ايجى ميديا

الأثنين , 19 مايو 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

"قلب الأسد".. طبخة هندية على نار مصرية

-  
قلب الأسد.. طبخة
قلب الأسد.. طبخةيحمل الحديث عن فيلم قلب الأسد، الذى اكتسح الإيرادات فى موسم عيد الفطر السينمائى، زوايا متعددة إلى درجة التناقض، فأنت أولاً أمام أفضل الأفلام الثلاثة التى قام ببطولتها محمد رمضان عن شخصيات شعبية مهمشة ووحيدة تصارع مصيرها بنفسها.

بدأ بفيلم الألمانى ثم عبده موتة وأخيراً قلب الأسد، ولكن الفيلم ثانياً لم يسلم من هذه الخطوط الهندية التى تعتمد على المصادفات الغريبة، والتى لم تكن تحتاجها شخصية مصرية تماماً بكل تفاصيلها، ولحسن الحظ، فإن هذا الخط الهندى ظل لفترة طويلة فى خلفية الأحداث، فلم يتمكن من الإفساد الشامل للسيناريو، وإن ظل سبباً فى إبعاد الفيلم عن إجادة ممكنة.

أما الجانب الثالث فى قلب الأسد، فهو فى اعتباره مبشراً بمخرج جديد جيد هو كريم السبكى، ينتمى المخرج الشاب طبعاً إلى العائلة السبكية، التى أصبحت ظاهرة مؤسسية مستقلة، تكتب وتخرج وتنتج وتنجح! قلب الأسد فى مضمونه الأصلى بورتريه لشاب مصرى يمكن أن ترى مثيله فى أى حارة مصرية، ليس بلطجياً مثل الألمانى أو عبده موتة، بل على العكس، رغم ظروفه الصعبة، يعرف معنى الجدعنة والرجولة والشجاعة والحب.

إنه أقرب الى بطل شعبى جدع، فارس الجن (محمد رمضان) يعمل مروضاً للأسود فى السيرك، يتحايل على المعايش لكسب قوت يومه، يأخذ شبلاً صغيراً مع صديقه سيد (ماهر عصام)، لكى تلتقط له صور مع السياح مقابل دولارين للصورة، لديه فتاة يحبها من الطفولة هى رقية (ريهام ايمن)، ولديه أم بديلة هى صفية (عفاف رشاد)، نراه وهو يدافع عن نفسه ضد من يعتدى عليه، ولكنه لا يمارس البلطجة، تحت ضغط البحث عن علاج لوالدته البديلة، التى هى أم خطيبته رقية، يقوم فارس (لاحظ دلالة الاسم)، بكسر سيارة لسرقة موبايل وساعة، ومن خلال بيع المسروقات لزينات (عايدة رياض)، يحصل على ثلاثة آلاف جنيه، ولكن يتصادف لحظه العاثر، أن تكون تلك المسروقات لتاجر سلاح ثرى هو سليم الوزان (حسن حسنى)، لديه عصابة كاملة تحميه، كما أنه متحالف مع رجل شرطة فاسد هو تهامى (صبرى فواز).

ينجح سليم فى الوصول الى فارس وسيد، ويستعيد الموبايل الذى يتضمن رسائل اتفاقياته فى تجارة السلاح، ولكنه يفشل فى ترويض فارس الذى يتحمل الضرب والتعذيب، والذى يحاول الهروب، كما يهدد سليم بقتل زوجته الشابة (حورية فرغلى).

لايجد تاجر السلاح، وقد أعجبته جسارة فارس سوى أن يضمه الى عصابته، وبينما ترتاب رقية فى الثراء الذى هبط فجأة على خطيبها، فإن فارس وسيد يدخلان عالم الحياة السهلة، ولكن فارس يدخل عالم الحياة السهلة بنفس أفكاره البسيطة عن الشجاعة والجدعنة: ينجح مع صديقه سيد فى إنقاذ صفقة سلاح من خيانة منافسى سليم الوزان، ويرفض فارس أن يقيم علاقة غير شرعية مع زوجة سليم الشابة التى باعت نفسها لرجل ثرى، ويتردد كثيرا فى تنفيذ طلب سليم بالتخلص من ضابط شريف يطارده (عمر مصطفى متولى)، ولكنه يوافق أخيرا تحت الضغوط، وعند مواجهة الضابط فى منزله، تحدث مفاجأة هندية تقلب مسار الأحداث،وتعيد فارس الى نفسه، فيتعاون مع الشرطة ضد تاجر السلاح.

ويكافئ الفيلم بطله فى النهاية بالحصول على أموال صفقة السلاح، واستخدامه كشاهد ملك فى القضية، واسترداد خطيبته رقية التى تعرضت للإيذاء من جانب رجال سليم الوزان، كما يحظى بدعم صديقه الوفى سيد حتى النهاية.

هذا هو المحور الأساسى لحكاية قلب الأسد، لعلك لاحظت أننا أمام دراما شعبية بسيطة، نجاحها الأهم فى تقديم شخصية عادية تصارع ظروفها، تتوه أحياناً، ثم تسترد نفسها رغم ضغط الحاجة، ولا ينقذها إلا ما تعتبره معايير للرجولة والصداقة، لم يسرق فارس من أجل نفسه، ولم يستخدم قدراته الحركية للبلطجة، تطلعاته أيضا مفهومة، فقد اكتشف تدريجياً أن هناك ناس عايشة.. وناس بايشة، على حد تعبيره، الشخصية ايضاً ذكية ومستقلة، رغم عدم ضخامة فارس الجسدية، إلا أنه رشيق وسريع وماكر.

كل ذلك كان يكفى لكى تقدم أحداثاً مشوقة، خاصة مع هذا الحشد الهائل من المطاردات ومشاهد الحركة، ولكن السيناريو الذى كتبه حسام موسى أبى إلا أن يضيف هذا الإطار الهندى العجيب والذى جعل من فارس طفلا اختطفه رجل السيرك زينهم (سيد رجب)، أما والده فهو الرجل الضرير عبد الله (صبرى عبد المنعم)، وبالمصادفة البحتة، يكتشف فارس أثناء قيامه بمحاولة قتل رجل البوليس الشريف، أن الرجل هو ابن عمه الذى عاش معه بعضاً من سنوات الطفولة، وهذه هى المفاجأة الهندية التى حدثتك عنها، والتى ستغيّر حياة فارس، من التعامل مع تاجر السلاح الى التعامل مع الشرطة.

لم يكن الفيلم فى حاجة الى هذا الخط الهندى المفتعل، صحيح أنه ظل معنا فى الخلفية، وصحيح أن قدّم باستخدام الحد الأدنى من الابتزاز العاطفى الميلودرامى، إلا أن شخصة فارس لم تكن فى حاجة الى ابن عم ضابط حتى تنقلب على شخص أراد ابتزازها، كما أن هذا الخط الهندى طرح أسئلة لم تجد إجابة حول سبب عدم بحث فارس عن والده رغم اكتشافه حقيقة زينهم والده المزيف؟! ولكن الفيلم قدّم بالمقابل شخصية فارس حية نابضة، ولعبها ببراعة الموهوب محمد رمضان الذى أقنع الجمهور للفيلم الثالث على التوالى بقدراته الحركية العنيفة، رغم أنه هزيل الجسم حرفيا، وهى ظاهرة غير مسبوقة بين نجوم الأكشن، لعبت حورية فرغلى أيضاً دوراً جيداً، وكان حسن حسنى مركز الثقل فى الصراع، مع أنه قدم دور زعيم العصابة التقليدى، نجح المخرج كريم السبكى فى قيادة فريق عمل مميز تحديداً فى عناصر الصورة (محمد عزمى)، والمونتاج (عمرو عاصم)، والملابس (ريهام عاصم)، ولو تم ضبط السيناريو بشكل أفضل، لكنا أمام فيلم جيد بدون توابل هندية!
التعليقات