■ من مزايا العلم الحديث أنه أصبح يحتفظ لك بكثير من ذاكرتك.. وقد جاءت هذه الميزة فى توقيتها الصحيح، بينما نحن تهش ذاكرتنا داخل رؤوسنا وتتحول إلى طاجن تورلى تختلط فيه حبات من هنا وهناك من كل حدث، ومفيش حكاية واحدة على بعضها.. بل وأراهن أننى لست الوحيدة التى عندما تريد أن تستدعى حادثة بعينها قريبة كانت أو بعيدة تجد مشاهد من حواديت أخرى ناطة فى النص بدون أى مناسبة.. أقول هذا بمناسبة الأخبار المفزعة التى تتعلق ببلدنا الشقيق سوريا.. وجدتنى أستحضر فيديو مؤتمر نصرة سوريا، الذى أقامه البعدا فى الاستاد المغطى فى توقيت مالوش أى علاقة بالموضوع.. مجرد استعراض قوة وعضلات كانت بدأت تخور فى وقتها.. من أول ما الحشود الزاحفة اللى ماعدتش سبعتاشر ألف بنى آدم بالمدامات والعيال، وهما نازلين من الميكروباظات والأوتوبيسات شايلين أكياس نايلون ف إيديهم محشية وجبات وأعلام وطراطير ونفافيخ وكده.. لحد اصطفافهم فى المدرجات وتركيز النظر على مايسترو الهتافات اللى حايسوق الليلة.. لحد دخول نجوم العرض ورا بعض بدءا بعاصم عبدالماجد، مرورا بصفوت حجازى ومحمد حسان ومحمد عبدالمقصود... إلخ.. وبداية دخول موكب الزعيم المفدى، اللى صدق يا عينى الهلمة والهيلمان اللى نصبوهوله رجالة جماعته، وكان فرحان قوى وماشى زى الديك الرومى وسط فراخه.. والهتيف يعطى التعليمات «كله يرفع إيده فوق.. سمع هس.. مفيش كلام.. الريس مرسى.. تعظيم سلام».. المؤتمر اللى اتعمل لنصرة سوريا وقطع العلاقات فى ذات نفس اللحظة.. صحيح أن بعض الشخصيات التى كانت تترأس هذا المؤتمر فى مكانهم الطبيعى الآن.. والباقى حايلحقهم عن قريب لو مرتكب أى جرائم مثل التحريض على القتل وتقطيع الناس زى الشيعة كده.. أو تكفير المصريين والدعا عليهم عشان خارجين يوم تلاتين يونيو يلقطوا نفسهم بعد طول قرف ومعاناة.. اللى فاضلين بقى من الجموع دى.. إيه موقفهم مع سوريا حاليا.. مش حاينتشروا؟؟.. مش حاينصروا سوريا؟؟.. مش حايركبوا نفس الميكروباظات ويروحوا؟؟.. عملا بالمثل اللى بيقول الحشيش إن كان حلال أدينا بنشربه.. وإن كان حرام أدينا بنحرقه.. يعنى الأمريكان لو رايحين يضربوا بشار أديهم حايناصروهم.. وإن كانوا حايضربوا الإرهاب أديهم حايحاربوهم.. ده من وجهة نظرهم طبعا.. لكن هو واضح إنه لا كده ولا كده، وكان كله أى كلام وملو فراغات وصرف فلوس وبدلات مواكب وكله فى الهتش.. ياللا الحمدلله على كل حال.. أدينا بنخلص م الهم ده كله.. عقبال سوريا لما تفوق وربنا ينعم عليها تخلص من الفساد السياسى اللى أسسه بشار ومن الإرهاب اللى أسسته الجماعة.. اللهم نجيها يارب وكن بجوار أهلنا هناك.. أهلنا الناس الطبيعيين المحبين للحياة أهل الكرم والضيافة والفن.. مايستاهلوش كده ابدا..
■ ملخص الفيلم الذى انتشر على الوسائط للإرهابيين على حدود سوريا، الذين يستوقفون السائقين ليستجوبوهم.. إنت سنى والا شيعى؟؟.. الفجر كام ركعة؟؟.. سمّع الأدان.. ثم يسوقونهم أمامهم كالبعير ويطلقون عليهم الرصاص بلا تصويب حتى، فيقتلونهم على مراحل وهم يكبرون الله أكبر.. هو ببساطة.. عندما يتسلط الحيوان على الغلبان.. وللأسف اتضح أن هذه الكائنات لا تملك حتى الحيوانات إلا أن تبصق عليها.. فهى لا ترقى لشرف الانتماء إلى أحط المخلوقات قدرا، حتى لو كانت التعابين أو الخنازير.. هكذا كان مرسى وأتباعه وموالينه بكل تنويعاتهم يريدون بنا.. أن يتحكموا فى حياتنا وهم على هذا القدر من الجهل والخسة والدونية.. فيقتلوننا بنفس الكيفية حتى يفرغ البلد من كل من يحمل رأسا على كتفيه، مع الحرص فى كل مرة ومع كل ذبيحة على التكبير.. ولا يبقى إلا هم.. فتنطفئ أنوار المنطقة بأكملها.. ولكنهم قد لا يريدون مواجهة واقع أنهم عندها سينقسمون إلى فصائل جديدة يبدأون فى التخليص على بعض.. وبهذا تروق الدنيا وتحلو للغرب الذى سيجد الطريق ممهدا لأن يدخل بلادنا وينهل من ثرواتها دون رقيب أو محاسب.. ولكن كالعادة تظل مصر حجر عثرة وكلكيعة فى زور الكل.. بالإعجاز الحضارى والفكرى الذى فى شعبها وكذا جيشها الباسل..
■ مثل هذا الفيلم.. وغصب عنك.. يثير لديك رغبات عديدة لم تكن تحلم أن تراودك.. فهى تنهى كل محاولة للتحضر لديك.. وتنسف كل تاريخك فى الإنسانية.. ولكن أليس الانتقام غريزة حتى ولو كانت فى الأحلام؟؟.. أحلم بأن أرى هذا الشخص الذى عذب الناس وقتلهم فى هذا الفيلم وهو يوضع فى نفس الموقف بحذافيره.. وبالتصوير البطىء.. ويعاد عرض الفيلم عليه عدة مرات وهو يستعد للموت ويعلم أن هناك من سوف يردد بعد إزهاق روحه تكبير..
■ أتمنى أن أرى حديثا لذلك الإرهابى الذى يظهر دائما فى تسجيلات رابعة ليهدد السيسى وإنت عملت طالبان جديدة وحانفجر نفسنا فيكوا وكده.. سمعت شريط اعتذاره للشعب المصرى.. وبحثت عن اسمه وحسابه الشخصى على الفيسبوك فلم أجد إلا ترديدات لمحفوظات.. نريد أن نراه يتحدث ونعرف من هو وأين هو.. أما مسألة اعتذاره دى فماتاكلش معايا..
■ لم أوافق فى يوم من الأيام على أى قناع يغطى الوجه.. وأعتبره دوما شيئا يهدد الأمن العام.. ويوم أن ظهر البلاك بلوك قلت إنه اختصار لعبارة تتلتملى أتلتملك.. وكذلك بالطبع تلك التلتيمة التى يتخفى وراءها هؤلاء الإرهابيون من القاعدة والا كتائب القسام والبلاوى دى.. وكذلك أشعر بحنق وكره شديد ناحية هذه الولية التى تظهر فى نفس التسجيلات متخفية وراء قناعها لتهددنا بعبارة «حانولع فيكوا».. أما آن الأوان لأن يُمنع هذا النقاب تماما للذكور والإناث على حد سواء؟؟.. ألم يثبت بعد أن ظهوره فى حياتنا الاجتماعية فى فترة قصيرة كان وراءه تخطيط ما.. وأنه لم يكن لا فضيلة ولا بتاع.. وإنما وسيلة لتهريب المجرمين والمرشدين والوليات اللائى من نوع الولية دى؟؟.. وخصوصا أننا فى ظل قانون طوارئ ليس من المفروض أن يسمح أثناؤه بهذا المُحن..
■ على فكرة لازم الشعب الأمريكى يقاضى أوباما وقناة الخنزيرة ويطلب تعويضا عن أمواله اللى صرفها رئيسه لمدة سنوات طوال وهو يبحث عن بن لادن.. فقد كانت الخنزيرة تعلم طوال الوقت أين يختبئ.. ده إن ماكانش كان قاعد جوه فى الاستوديو بيسلمها التسجيلات أول بأول.. على رأى تغريدة لصديقى الفنان لطفى لبيب.. الأروبة عارفة كل الهربانين فين ومشتركة فى إخفائهم من أول بن لادن لحد أى حد هربان من عندنا.. واضح إنها قلبت من قناة إخبارية كاذبة لمتوى للإرهابيين وقطاع الطرق.. بتلعب دور نجمة إبراهيم فى جعلونى مجرما..
■ فى المقابل.. عيب علينا ونحن أس التحضر وأصل الإعلام فى العالم العربى ألا تكون لدينا قناة متخصصة فى مخاطبة الغرب.. وعلى فكرة الغرب ده مش شرط يكون الحكومات والرؤساء.. لأن اتضح إنهم كلهم عصابة بلا ضمير ولا أخلاقيات ولا بيدوروا على ديمقراطية ولا بطيخ.. لكن لمخاطبة الشعوب.. الشعوب هى التى تهمنا الوقت الحالى.. هذه القناة يجب أن تتحدث بكل اللغات المهمة التى نود أن تصل رسائلنا لمتحدثيها.. وأيضا لتترجم فور الإذاعة البرامج الإخبارية المهمة التى تغطى الأحداث دقيقة بدقيقة.. وكذلك لنقل برامج يتحدث فيها سياسيون وإعلاميون مخاطبين الغرب ولكن بلغتنا المحلية.. يعنى مثلا.. حلقة للأستاذ عماد أديب يعطى فيها درسا فى الأخلاق لرجب أردوجان.. طب إحنا سمعنا وفهمنا.. لكن أردوجان ماوصلوش حاجة.. لا هو ولا شعبه.. يبقى استفدنا إيه؟؟
■ من ضمن الوجايع.. ذلك السجال وتلك الحرب بين بعض الناس على أمور سفسطائية أرى أنه من الترف الشديد والميوعة الزائدة والمرعة الأوفر مناقشتها فى الوقت الحالى إذا كانت تبعد بنا عن الهدف الأساسى وهو الخلاص من الخطر الشديد الذى يهدد مصر والكامن فى مجموعات الخونة الكلاب الذين على استعداد لبيعها بأى ثمن مقابل النجاة أو استعادة السلطة أيهما أقرب.. وعن الاصطفاف صفا واحدا لا اعوجاج فيه لمساندة جيشنا وشرطتنا وشعبنا بكل ما نملك من قوى.. وأنضم لجموع الناس الطبيعية العادية المصرية وبس والتى تراقب كل تلك المناحرات والاتهامات بقرف شديد وامتعاض حقيقى ولا تصدق أيا منهم مهما مثّل وادّعى وأطلق من الشعارات الجوفاء التى حفظوها صم.. هؤلاء مشغولون ببعض أكثر من البلد.. ولا يدرون أنهم كلهم كده على بعض أصبحوا كروتا محروقة.. فاللى خايف بجد منهم على البلد عليه أن ينضم للناس واللى مش خايف يتنيل يسكت بقى بدل ما يتفضح أكتر من كده..