المشهد الغريب والمريب الذى شاهدناه عبر شاشات الفضائيات لمجموعة من كتائب عز الدين القسام وهى تجوب شوارع غزة على حافلات عليها شعار الإخوان المسلمين رافعين السلاح وملثمين الرأس ورافعين شعار وكسه الإخوان شعار اﻷصابع اﻷربعة ذلك الشعار الماسونى الذى رفعه الرجل المخبول فى إسطنبول رجب أردوغان، مشهد من الصعب بل من المستحيل أن تنساه الذاكرة العربية، خصوصًا الذاكرة المصرية فمن كان منا يتخيل يومًا أن يخرج فلسطينيين علنا فى مظاهرة مسلحة لكى يرهبوا المصريون ويهددون أمن وسلامة قلب العروبة النابض مصر، من كان يتخيل أن يحمل ولو قلة من الفلسطينيين السلاح لتهديد مصر وشعب مصر وجيش مصر أى زمن أغبر نراه الآن، على السر واضح ولا يحتاج إلى ذكاء أنه الإخوان المسلمون أولئك القوم الضالون الذى يثبتون كل يوم أنهم يفرقون الناس ويجعلون اﻷخوة أعداء كل ذلك تحت اسم الدين والدين منهم براء.
والحقيقه لا نعلم بالضبط أى دين يقصدون، وأى تجربة سياسية تحت شعار اﻹسلام يتحدثون، هل يحدثوننا عن تجربة حماس التى لهفت السلطة فى غزة تحت قوة السلاح وغضت البصر عن مكافحة الاحتلال اﻹسرائيلى بمساندة الإخوان المسلمين خدمة ﻹسرئيل وأمريكا، هل يحدثونا عن تجربة الإخوان فى حكم مصر وكيف أخرجهم الشعب المصرى من السلطة بمظاهرة بها أكثر من ثلاثين مليون مصرى، مظاهرة غيرت وجه التاريخ السياسى فى العالم أم يحدثونا عن تجربة اﻹسلاميين فى السودان التى أوصلت البلاد إلى الانفصال على العموم تجاربهم مؤسفة، لكنهم كالعادة مغيبون عن الواقع، منفصلون عن شعوبهم، ومن المؤسف اليوم أن نجد القضية الفلسطينية تفقد أهم حليف استراتيجى لها، وهو الشعب المصرى، وأنا هنا أقول الشعب المصرى، ولا أقول الدولة المصرية، ولا بد أن يعلم الفلسطينيون أن مصر تغيرت وتمر بظرف تاريخى هام، ولن تنسى من وقف معها وقت اﻷزمة ومن باعها وتحالف مع الخونة من أبنائها لاختراق أمنها القومى ليصبح أداة ومعولا لهدمها، وعلى كل ما سبق نحن أكثر الشعوب العربية إلتصاقًا بالشعب الفلسطينى وتاريخنا الوطنى مملوء بالمساندة للقضية الفلسطينية، ونعلم جيدا أن الشارع الفلسطينى فى غزة قد ظهرت أخيرا فيه حركة سياسية شبابية تحت مسمى «تمرد» مستلهمة روح الوطنية من حركة تمرد الأم بمصر.
مؤكدة فى بيانها الأول أن جماهير الشعب الفلسطينى مستمرة فى نضالها، ولن ترهبها تهديدات داخلية لمجموعة من القتلة، ولن يتوقف تقدمها نحو تحقيق أهدافها بإسقاط الحكومة التى سرقت وقتلت وكذبت وخانت كل فلسطين، والآن تبيع القضية الفلسطينية وتشارك فى العنف الدموى الذى يهدف إلى تدمير مصر العروبة مصر التاريخ التى لطالما هى وجيشها العظيم وقفت إلى جانب الشعب الفلسطينى وقضاياه العادلة، وأكدت تمرد الفلسطينية فى بيانها الأول أن حماس وضعت مصلحتها الحزبية فوق كل شىء وتعاونت مع الأحزاب الإرهابية ونست القضية الأصل والأم، وهى القضية الفلسطينية بتحالفها مع الإرهابيين، وأكدت تمرد أنه لا يجوز أن يكون هناك أى تدخل باسم شعبنا فى أى دولة عربية، وأكدت الحركة الدور الإيجابى الذى يقوم به الإعلام المصرى بالتمييز بين أبناء فلسطين وبين الحركة الإرهابية الحمساوية التابعة للإخوان.
وكان لصدور هذا البيان الأول لتمرد الفلسطينية، التى أكدت من خلاله إعلانها العصيان المدنى فى 11 نوفمبر 2013 كان للبيان صدى هام وأصاب حماس بالقلق والذعر وخرج إسماعيل هنية لينصب على الشعب الفلسطينى كما نصب إخوانه على الشعب المصرى، ويقول أنا مع تمرد، لكن ليس ضد أرضنا، لكنى معها ضد العدو الصهيونى وأكدت التقارير الإعلامية أن هناك حالة من التخبط الكبير حدثت بعد نشر فيديو لملثمين تابعين لحركة تمرد تحت شعار (تمرد على الظلم فى غزة)، وقالوا إن هذا التوتر ازداد فى الأيام الأخيرة، وتمت ماقشته فى الحكومة المقالة وطالب هنية بالقبض على أعضاء الحركة الفلسطينية، بينما أكدت تمرد أنها امتداد لجماهير غزة الشرفاء المضطهدين، وبدأت تعد الخطوت الأولى التى ستنتهى بالعصيان المدنى، وبينما ركزت حماس على اعتقال الناشطين، كانت وما زالت حركة تمرد تزداد فى المساحة الشعبية بوجه ملحوظ. هكذا شعر الفلسطينون بحجم الكارثة التى يتعرضون لها فبدؤوا يقاومون من يملك بيده المطرقة التى يضرب بها فوق رؤوس جماهير غزة، إننى أؤكد أن كفاح ونضال الفلسطينيين ضد حماس الإرهابية الخائنة والمتعاونة مع الخونة من الإخوان المسلمين سيكون نضالًا طويلًا حتى تصل لجماهير الفلسطينية إلى نهاية بحركة تغطى نفسها بكلمة الإسلام والإسلام منها برىء، لكنها فى النهاية حركة إرهابية تستفيد استفادة شخصية لزعمائها وكوادرها وتبعد كل البعد عن المصلحة الفلسطينية.
إننا نعيد على الإخوة الفلسطينيين كلماتنا السابقة ما فعلته وتفعله حماس بالعبث بالأمن القومى المصرى بإرسال مقاتليها لسيناء ومصر لنشر الفوضى والاضطراب أو الإشراف على الإنفاق التى أصبحت مصدر يهدد مصر وأمنها كل ذلك ينصب فى مصلحة العدو الإسرائلى ويبعد الشعب المصرى بكامل طوائفه عن القضية الفلسطينية.
إن ما يفعله البعض تحت إشراف حماس والإخوان فى مساجد غزة بالدعاء على الجيش المصرى وقائده العام الفريق السيسى لوصمة عار فى جبين الفلسطينيين جميعًا دون استثناء، لأن الجيش المصرى هو الحليف الأول والدرع الواقية للفسطينيين ودماء جنوده وضباطه ما زالت داخل رمال فلسطين معلنة انحيازه إلى فلسطين.. يا للعار أن يتم الدعاء على الجيش المصرى وقادته من منابر غزة الفلسطينية.. يا للعار.