ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

متى نتوقف عن الغناء؟

-  
نشر: 3/9/2013 4:53 ص – تحديث 3/9/2013 9:18 ص

فى برنامج تليفزيونى تقدمه القناة المصرية الأولى سألتنى المذيعة عن الأغانى الوطنية. قلت لها إن الشعوب تتوقف عن الغناء للوطن عندما تعبر أزماتها وتحقق أحلامها فى الحرية والرخاء والمساواة، والديمقراطية والتقدم واحترام حقوق الإنسان. فى زمن الحرب والأزمات الوجودية الكبرى يعلو صوت الغناء لشحن الطاقات، وحشد الجماهير. لكنه يَخْفُت، أو يتوقف تماما عندما يبدأ العمل، وتتحقق الإنجازات الكبرى ويصبح الواقع اليومى المعيش إنسانيا يليق بالتضحيات التى قدمتها تلك الشعوب. نحن غنَّينا كثيرا للوحدة العربية فى زمن المد القومى أيام عبد الناصر، الذى لم نرَ فى أيامه سوى بوادرها الأولى المتعسرة الولادة، والتى سقطت وتمرغت فى الوحل برحيله، ورغم ذلك ما زلنا نغنّى لها حتى هذه اللحظة. ربما لأننا لم نعمل بصدق، وعلم من أجل تحقيقها. على الناحية الأخرى من البحر. خرجت الشعوب الأوروبية من الحرب العالمية الثانية مثخنة بالجراح، وظلت تعمل فى إعادة بناء بلادها المحطمة، وتحلم بالوحدة الأوروبية طوال ستىن عاما، ولم تغنِّ لحلمها أغنية واحدة حتى بعد أن تحقق، وصارت أوروبا أمة موحدة لها عملة واحدة، وفيزا تمنحك حق الدخول إلى كل بلادها. هل سمع أحدكم عن أغنية إنجليزية أو فرنسية تقول «وحدة شعوبنا الأوروبية حماها الله»؟ لا أشكك مطلقا فى قيمة الأغنيات البديعة التى هزَّت، وما زالت تهزّ، وجداننا كلما استمعنا إليها. مَن ينسى أغنية «صورة» لصلاح جاهين وعبد الحليم، و«الأرض بتتكلم عربى» لفؤاد حداد وسيد مكاوى، و«يا شعب يا واقف على باب النهار» للأبنودى، وغيرها من الأغنيات التى أبكتنا فى زمن التحديات الوجودية الرهيبة والانتصارات، والانكسارات الكبرى؟ للأسف يرتبط الغناء الوطنى لدينا ارتباطا عضويا بارتفاع معدلات الأميَّة، أى بالجهل إن شئت الصراحة. يصدر التكليف إلى الفنانين من القيادة السياسية، عن طريق أجهزتها المرعبة التى قد تمنحهم العون وترفعهم إلى سابع سماء، أو تكشر لهم بعينها الحمراء وتخسف بهم سابع أرض. لكن الأشياء على أرض الواقع لا تحصل على قيمتها بالغناء لها. عندما يقوم جيشنا الوطنى بواجبه، وينحاز إلى تلبية الإرادة الشعبية، ويخلّص البلاد من حكم دينىّ فاشىّ استبدادىّ، يجب أن نرفع له القبعة طواعية، احتراما لدوره، ويجب أيضا، وعلى الفور أن نبدأ فى توعية الناس بأن دوره هذا يجب أن ينتهى هنا. نقطة ومن أول السطر. لأننا لا نريد منه أن يصبح بديلا لديكتاتورية ساعدنا على الخلاص منها بقدراته التى يمتلكها من دخلنا القومى، أو من الضرائب التى ندفعها لخزينة الدولة، أو حتى من المساعدات التى تُمنح لمصر. جيشنا شخصية اعتبارية نملكها ولا تملكنا. لكن أن يتحول بنا الأمر إلى تدبيج أغنيات مصطنعة مسروقة الألحان هزيلة الكلمات مثل أغنية «تسلم الأيادى»، يتم فبركتها فى ساعات لكى يتراقص عليها العوام والصغار فهذا هو الإفساد بعينه. نعم قمنا بثورة وقدمنا لها التضحيات ولكننا لم نستوعب الدرس بعد. قمنا بثورة وقدمنا شهداء ستذهب دماؤهم هدرا ما دمنا لا نزال نعشق صناعة الديكتاتور، وأوهام الحلم بالمستبد العادل الحامى.

من حُسن حظنا أن الديكتاتورية الدينية التى حكمتنا، فى غفلة من الزمن، تكره الفن ولا تؤمن بدوره فى الحياة، وإلا لاستمعنا على لسان الأدعياء الطامحون إلى إرضاء أى سلطة إلى بلاوى متلتلة من ركام، وغثاء، وأغنيات، وأوبريتات ركيكة عن فرسان الإسلام الذين سيفتحون العالم بأسلحة يستوردونها من مصانع الأعداء! رغم أنهم يرتمون بالفعل فى أحضان أولئك الأعداء، ويعقدون الاتفاقات السرية فى دكاكين مخابراتهم! ما علينا، الجيوش الوطنية فى البلاد المحترمة يجب أن تهزم الإرهاب وتقوم بدورها دون أن يغنِّى لها أحد، طائعا أو مكرها، ويدفعها بضحالته إلى الشعور بأنها تعلو الجميع بمكانة تستحق بسببها أن تجلس على مقعد الحكم، أو تمنحها حصانة من الرقابة الشعبية. الشرطة كذلك يجب أن تضبط الأمن دون أن يكون ذلك مبررا للنفخ فى ذوات قياداتها حتى لا يشعرون بأن خروجهم عن النص، واستهانتهم بحقوق الإنسان هو ثمن ما يقدمونه من تضحيات.

دولة ديمقراطية مدنية هى ما نصبو إليه. ليتنا نتوقف عن الطنطنة، والدندنة، والتضخيم فى الذوات، ونفخها حتى يكون لنا أمل فى حياة آدمية لائقة كغيرنا من شعوب الأرض. يا ربى، متى نوقف عن الغناء ونحقق واقعا لا نستعيض عنه بأحلام مجهضة لا نعيشها إلا فى الأناشيد المصطنعة، والأوبريتات الركيكة؟

التعليقات