
وبعد الانتهاء من البروفات ووضع اللمسات الاخيرة لجميع مشاهد الفيلم.. وجد المخرج أن احداث الفيلم قد تعدت الوقت المخصص للفيلم.. وأنه من الضروري التنازل والتضحية باحدي الاغنيتن حتي يستطيع المخرج السيطرة علي التسلسل الدرامي للاحداث.
وتم الاتفاق علي الاستغناء عن اغنية (البسبوسة) التي كان قد انتهي بالفعل من تلحينها واعدادها محمد عبد الوهاب.. وعلل المخرج هذا الاختيار بأن الأغنية الأخري تساعد علي استمالة الجنود أكثر.. وذلك لما فيها من تحريك مشاعرهم وترديد اسمائهم بـ(نو ياجوني نو).
وأثار هذا الاختيار استياء (عبد الوهاب).. وهدد بالقطيعة وبان هذا سيكون أخر تعامل له مع الفنانة شادية.. ولم تلتفت شادية لهذا التهديد ومضت في طريقها معلنة أن مصلحة العمل فوق كل اعتبار.. وأنها لم تكن ترغب بذلك لولا رغبة المخرج المسئول الأول والاخير عن مصلحة الفيلم.
وعرض الفيلم بدور العرض بدون اغنية (البسبوسة).. وحقق نجاحا مبهرا.. أما موسيقار الاجيال فقد مضي في المقاطعة والابتعاد معلنا ذلك علي الملأ.. وفي اثناء غضبه من شادية قال ان (صوت شادية يساوي..تعريفة).. وعلي النقيض من ذلك تماما كان موقف شادية فقد اعلنت بكل دبلوماسية وذكاء ان الموسيقار عبد الوهاب (هو الهرم الرابع الذي تعلمنا.. ومازلنا نتعلم منه اصول الطرب والفن والمغني).



