عظيم لأن إسلامنا لا يدعو إلى قتل ولا سفك دماء.
وتبقى المهمة الأكبر مهمة الوحدة واليقظة والحذر، نضع مصرنا بين أعيننا، نحرسها وندافع عنها جميعاً، لا نعود أبداً إلى سلبية عانينا منها كثيراً، مهمة يتحول فيها كل مواطن إلى حارس أمين لوطنه.
أما الذين خدعتهم الشعارات، وأغواهم المتاجرون بالدين ولم يتورطوا فى تخريب أو إراقة دم، فلا إقصاء لهم، هم شركاء حاضر ومستقبل، لا نزايد على وطنيتهم وعشقهم لهذه الأرض، ولا نقبل بدعوات التحريض ضدهم، لأن الذى قلب الشعب على حكم «الجماعة» هو تعمدهم إقصاء كل الفصائل وجرهم البلاد إلى مزيد من الخراب.
أما أجهزة الأمن جميعها فهى تدرك مهمتها وواجبها، تعلم أن فى عنقها أمانة ورسالة لابد أن تؤديهما بإخلاص وفى إطار من القانون وحقوق الإنسان، نعم هى مهمة شديدة الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر، لكن الذى أقسم أن يفتدى وطنه وشعبه بحياته لن يخيفه شىء.. الذى تقف مصر كلها معه لن يهزمه إرهاب جبان خسيس.
■ رسالة:
الذين لم يتعلموا كيف يختلفون مع الآخر، وردودهم سباب وشتائم وخروج عن أبسط قواعد الأدب والدين، لا يختلفون كثيراً عن الذين اعترفوا بأنهم وراء التفجيرات فى سيناء، أو الذين توعدوا مصر بالحرائق والدمار، ويحسبون أنهم يحملون راية الدعوة إلى الله، نصيحتى لهم أن يعيدوا قراءة سيرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» الذى لم يكن شتاماً ولا لعاناً ولا يسب الوالدين.
■ ورسالة:
إلى كل أم وأب، إلى كل شيخ وطفل: ادعوا الله أن يحفظ مصر وأن يجمع شمل شعبها ويجنبها كل سوء.