حين كان مرسى فى سلطته و«الإخوان» فى سطوتها، كتبنا وقلنا إنهم إخوان جايز، لكن مسلمون، أشك!
الآن وقد ذهب عنهم سلطانهم، فإذا بجماعتهم تتعرَّى أكثر وبدت بوجهها القبيح أكثر فجورًا وعورتهم أكثر انفضاحًا!
فى ٢مارس الماضى قلت وكتبت:
هل الإخوان المسلمون يمثلون الإسلام؟
وأجبت.. حاشَ لله!
وسألت مجيبًا ومتى كان الإسلام يبيح الكذب والنصب وحنث اليمين وخلف الوعد والخطف والتعذيب والفحش والبذاءة والتكفير والنفاق وقذف المحصَنات والغِلظة والفظاظة وشهادة الزور؟
ومَضَتِ الاستفهامات.. هل الإخوان المسلمون يمثلون المصريين؟
مستحيل.
لم يخرج حتى يومنا هذا عضو فى جماعة الإخوان يرفض ويعارض مقولة مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف الشهيرة «طظ فى مصر».
وأتحدى إذا كانت كلمة مصر موجودة فى أناشيد الإخوان التى يرددونها فى جماعتهم ومعسكراتهم ومدارسهم.
مستحيل أن يمثِّل الشعبَ المصرىَّ إخوانىٌّ، ممن لا يضع مصر قبل أى شىء وكل شىء، حيث يرى الإخوانىُّ مصرَ جزءًا من مشروعه وقطعة من خطته، وليست وطنًا يدافع عنه المصرى بروحه ودمه (سؤال فى السياق نفسه: هل حارب أىُّ إخوانىٍّ -جنديًّا فى صفوف الجيش المصرى- مجندًا أو متطوِّعًا فى حرب أكتوبر؟).
هل الإخوان يمثلون أخلاق المسلمين؟
أعوذ بالله.
وهل أخلاق المسلمين تقوم على الكذب والخداع والنفاق والازدواجية والانتهازية والفُجر فى الخصومة وخيانة الأمانة؟!
هل هذه شيطنة للإخوان؟
هل بلغ بنا الغضب منهم ومعارضتهم حد أن نلصق بهم كل موبقة وننزع عنهم كل فضيلة؟
لا حول ولا قوة إلا بالله.
بل نحن لا نقول إلا ما نرى من هذه الجماعة منذ أسفرت عن وجهها الحقيقى، وخانت الثورة وداست القيم وباعت دماء الشهداء وزوَّرت وكذبت وفجرت وحكمت بالاستبداد والظلم والغى.
لم نر منهم إلا أخلاقا تتحلل، وقيمًا تتفكك، وإفكًا يتعرى، وانحدارًا فى هاوية تخوين وتكفير الخصوم بلا ذرة من ضمير ولا لحظة من تردد!
تعيش مصر لحظة الانكشاف العظيمة لتجار الدين ومرضى الفصام السياسى ومحترفى الكذب ونهَّازى الفرص وعشاق السلطة ومستبيحى أرواح وأعراض الناس، إنهم يدَّعون لأنفسهم صفة المسلمين، بينما هم يطبِّقون مبادئ أُميَّة بن خلف وأخلاق أبى لهب وغرور أبى جهل.
ها هى مصر كلها تكتشفهم وتكشفهم وتعرِّيهم.
من ذا الذى يستر سوأة الإخوان بعد اليوم؟
انتهت سطورى يومها، وها هى مصر بعدها بنحو أربعة أشهر فقط، الآن تطرد الإخوان من رحمتها، وها هو الشعب المصرى يكره خيانة الجماعة وعَمَالتها وإرهابها.
الآن.. الشعب ليس ضد الإخوان فقط، بل ضد تجار الدين ومحتكرى الحديث باسم الإسلام وموزِّعى تُهَم الكفر على المسلمين المخالفين لهم، ومدَّعى المشروع الوهمى الذى يقولون عنه المشروع الإسلامى كأن الإسلام مشروع، وكأن أى رأى أو فكر يختلف عنهم هو فكر يعادى المشروع الإسلامى الذى هو فى حقيقته مشروعهم الخاص للسيطرة على العقول والقلوب والجيوب!