ايجى ميديا

الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

أزمة مارس 1954 وثورة 30 يونيو

-  

وكأن التاريخ يعيد نفسه، ويستكمل دورته بالرغم من قصرها، حوالى ستين عاما، أقل من قرن، والدورات التاريخية ليست أقل من قرنين، أربعة أجيال كما لاحظ ابن خلدون، قرنان من الزمان، اثنان للصعود واثنان للهبوط. تتشابه اللحظتان، بداية الدورة ونهايتها. تتشابه وتختلف. تتشابه أحيانا وتختلف أحيانا أخرى. أحيانا تبدو إلى التشابه أقرب وإلى الاختلاف أبعد. وأحيانا تبدو إلى الاختلاف أقرب وإلى التشابه أبعد. وأحيانا يتداخل التشابه والاختلاف فيصعب الحكم إلى أيهما أقرب أو أبعد.

1- من الواضح أن ناصر نفسه قد مر على الإخوان كما مر على التيارات الوطنية مثل الوفد والشيوعيين. وعرف حسن البنا باعتباره يمثل إحدى القوى السياسية. وكان الإخوان يمثلون أحد روافد الضباط الأحرار قبل الثورة وبعدها حتى أزمة مارس 1954. بل يرى البعض أنهم كانوا نصف الضباط الأحرار مثل رشاد مهنا الذى عُيّن وصيا على العرش وكمال الدين حسين الذى عُيّن وزيرا للتربية والتعليم. وألغى العرش. وأعلنت الجمهورية. ولم يبق كمال الدين حسين طويلا فى الحكم بل غادر وانعزل أو حددت إقامته، سيان. كان الإخوان جزءا تكوينيا من ثورة يوليو 1952 قبل أن يحدث الصدام فى 1954. فى حين كان الإخوان جزءا تكميليا لثورة يناير 2011 بعد أن ضُمن نجاحها. ويقول البعض إنهم ركبوا الموجة الثورية قبل أن ينعزلوا عنها ويعملوا بمفردهم وإقصاء الثوار الشباب عنهم.

2- كانت فردية ناصر فى 1954 أظهر بين زملائه من الضباط الأحرار فاستطاع إزاحة زملائه وعلى رأسهم محمد نجيب الأكبر سناً. أما السيسى فى 2013 فلم يكن له نفس الفردية والظهور بل كان الجيش هو الذى قام بتأكيد ثورة الشعب فى 30 يونيو. كان وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة فى طريقه إلى الظهور باسمه وصورته ومقارنته بـ«ناصر» فى وطنيته واستقلاله وحرصه على بقاء الدولة دون التلاعب بها باسم الجماعة. ومع ذلك يظل لمقابل ناصر 1954 جيش 2013.

3- فى مارس 1954 كان الجيش فى أزمة انشقاق؛ مما انعكس على الشعب. كان الجيش منشقا فى داخله بين نجيب وخالد محيى الدين من ناحية وناصر ورفاقه من ناحية أخرى. وكان الشعب أقرب إلى الاصطفاف وراء نجيب والإخوان. وبعد حادث المنشية، محاولة اغتيال عبدالناصر فى الإسكندرية، تم حل الجماعة أسوة بسابقتها من الأحزاب السياسية.

4- قل الشهداء فى مارس 1954 وكثروا فى أغسطس 2013 حين فض الاعتصامات والإضرابات رعاية للمصالح العامة، وفك الطرق، ورفع المتاريس، ونزع الدولة من داخل الدولة فى رابعة والنهضة. فى مارس 1954 كانت المعارضة للجيش قلة، مجرد الجماعة. فى حين فى 2013 كانت المعارضة للجيش والشعب كثرة ممثلة فى الجماعة والحزب وما تنصب من جهاز الدولة أثناء «الأخونة». وقد تتساوى القيادات، عصب الحزب، وكانت مسألة حياة أو موت. فقد كانت الجماعة تنتظر هذه اللحظة التى تصل فيها إلى السلطة منذ ثمانين عاما أو يزيد ثم فقدتها فى غمضة عين. وها هى تسترد وعيها وتبدأ فى المقاومة لاستردادها بصرف النظر عن الفرق السياسية الأخرى، وبصرف النظر عن خسائر الوطن.

5- قامت ثورة 1952 على ائتلاف وطنى من الضباط الأحرار، إخوان وماركسيين ومصر الفتاة ووطنيين، ضد الإنجليز والقصر والإقطاع. واستمر هذا الائتلاف حتى 1954 بعد أن حلت الأحزاب السياسية بمجرد قيام الثورة واستبقاء الإخوان المسلمين. ثم حل الإخوان بعد محاولة الاغتيال فى 1954 وتفرد ناصر بالحكم. وفى 2011 قامت الثورة تلقائيا على أكتاف الشباب. ثم دخل الجيش ممثلاً فى المجلس العسكرى على الخط فى صف الثورة من أجل نقل المجتمع من المرحلة الاستبدادية إلى المرحلة الديمقراطية. وجاء الإخوان نتيجة انتخابات حرة لمجلسى الشعب والشورى والرئاسة واللجنة التأسيسية لوضع الدستور. وبعد عام ظهر عيوب الاستبداد الدينى وإقصاء القوى السياسية الأخرى. وخضعت الرئاسة والحكومة للجماعة وحكم المرشد. وبدأ الضيق فى الظهور. فتكونت حركة تمرد، وقادت الشعب يوم 30 يونيو للثورة على النظام. ثم جاء الجيش فأيد مطالب الشعب، وطلب تفويضا من الشعب للعودة إلى المسار الديمقراطى وتخليص البلاد من حكم الرأى الواحد. وقام الإخوان بإضراب عام تحول إلى اعتصام فى الميادين العامة وتعطيل المصالح العامة والقضاء على هيبة الدولة. وفى كلتا الحالتين بدأ الإخوان والجيش فى 1952 بمصالحة وطنية وانتهيا بخصام دموى، وفى 2013 بدأ الإخوان والجيش أيضا بمصالحة وطنية بل بتوافق أو غزل وطنى انتهيا بخصام وتنافر وقتال دموى كذلك.

6- قبل أزمة مارس 1954 فى العصر الثورى الأول فى حالة الوئام مع الإخوان كان التغير الاجتماعى سريعا للغاية لحاقا بثورة الشعب. وبعد 1954 بعام كُسر احتكار استيراد السلاح حتى جاءت سنة 1956 لتأميم قناة السويس. تلاها التمصير فى 1957 ثم الوحدة مع سوريا فى 1958 وثورة العراق، وثورة اليمن فى 1962، وقوانين يوليو الاشتراكية فى 1961-1963 حتى جاءت هزيمة 1967. فى حين أنه فى ثورة 2011 تباطأ التغير الاجتماعى بالرغم من وضوح أهداف الثورة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية نظرا لتعثر القوى الثورية بين عسكرية ودينية ومدنية. فالقوى الاجتماعية المتصارعة ما زالت متناحرة بين الفلول، القوى القديمة، والقوى القديمة ذهنيا الجديدة جسديا مثل الإخوان، والقوى الجديدة ذهنيا وجسديا المعاصرة بين القوتين السابقتين.

7- كانت جماعة الإخوان فى أزمة مارس 1954 علنية فى الجيش والشعب. تتوحد مع أهداف الثورة. وكان عبدالناصر قد اختار سيد قطب صاحب «العدالة الاجتماعية فى الإسلام» بمجرد دخوله فى الإخوان رئيسا لهيئة التحرير، وكلفه بإلقاء محاضرات فى الإذاعة المصرية فى هذا الموضوع. ثم تحولت الجماعة إلى سرية بعد الأزمة. وفى ثورة 2013 كان تنظيم الإخوان أيضا علنيا فى الشعب وفى الحكم، ولكن برنامجه السرى ينفذه عن كثب مكتب الإرشاد للجماعة. وما الحكومة أو الرئاسة إلا منفذتان، مما أثار عليه شباب الإخوان وجماهير الثوار. ففرق بين عقلية الجماعة وعقلية الدولة. واستحال مد يد الحوار بين الاثنين. كل يقصى الآخر ويستبعده.

التاريخ يعيد نفسه من مارس 1954 حتى أغسطس 2013. فهل تتعلم الناس الثورة والحكم، والحكم والثورة، ألا تعود التجربة مرة ثالثة؟

التعليقات