قال عضو مجلس إدارة الزمالك فى مداخلة تليفونية» الخناقة كانت بين اتنين بشورتات.. شيكابالا لابس شورت والضابط لابس شورت»، كان هذا هو الملخص الوافى للخناقة التى تتكرر كثيرا فى حدود حماس كروى يتجاوز حدود اللياقة، لكن الأمر يبدو بالنسبة إلىّ أكثر تعقيدا.
فإذا كانت الخناقة بين «اتنين بشورتات» فما الداعى لكل هذا الانسحاق الذى قام به مجلس إدارة الزمالك أمام المؤسسة العسكرية بإصدار بيان يقدم فروض الطاعة والولاء، وأننا والله العظيم ما كنا نعرف إنه ضابط؟، طيب إفرض ماكنش ضابط وكان مواطنا عاديا تشاجر مع لاعب الزمالك، هل ستقدم له إدارة الزمالك اعتذارا وللجهة التى يعمل بها حتى لو كانت مصلحة الطب البيطرى؟، طيب ما شيكا ضرب مواطن قبل كده فى أحد شوارع القاهرة وكانت مشاجرة معروفة، لماذا لم تعتذر إليه الإدارة علنًا؟
إدارة الزمالك انبطحت أمام قدسية ما تحظى بها بدلة الجيش حتى لو كانت المشاجرة مع شخص لا يرتديها، المشكلة أن الضابط الطرف الثانى فى المشاجرة، لم يحترم هذه البدلة أيضا وقام باستدعاء أصدقائه الضباط تليفونيا، كما يقول شهود العيان، ليتحول الموضوع من احتكاك اتنين بشورتات لمواجهة بين ضباط جيش ولاعبى كرة، مواجهة لا بد أن ينتصر فيها ضباط الجيش لشعورهم بأنهم بيلعبوا على أرضهم هذه الأيام، ولأنهم يلعبون على أرضهم استطاعوا أن يأخروا تحرك طائرة تضم 500 راكب، لأنه فيه واحد منهم تجرأ على المؤسسة العسكرية ممثلة فى شخص يرتدى «شورت وفانلة الأهلى»، يعنى فى النهاية نحن أمام لاعب كرة قدم محدود الثقافة لم يسيطر على انفعاله إزاء الاستفزاز، وضابط فى القوات المسلحة يستطيع أن يعسف مطارا بأكمله بركابه بجدول رحلاته.. من يستحق العقاب؟
بعد عدة أيام سيقف لاعبو الزمالك انتباها فى محاكمة عسكرية للدفاع عن أنفسهم بخصوص تهمة سب وقذف ضابط جيش يرتدى «شورت»! هذا تبسيط مخل لفكرة أكبر، وهى محاكمة المدنيين عسكريا، وإن كانت المحاكم العسكرية تدار بنص قانونى فلا بد من معالجة قانونية لها أيضا، وهو أمر أتمنى أن يقوى عليها أعضاء لجنة الخمسين، لأنه من الواضح أننا سنكرر الكلام القديم نفسه، فما ذنب مواطن كان خصمه فى أمر ما ضابط جيش أن تتم محاكمته عسكريا؟، يا إما تعزلوا ضباط الجيش تماما عن الحياة المدنية وتجعلوا لهم دولة بمفردهم، وإما يتم حل خلافاتهم المدنية أمام قضاء مدنى، ما معنى أن أتنازع مع مهندس على ملكية قطعة أرض فتفصل بيننا نيابة المهندسين؟، أى ارتباك فى أن يكون القاضى والمتهم يرتدون الزى نفسه فى أثناء المحاكمة؟، وأى ارتباك سيصيب مواطنا صاحب حق عندما يكون خصمه ضابط جيش فى بلد صار سلامها الجمهورى «تسلم الأيادى»؟
اعتذار الزمالك إلى مؤسسة الجيش، ومن قبله التنكيل العام بلاعب فى قيمة أبو تريكة فنيا وإنسانيا ووطنيا، لأنه عبر عن وجهة نظره لضابط آخر، يفتح الباب أمام تعسف من نوع جديد، فبعد أن تخلصنا من تعسف باسم الدين (الدين منه برىء)، سندخل مرحلة التعسف باسم الكاكى (شرف العسكرية منه برىء)، من هنا تبدأ الشماتة، ومن هنا تبدأ مرحلة شالوا ألدو جابوا شاهين... الاتنين بشورتات.