ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

مصريون يُدافعون عن سُمعة الوطن فى بروكسل

-  

بروكسل هى عاصمة بلجيكا، التى اشتهرت تاريخياً بالماس والشيكولاتة. والطريف أنها كانت ولاتزال تحصل على كل من الماس والشيكولاتة من مستعمراتها السابقة فى الكونغو، ولكنها جددت دورها العالمى باختيارها عاصمة للاتحاد الأوروبى ولعدد من المنظمات الدولية الأخرى.

ومن ذلك الأمانة العامة للمفوضية الأوروبية، والتى تشغل البارونة كاثرين آشتون رئاستها، أى أنها بمثابة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى. وقد زارت الليدى آشتون، البريطانية الأصل، مصر عدة مرات بعد ثورة 30 يونيو، استجابة لدعوة الحكومة المصرية مُمثلة بوزير خارجيتها النشط السيد نبيل فهمى، وأيضاً استجابة لاستغاثة الإخوان المسلمين، الذين يدّعون أن انقلاباً عسكرياً قد وقع فى مصر وترتب عليه عزل الرئيس الشرعى المُنتخب، وهو د.محمد مرسى، وذلك كجزء من حملتهم المستمرة لاستعادة هذا الموقع السياسى الرفيع، والذى خسروه، لا بسبب انقلاب عسكرى، ولكن استجابة لانتفاضة شعبية شارك فيها أكثر من ثلاثين مليون مصرى، واعتبرها المُراقبون أكبر مُظاهرة شعبية فى التاريخ. ومع ذلك فبحُكم موقعها الحيادى، كان لابد أن تُحقق فى الأمر، وترفع تقريراً بالتحقيق لمجلس وزراء الاتحاد الأوروبى، والذى سعت بعض جماعات الضغط الإخوانية فى أوروبا إلى طلب فرض عقوبات اقتصادية ومعنوية على مصر. وتنبه رجل الأعمال الوطنى نجيب ساويرس لذلك، فأوعز إلى أمانة الاتحاد الأوروبى أن تستمع إلى وجهات نظر قطاعات أخرى من المجتمع المصرى. واستجابت البارونة كاثرين آشتون، فاستقبلت وفداً شعبياً مصرياً، يتكون من:

1ـ أ. منى ذو الفقار المحامية، مُمثلة للمهنيين المصريين.

2ـ أ. محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكُتاب.

3ـ م. نجيب ساويرس، مُمثلاً لرجال الأعمال.

4ـ د. سعد الدين إبراهيم، مُمثلاً للمجتمع المدنى.

واستقبلت البارونة آشتون هذا الوفد الشعبى المصرى بمكتبها فى المفوضية الأوروبية، وبحضور أقدم اثنين من نوابها، منهم كريستيان برجر. وكان مُقرراً أن يكون الاجتماع لمدة ساعة. ولكن فى ضوء الاستعداد لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد فى اليوم التالى، فقد قررت أن يمتد الاجتماع لساعة أخرى، حتى تستمع لكل من أعضاء الوفد الشعبى المصرى، وتسأل وتُناقش فى كل التفصيلات، وحتى يكون لديها إلمام كامل بوجهات النظر الإخوانية، والحكومية، والشعبية.

ثم تواصلت أنا شخصياً ومُباشرة بوزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، التى ستحضر اجتماع وزراء الاتحاد. وشرحنا لها وجهة النظر الشعبية، ورجاءنا أن تتصدى لأى مُحاولة لفرض عقوبات على مصر، لأن ذلك لن يكون إلا مردودا سلبيا، والمصريون الذين أمّموا قناة السويس دفاعاً عن كرامتهم حينما سحب الغرب عقد تمويل السد العالى، لن يقبلوا مثل هذا القرار بعد 67 عاماً. ووعدت وزيرة الخارجية الإيطالية أن تبذل قصارى جهدها مع زُملائها العشرين الآخرين، فهى تعتبر مصر وطنها الثانى، حيث عاشت فى مصر عدة سنوات، فى شارع المعهد السويسرى بالزمالك، وتعلمت العربية. وفى شبابها بإيطاليا، كانت أحد مؤسسى حركة «لا سلام بلا عدالة» (No Peace Without Justice). وهى الحركة التى انتشرت فى عدة أقطار أوروبية ولاتينية أمريكية. وكانت بداية علاقتها بمصر أثناء القضية التى اتهمت فيها سُلطات الرئيس الأسبق حسنى مُبارك بتهم ما أنزل الله بها من سُلطان، خلال السنوات العشرين من رئاسته، لكل من د.نوال السعداوى، ثم لمركز ابن خلدون، ثم للدكتور أيمن نور. فقد أدركت تلك الناشطة الإيطالية مُبكراً طبيعة الأنظمة الاستبدادية العربية، والتى لم تختلف كثيراً عن مثيلاتها فى جنوب شرق آسيا، وأوروبا الشرقية، وأمريكا اللاتينية.

وللأمانة، فرغم حُبها لمصر، وحرصها على ألا يصدر قرار من المفوضية الأوروبية يضُر بمصالح الشعب المصرى، فإنها لم تغتفر للسُلطات المصرية استخدام القوة المُفرطة فى فض اعتصام الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية، ولذلك عملنا (نحن الوفد الرُباعى المصرى) مع نائبها نيكولا فيجا تلامانكا، على صياغة قرار متوازن، يُشيد من ناحية بثورة 25 يناير، ومسيرة مصر نحو الديمقراطية وإعادة البناء، وما قد يُصادف هذه المسيرة من مصاعب، ومن ناحية أخرى التزام أوروبا بسياسة حُسن الجوار (Good Neigh borhood Policy)، ودعمها لمصر اقتصادياً وسياسياً، ما عدا تصدير الأسلحة التى يمكن أن تُستخدم ضد المدنيين فى المُظاهرات والاعتصامات. وهو القرار الذى صدر بالفعل، وتنفست معه السُلطات المصرية الصعداء.

وعلى هامش هذه المُهمة الشعبية لوفدنا فى بروكسل، تحركت الجالية المصرية فى بلجيكا، والتى لم نكن نعرف عنها الكثير. فاتصل بنا منذ اليوم الأول لوصولنا مُمثلون عنها، منهم الفنان التشكيلى لطفى أبوسرية، ورجل الأعمال كريم نور الدين، وخبير التصميم وليد درويش. كذلك احتفى بالوفد احتفاء كبيراً منذ لحظة وصولنا إلى مطار بروكسل، أعضاء السفارة المصرية، وفى مُقدمتهم وزيرنا المُفوض ماجد مُصلح، ومُساعداه من الدبلوماسيين الشباب، كريم حجازى، وهُدى جاب الله.

وتحمس جميع المصريين المُقيمين فى بلجيكا، ومنهم من تجنسوا بالجنسية البلجيكية من سنوات للمُشاركة مع الوفد الشعبى المصرى فى مُهمته، بل كان وجودنا معهم عدة أيام حافزاً لهم للدعوة إلى مُظاهرة كُبرى، دعوا إليها زُملاءهم فى هولندا وألمانيا، تأييداً لمصر فى حربها ضد الإرهاب، ومُعارضة أى إجراءات عقابية أوروبية أو أمريكية. بل وعدوا أن يعودوا إلى مصر، ليتظاهروا فى ميدان التحرير، ويُساهموا فى مشروعاتها التنموية. ومنها ما عرضه مجموعة منهم، مُتخصصون فى الطاقة الشمسية. وضمن ما قالوه إن مصر تتمتع بثلاثمائة يوم سنوياً من الشمس الساطعة التى تكفى لتوليد طاقة مُحركة لا تقل عما يولده السد العالى.

وبين هؤلاء المصريين البلجيك، أحسسنا بصدق المقولة المأثورة: «قد يخرج المصريون ويعيشون خارج مصر ولكن مصر لا تخرج منهم أبداً»، أو كما قال البابا شنودة، قدس الله روحه: «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا».

وعلى الله قصد السبيل.

semibrahim@gmail.com

التعليقات