«الشعب يريد»، «الشعب عايز»، «الشعب قرّر» كل كلام بيانات الإخوان عن الشعب، الذى خرج فى الثلاثين من يونيو يرفضهم، ويطالب برحيلهم! وأنا الذى كنت أظنهم يعيشون على نفس الكوكب، الذى نعيش عليه! أتاريهم يعشقون أغنية مدحت صالح «أنا عايز أعيش فى كوكب تانى».
الإخوان يرددون بلا كلل أو ملل، أنهم فصيل وطنى، ثم يخرجون يوم الجمعة تحت شعار «يوم الجمعة العصر، أمريكا حتدخل مصر»، يا للوطنية! إذن فأنتم تقاتلون بأمل أن تحتل أمريكا الوطن الذى تعيشون على أرضه وتحت ظله أيها الخونة.
بعد عام، ذُقْنا فيه كل الديكتاتورية والظلم والاستبداد والطغيان والجبروت والتكبّر والغطرسة والهيمنة، خلال حكم الإخوان، يتحدّثون اليوم عن الديمقراطية. مش نكتة بذمتك؟! وشرُّ البَليّة ما يُضحِك، الإخوان قتلوا الشهداء فى ثورة يناير؛ حتى يشعلوا الثورة واستعانوا بحماس لاقتحام السجون، ومهاجمة الأقسام، ونشر الفوضى فى البلاد وعندما خشوا أن يؤدى خطاب النظام الأسبق إلى فض الميدان، دبّروا موقعة الجمل خطّطوا، ودبّروا، وخانوا، وقتلوا، وكذبوا وزوّروا ثم يتحدّثون اليوم عن حماية الثورة! بصراحة كان نفسى أكتب حاجة هنا بس أنا مش اسكندرانى وما أعرفش تتكتب إزاى أصلها بتطلع من النغاشيش.
الذين يقولون ويدّعون، وربما يصدّقون، أنهم وحدهم المسلمون، الذين سيظلهم الله سبحانه وتعالى بظله، يوم لا ظِلّ إلا ظلّه، يدمّرون ويخرّبون ويختطفون ويروّعون ويعذّبون ويقتلون، ويمثّلون بالجثث، وكل هذا على نحو يرى الكل أنه قاسٍ شيطانى بلا قلب أو رحمة ويفترضون، أو يحاولون إقناع أتباعهم المغيّبون، بأن اتباع كل ما لا يرضى سوى شيطان رجيم، هو فى سبيل رب الرحمة الرحمن الرحيم، الحكم العدل، وهذه ليست نكتة، إنها مصيبة.
الذى حدث فى مصر ثورة، بكل المقاييس العلمية للثورة، حكم ديكتاتورى فاشىّ نازىّ وشعب ملأ شوارع القاهرة والمحافظات، يطالب برحيله، وحاكم يتحدّى إرادة الشعب، ويقول فى وقاحة إنه سيبقى وبالعافية، وشرطة صرخت بأنها لن تتبع طاغية، وقضاء حكم بأنه ورفاقه خونة، استعانوا بغير المصريين لينشروا الفوضى فى البلاد، وإعلام يرفض استبداده، ومثقفون وفنانون يرفضون كل قرار يتخذه، وجيش إن لم يكن قد استجاب للشعب لوصمناه بالخيانة؛ لأن دوره هو أن يحمى الشعب لا النظام الحاكم... الذى حدث هو ثورة، ثورة، ثورة.. والعمود لن يكفى لترديد الكلمة، بالقدر الذى أشعر به، عندكم وقت نطبخ لحمة جملى، لحد ما أخلّص كتابة نصها...
برقية عاجلة، للإخوان ومن يتبعهم «واصلوا ما تفعلونه، واصلوا الكذب والخداع والتدليس والتلفيق، والدعوة للترويع والإرهاب والتدمير والتخريب والخطف والتعذيب والقتل، واصلوا ما تفعلونه، أنتم تؤدّون الدور الذى كان من المفترض أن أقوم به أنا، وعلى نحو أفضل بكثير، واصلوا، أنا راضٍ عنكم... إبليس».