والله العظيم مصيبة، ما صكّه الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى بيانه التكفيرى، قائلا: «فى الوقت الذى تم فيه تهميش التيار الإسلامى من لجنة الـ50 يتم تمثيل الاتجاه اليسارى والناصرى بـ11 عضوًا»، تم اختيار الشخصيات التى تعادى المشروع الإسلامى وتعادى الشريعة، والأحكام الإسلامية!!
لم يأت برهامى بجديد، لقد كفروا من قبله باشوات لجنة دستور 1923 «لجنة الأشقياء»، وقيل فى شأن قاماتها الثلاثين مثل هذا الذى يقول به برهامى فى شأن هامات لجنة الخمسين، قالوا قديما: «إنهم يبغضون شريعة الإسلام، ويتعصبون لقوانين أوروبا الوضعية ونظام الغرب السياسى، ثم تبوأوا بمساعدة الإنجليز أعلى المناصب فى ربوع مصر، فكانوا فى قمة الإخلاص والحرص على تنفيذ مخططات الاستعمار لحرب الإسلام فى صدور المسلمين، وعزل شريعته عن جميع شؤون الحياة فى مصر».
فعلا اللى فى الآباء فى الأبناء، تكفير من ظهر تكفير، تكفير علنى قديما وحديثا، قبل أول اجتماع يصم برهامى نفرا من أعضاء لجنة الخمسين بمعاداة المشروع الإسلامى، هذا فعل تكفيرى فاضح، هذا حكم بالكفر البواح، عندما يشير برهامى إلى شخصيات فى اللجنة تعادى المشروع الإسلامى، والأحكام الإسلامية، وتعادى الشريعة، إذًا ما حكم الإسلام يا مولانا الحَبر العلامة؟!
ببيان واحد كفّر برهامى،على الأقل، 11 عضوا من الاتجاهين اليسارى والناصرى، هو من حدد الرقم وأردف وصفا تكفيريا بأنها شخصيات تعادى الإسلام والأحكام والشريعة، هلا شققت عن قلوبهم يا برهامى؟! يا شيخ حرام عليك أتشكك فى إسلام البعض، أتتهم الناس فى دينها، من ولاك عليهم، من أنت حتى تحكم على أن هذا حادب على الإسلام والشريعة وهذا معادٍ، أتعرف ماذا تعنى «معادٍ»؟ تعنى أنه كافر ومرتد، أتوطئ لإهدار دم البعض الذى تشير إليه بطرف خفى؟!
فلتسمهم يا برهامى، أتقدر على تسميتهم؟ وإذا كان هناك من يكيد للمشروع الإسلامى وللشريعة السمحاء فلتدلنا عليهم، أتخشى التفقيط، غاوى تفنيط، أتتهم البعض لتشين الكل، إن ما يصدر عن اللجنة- وفق بيانك التكفيرى- صادر من معادين للإسلام، وإن بين صفوفها من فى قلبه مرض من الإسلام والشريعة، أتكفر اللجنة كما كفرها أجدادك سنة 1923؟ شيوع التهمة الخطيرة بين أعضائها الخمسين خطير، وصمت اللجنة على بيانك جد خطير، لا تصمتوا على برهامى المكفراتى.
من أعطاك الحق الحصرى فى الحكم على إيمان البعض، سيادتك معاك الميزان، أتمسك بقسط الإيمان، من ولاك عليهم؟! مثلا أتقصد الأنبا بولا (الأرثوذكسى).. الأنبا بولا هو من كنت تتصور معه وتضحك، وضحكت عليه بدستور أم أيمن، وكان مغتبطا برضاك عنه، أتقصد مثلا الدكتور الهلباوى؟! أعتقد أن الرجل لم يغادر مشروع البنا، وإن اختلف مع إخوان بديع، أتدرى أن اللجنة تضم الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور، أعتقد أنك تعرفه وتعرف قدر إيمانه، عندك شك فى إيه؟!
لو كنت تقصد، فلتقصد، وبالأسماء، حتى نعرف من هو المسلم الموحد بالله، الذى يناهض المشروع الذى تزعمه، والشريعة التى تقصدها، وهل كان دستوركم «دستور أم أيمن» يقيم المشروع الإسلامى ويحافظ على الشريعة، وهل حرصت أنت أيام وليالى الدستور على المشروع الإسلامى والشريعة؟ لم أرك تنتفض عندما منح مرسى الكباريهات ترخيصا 3 سنوات، ولم أشاهدك ترغى وتزبد عندما زاد الضرائب على الخمور، ولم تعترض على قرض الصندوق، بسم الله ما شاء الله، الشريعة أيام سى مرسى كانت فى تجلى تطبيقاتها، والمشروع الإسلامى كان نموذجا ومثالا.. معذرة لست إمام المسلمين، ولا المبعوث رحمة للمصريين، ومبادئ الشريعة قاسم مشترك أعظم بين المصريين فى لجنة الخمسين رغم التكفير.