لم أفأجأ -ككثيرين غيرى- بتلك المحاولة الخسيسة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فالأمر متوقع وسيناريو الإرهاب بتنويعاته وأيضا مستوياته المتعددة هو المنتظر فى محاولة هى أشبه «بحلاوة الروح». تنظيم الإخوان لم يخرج عن أى من التوقعات التى يعرفها جميع من درسوا تاريخه، وأيضا من عايشوا حكمه.. محاولات الاغتيال لشخصيات حاكمة ولمشاهير ولأصحاب أفكار، حلقة من حلقات التصعيد التى يريدون بها إفزاع الناس متصورين أيضا أو واهمين أن «الناس خايفة». والله إننا كما شكرنا الله كثيرا على أنه منح المصريين فرصة اختبارهم يعنى امتحانهم بحكم الإخوان ليتأكدوا من كذبهم وادعائهم، نشكر الله على تصعيدات الإخوان «الخايبة» لأن أحدا لا يمكن أن يزايد بعد الآن ويقول «دول فريق أو فصيل سياسى».
أقول إننى لم أفاجأ وغيرى كثيرون، وأعتقد أننى لن أفاجأ أيضا لو خرج أحدهم وقال من أدراكم أن الإخوان وراء ما يجرى!!
فهذا ما يكتبه وما كتبه البعض ممن يتباكون على ما يسمونه محاولات شيطنة الإخوان.
المحاولة «الخايبة» لاغتيال وزير داخلية مصر «3 عبوات فى موتوسيكل وتفجير عن بعد» أراد توثيقا جديدا لا أكثر ولا أقل.. توثيقا للنهج الإخوانى الساعى لحرق مصر دولة وشعبا. وأنا الآن أهدى هذه المحاولة كما أهدى ما يجرى فى سيناء لمن خرجوا علينا «بالمصالحة» فى سياق وخطاب يعوزه كثير من الوضوح، خطاب لا أعرف ولم تنِ قواى الإدراكية على الوعى بمساره. محاولة اغتيال وزير داخلية مصر لم تفاجئنا وربما ما سوف يتلوها، لكنها أيضا لا تخيف تلك الأغلبية من المصريين التى وعت طبيعة حكم الإخوان الساعية لهدم الدولة المصرية.. نعم هدم الدولة المصرية وأتصور أننا فى لحظة حقيقية لا يمكن فيها القبول بأشياء بغير مسمياتها.. الإخوان الذين زرعوا القاعدة والتنظيمات الجهادية وحماس فى سيناء المصرية، الإخوان الذين «والأمر لم يعد بحاجة إلى شهادة شهود» أحرقوا ويحرقون مصر يحولون المسألة إلى إما أن تكون مصر.. وإما لا تكون.
الناس.. حتى أبسط الناس فى الشارع لم يعودوا بحاجة إلى أن يعرفوا أين يقف الإخوان المسلمون منهم.. نعم محاولة اغتيال وزير داخلية مصر خطوة باتجاه التصعيد الإخوانى الدموى لكن الشعب لا يخاف، الشعب الذى عزل حاكمين فى عامين يعى ويعرف وقادر على حماية نفسه، وتصعيد العنف من قبل الإخوان يصب فى صالح الشعب الذى يتأكد يوما بعد آخر أن نزوله فى 30/6 كان إلهاما حقيقيا للحفاظ على بلده.
أما الذين يتهمون الأغلبية الرافضة لدموية الإخوان والذين يلوكون ليل نهار مصطلح «المصالحة» فأنا لن أطالبهم بغير أن يستحوا وأن يعاملوا ويتعاملوا مع حقيقة ما جرى من موقع «المواطن» وأن يكفوا عن «إسماعنا نظرياتهم حتى إشعار آخر».
لقد سئمنا ذلك الخطاب الذى يشبه «الحافظ مش الفاهم».
أنتم تطالبون الناس بأن تكف البصر وتسد الآذان وتقبل ما ليس موجودا على أرض الواقع.. الواقع يقول إن مصر دولة وشعبا تحارب إرهابا محليا بدعم دولى.. فكفوا عما تحفظونه وتروجون له مظللين بفتاوى تقطر دموية.