
وأضاف خالد يوسف: "عندما صورت وقائع 3 يوليو في سياق الثورة المصرية لم أكن أقصد أن أصور عملاً فنياً، بل كنت أقصد أن أصور الواقع كما هو، وهذا توثيق، ولكن عندما أستخدم المشاهد في عمل فني، سواء كان فيلماً أو وثائقياً، فهذه تكون رؤية للتاريخ من منظوري، ويعني أنني لا أكون محايداً".
ويمضي خالد يوسف يقول إن "المخرج يمكن أن يدخل وجهة نظره إذا أراد أن ينجز عملاً فنياً، فلو كان يريد أن يقول إن الثورة المصرية انقلاب، فيستطيع الاستعانة بمشاهد معينة وموسيقى معينة مثلاً لخلق هذا الانطباع، ولو أراد أن يقول إنها ثورة يستطيع أن يفعل ذلك أيضاً".
وأوضح المخرج السينمائي، مدافعاً عن نفسه أمام تهم باستخدام الغرافيكس وتضخيم أعداد المتظاهرين: "ليست مهمتي كفنان أن أكون محايداً وأنا في الواقع منحاز لمنظومة قيم معينة في الحياة، وبالتالي عندما أنجز عملاً فنياً لا أكون محايداً، أما عندما أسجل المشاهد كما هي فليس هناك أي تدخل من جانبي على نقيض ما اتهمني به البعض من استخدام الغرافيكس وتزوير أعداد المتظاهرين".
وفي سياق متصل، كشف خالد يوسف النقاب عن أنه أعد فيلماً وثائقياً عن ثورة 30 يونيو كما رآها لمخاطبة شعوب العالم، ويقول في هذا الإطار: "شعوب العالم جميعها حرة، ولكن حكومات الغرب لها مصالح معينة جعلتها تتخذ موقفاً بعينه من الثورة المصرية وتصفها بالانقلاب. وأنا لدي رؤية أستطيع أن أوصلها إلى شعوب العالم الحر بفيلم وثائقي يوضح أن ما جرى كان ثورة شعبية بامتياز، وهذا الوثائقي ليس فيلماً دعائياً بل الحقيقة من وجهة نظري".
وامتدح المخرج المصري خالد يوسف، الإعلام المصري، الذي قال إنه قام بدور عظيم في نقل الحقيقة على الأرض ونقل ما وصفها بالخطة الشيطانية للإخوان المسلمين لتمكينهم من البلد، واستطاع أن يخلق رأياً عاماً ضد ما وصفها بهذه العصابة، إلا أن خالد يوسف أضاف أنه لا بد من الاعتراف بأن الإعلام المصري كان فيه بعض الشطط، لكنه في النهاية من منظور خالد يوسف كان موضوعياً، إذ استضاف أطراف القضية ولم يستثن الإخوان المسلمين أو التيار السياسي الإسلامي من الظهور عبر شاشاته.
وقال خالد يوسف إنه ضد منع المحطات التلفزيونية من حيث المبدأ، ولكن الفضائيات الإسلامية التي تم وقفها لم تكن من منظوره تمثل إعلاماً بل تحريضاً على القتل والعنف، وقد شهدنا آثار هذا التحريض على الأرض، حسب رأيه.
وفي تعليقه على وقف بعض المحطات التلفزيونية المصرية للمسلسلات التركية احتجاجاً على ما تعتبره تدخلاً تركياً في الشأن المصري، قال خالد يوسف: "أنا ضد المنع لأنني رجل فنان ولن تجدني في خندق الرقيب"، ولكنه أضاف أنه لا بد من استخدام إمكانات الأمة العربية كلها في هذه المعركة، لأنها معركة استقلال وطني، حسب قوله. وأضاف هذه معركة كي تستقل مصر بقرارها وتخرج من التبعية الأميركية، وتمنع أطرافاً دولية تحاول أن تكسر إرادة هذه الأمة، وضرب مثلاً على ذلك بالحظر النفطي كسلاح عام 1973.
ولخالد يوسف وجهة نظر في المسلسلات التركية بعيداً عن الموضوع المصري، فهو يرى أن هناك خطراً شديداً من المسلسلات التركية وتغولها على المسلسلات العربية، لأن المجتمع التركي رغم أنه مجتمع مسلم فإنه يحمل منظومة قيم مغايرة لقيم المجتمع العربي، مما يهز وجدان الأجيال الجديدة، حسب قوله.
وعن الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي التقاه مع مجموعة من الفنانين عندما كان في الحكم، قال يوسف: رأيت رجلاً لا حول له ولا قوة، يردد كلاماً تم تلقينه له وليس في يده أن يبت في أي أمر. وعرضت عليه بعض المظالم فلم يقل كلاماً لا إيجابياً ولا سلبياً، لأنه لا بد أن يعود إلى مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين قبل أن يتخذ أي قرار.
ويضيف خالد يوسف أن الدكتور محمد مرسي يتحمل كامل المسؤولية عما جرى في عهده، لأنه ارتضى أن يكون في سدة الحكم والمسؤول الأول عن البلاد والعباد، وهو الذي ارتضى لنفسه أن يكون مأموراً.
ويرى خالد يوسف أن الرئيس المعزول شخصية درامية بامتياز، فهو رجل خرج من السجن إلى سدة الحكم مباشرة ثم عاد إلى السجن.
ويضيف: لم تحدث مأساة كهذه حتى في التراجيديا الإغريقية. نعم يمكن عمل أفلام عن محمد مرسي، ولكني لست معنياً بذلك، لأنني لا أرغب في إنجاز أفلام عن أشخاص لا أحبهم.