السؤال الذى واجهنى به كل من قابلتهم من أدباء وكتاب هنا فى فيتنام، حيث تنعقد دورة المكتب الدائم لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا والذى أشرف برئاسته، هو: ما هى حقيقة ما يحدث فى مصر؟ ما هذه الدماء التى تسيل، وما هذه التفجيرات ومن المدان؟
وقد شرحت لهم أن مصر تحارب معركة شرسة ضد الإرهاب الذى هدد بأن يحرق البلد ما لم يستول على الحكم، والذى يعتدى على الكنائس ويعلم على بيوت المسيحيين فى بعض قرى الصعيد، والذى يحرق ويفجر المستشفيات والمتاحف والمنشآت العامة.
وأثناء وجودى هنا وصلنى على بريدى الإلكترونى ذلك الفيلم العظيم، الذى عهد المهندس ممدوح حمزة إلى الفنان الكبير رمسيس مرزوق بإخراجه والذى يحمل عنوان «مصر تنقذ العالم من الإرهاب»، وهو يصور تلك المعركة التى يقودها شعب مصر العريق ضد عنف وإرهاب حكم الإخوان الذى أسقطوه لكنه يأبى إلا أن يعود أو يحرق مصر حسبما هدد مرات ومرات.
هذا الفيلم لا تزيد مدته على 9 دقائق وهو يعتمد على الصورة أكثر من الكلمات المرسلة ومن هنا قوته، وإن كانت لى عليه ملاحظات جوهرية سأنقلها إلى رمسيس مرزوق لعله يستطيع تداركها بسرعة.
ولقد عرضت الفيلم على كبار كتاب أفريقيا وآسيا المشاركين فى اجتماعات الاتحاد، فلم يصدقوا أعينهم، وسألنى بعضهم: أهذه المشاهد حقيقية أم أنها مخرجة سينمائياً، فشرحت لهم أن الذى شاهدوه فيلم تسجيلى وليس فيلماً روائياً حتى تخرج له المشاهد، وأن جميع هذه المشاهد مأخوذة من التغطية الإعلامية للقنوات الإخبارية، وقد بكت الكاتبة الأوغندية هيلدا تونجيلى وهى تشاهد الفيلم ولم تنطق بكلمة واحدة.
أما المشاركون العرب فقد قالوا لى من البداية وقبل أن يشاهدوا الفيلم: إن مصر تقود حرب تحرير جديدة للعرب جميعاً، فكما خلصتنا من التتار ومن الصليبيين فى العصور القديمة، ها هى تخلص الوطن العربى كله من إرهاب ودموية الإخوان وأتباعهم فى عصرنا هذا.
وفى نهاية اجتماعات اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا شكلت لجنة لصياغة البيان الختامى للاجتماع، وقد صدر البيان فى مؤتمر صحفى موسع وجاء فيه أن ما تواجهه مصر الآن هو خطر العنف والإرهاب، وحيا كتاب أفريقيا وآسيا الذين يمثلون ضمير شعوبهم الشعب المصرى فى تصديه لهذا الخطر على المستوى الشعبى والأمنى معاً، وأدانوا بشكل صريح الطائفية التى انتشرت واتسع مداها منذ تولى الإخوان السلطة وما نتج عنها من سفك للدماء، كما أدانوا اعتداء الإخوان وأتباعهم على دور العبادة وعلى المواقع التاريخية.
وأكد بيان كتاب أفريقيا وآسيا أن خطر الإرهاب الأسود يستهدف الشعب المصرى بلا تمييز، فهو لا يفرق بين مسلم ومسيحى أو رجل وامرأة أو كهل وطفل.
وفى المؤتمر الصحفى سأل مراسلو الصحف الأجنبية إن كان توقيت إصدار البيان مقصوداً ليأتى قبيل اجتماع الاتحاد الأفريقى فى الأسبوع المقبل، وسأل مندوب التليفزيون الفرنسى إن كان ينطوى على رسالة من كتاب أفريقيا وآسيا للغرب، فلم أرد على أى من السؤالين، تاركاً لكل صحفى أن يأخذ من البيان الرسالة التى يريدها.