لا عاش المجرمون ولا كانوا.. لا عاش الإرهابيون ولا كانوا.. ستبقى مصر.. فلا وزير الداخلية أول من استهدفوه، ولا هو آخرهم.. الوزير نفسه يعرف أننا فى معركة مصير.. محمد إبراهيم يؤمن بأن مصر أغلى.. يعرف أيضاً أن الشهادة فى حب مصر شرف.. لا الحادث الخسيس يفتّ فى عقيدته، ولا يثنيه عن مهمته.. ضابط نقيب بحراسة الوزير قالها واضحة: «ماحدش هيقدر على مصر»!
لا أحد يمكن أن يقف فى وجه مصر.. إرهاب الخونة منذ العصر الملكى لم يوقف عجلة الدوران.. إرهاب المجرمين فى التسعينيات لم ينتصر.. فى النهاية انتصرت مصر.. حاولوا اغتيال وزراء الداخلية.. من أول النبوى إسماعيل، مروراً بزكى بدر، وعبدالحليم موسى، وحسن الألفى.. فشلوا فى اغتيال مصر.. سيفشلون هذه المرة، وسنقطع رقابهم للأبد.. لا ينبغى أن يعودوا للمشهد من جديد!
الموقف الرسمى محترم من أول الفريق السيسى، مروراً بوزير الداخلية، وصولاً إلى أصغر ضابط فى حراسة الوزير.. «السيسى» قال: مثل هذه المحاولات الغادرة لن تؤثر على الروح المعنوية لرجالنا الأبطال، بل تزيدهم إصراراً على إصرارهم.. الوزير محمد إبراهيم قال: مستعد لنيل شرف الشهادة، من أجل الوطن.. النقيب أحمد حسان قال: «الحادث أعطانا عزيمة أقوى لمحاربة الإرهاب»!
معناه أنه لا تراجع، ولو دفعنا أرواحنا ثمناً للحرب على الإرهاب.. معناه أنه لا استسلام أمام الخونة المجرمين.. فى الغالب تحدث مراجعات، بعد حوادث من هذا النوع.. أو قل تراجعات، فى الموقف الرسمى.. لكن موقف مصر يزداد إصراراً على مواجهة الإرهاب.. لا الجيش سوف يتراجع، ولا الشرطة سوف ترتعش.. وزير الداخلية قال إنه شاف الموت مرتين.. لم يتراجع بعد المرة الأولى!
بيان الرئاسة أيضاً يستحق وقفة.. موقف الشعب نفسه يعتبر الداعم الأكبر للجيش والشرطة.. الشعب قرر أن يتصدى للإرهاب.. نثق بقدرة الجيش، ونثق بعزيمة الشرطة، ونثق بأنفسنا.. كلنا على قلب رجل واحد.. لا مكان للمجرمين بيننا.. لا مكان للخونة.. عزيمتنا اليوم أقوى من أى يوم مضى.. الحكاية لم تعد حرق سيارة شرطة، هناك تحول خطير ينتهى باغتيالات سياسية!
كيف يمكن أن نتصالح مع إرهابيين؟.. كيف نضع أيدينا فى يد من يفجر بيده الأخرى سيارة مفخخة؟.. كيف نضع يداً تحمل السلام فى يد تحمل الإرهاب؟.. هؤلاء لم يحملوا الخير يوماً كما زعموا.. إنهم يحملون الإرهاب.. يحملون الشر.. يحملون الدماء.. للأسف ما زلنا نتكلم عن مصالحات.. للأسف ما زلنا نتحدث عن عدم إقصاء.. كيف نجلس مع من حرق الكنائس والمساجد على طاولة واحدة؟!
ماذا تنتظر الحكومة لحل هذه الجماعة الفاجرة؟.. ماذا تنتظر الحكومة لعزل هذه الجماعة المجرمة؟.. من الذى تخاطبه الحكومة؟.. هل تخاطب الرأى العام الغربى؟.. هل تخاطب الحكومات الغربية؟.. متى تخاطب شعبها؟.. الشعب نفسه عزل الخونة.. الشعب يعتبر الجماعة منحلة.. من يمارس الإرهاب لا يمارس السياسة.. ما أسرع ما عادوا للعمل السرى!.. يتقربون إلى الله برأس وزير الداخلية (!)
لا عاش من يهدد مصر، أو يروّع المصريين.. لا عشنا ولا كنا، إذا لم نجتث جذورهم من الوجود.. «ماحدش هيقدر على مصر».. مصر ستنتصر.. كلمة قالها الفريق السيسى، وقالها وزير الداخلية.. وقالها أصغر ضابط بحراسة الوزير أيضاً.. هذا هو الموقف الآن.. رسمياً وشعبياً.. إن كان هناك من يستوعبه!