ما إن يعلن شخص تأييده لإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى على يد ملايين المصريين الذين خرجوا رافضين حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، حتى يفاجأ بأعضاء الجماعة والمؤيدين لها ينهالون عليه بالاتهام بأنه من عبيد البيادة والمؤيدين للحكم العسكرى للبلاد، وهو أداء لا يختلف كثيرًا عن نهجهم فى تكفير المعارضين لهم ونعتهم بالعمالة عندما كانوا فى السلطة. وجاء خطاب رئيس الوزراء التركى أردوجان ليكرر نفس الاتهامات ويزيد نصًا: «يقولون إن الرئيس مرسى لم يحتو الجميع، وهو أمر غير حقيقى، فثلثا وزارته كانت من رجال الرئيس السابق مبارك»، هنا تمنيت أن يفهم مؤيدو مرسى لماذا خرج الثوار لإسقاطه، لأن ثلثى الوزارة شكلت من رجال مبارك، بينما كان الثوار فى السجون أو مطاردين أو استشهدوا على يد ميليشيات الجماعة أو داخليتها.
عزيزى المؤيد للإخوان، لا ينكر أحد أن قتل من كان سلميًا فى التظاهرات جريمة يجب أن يحاسب مرتكبها، لكن لا تنكر أن من حرض وقتل المواطنين المصريين فى بولاق وبين السرايات والمنيل والمهندسين، ومن قتل المتظاهرين فى أسيوط والفيوم يوم 30 يونيو، ومن حرق وحرض على حرق الكنائس مجرم يجب محاكمته أيضًا.
نعم يجب محاكمة من استخدم العنف المفرط، لكن يجب محاكمة مرسى ورجاله، فهم من رفضوا إعادة هيكلة وزارة الداخلية لتعمل لصالح المواطنين بدلاً من أن تعمل لصالح النظام، هل تعلم أن الأسلحة التى استخدمت ضدك تم استيرادها بأموال المصريين بقرار من مرسى وحكومته لمواجهة معارضيه؟!.. هل تعلم أن من تتهمهم الآن بلحس البيادة هم من وقفوا وحدهم فى مواجهة المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية الأولى حينما كان ثمن ذلك الاستشهاد أو الاعتقال، بينما اختارت الجماعة أن تهتف «يا مشير إنت الأمير» فى جمعة قندهار، واتهموا الثوار بتعاطى المخدرات والعمالة؟!، وكان الثمن أغلبية برلمان وكرسى رئاسة. تنادى بإسقاط حكم العسكر، فهل تتذكر عناوين جريدة الحرية والعدالة يوم 27/5/2011 التى كانت تتحدث عن جمعة الوقيعة بين الجيش والشعب، ومخطط إسقاط الدولة من خلال أقنعة «فانديتا»؟!
وهل تتذكر أن المشير طنطاوى والفريق سامى عنان كانا مستشارين لرئيسك حتى يوم عزله؟! تنعت السيسى بالقاتل، فهل تتذكر أن مرسى من عينه ودافع عنه عندما اتهمه فلول نظام مبارك فى الإعلام بأنه كادر إخوانى؟!.. لن يقبل الثوار بعودة زوار الفجر الذين يواجهونك الآن، لكن ألم يكن زوار الفجر فى أماكنهم ويمارسون عملهم ضد الثوار خلال فترة حكم جماعتك؟!.. لن يقبل الثوار عودة نظام مبارك، وباقى قاتلى الثوار، لكن هل تتذكر أنهم كانوا يعملون بحرية بالتعاون مع الجماعة؟
هل تتذكر أن براءة المتهمين فى معركة الجمل كانت بسبب تأخر النائب العام الذى عينته جماعتك فى تقديم الطعن بالنقض على الحكم؟!.. الحقيقة أن الإخوان ورجال مبارك وجهان لعملة واحدة، دولة الاستبداد وقتل المعارضين، وقف الثوار وحدهم فى مواجهة نظام مبارك حين كان مرشدك لا يمانع فى ترشح جمال مبارك وكان يعلن أن مبارك أب لكل المصريين، ووقفوا ضد المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية الأولى حين تلوثت يده بدماء المصريين حين كانت جماعتك تتحالف معه وتبارك قتل الثوار، وواجهت ميليشيات جماعتك واستخدامها أدوات النظام القمعية ضد الثوار، وسيكملون معركتهم وحدهم ضد دولة الاستبداد، فالتجربة العملية أثبتت أن معركتك مع نظام مبارك ليست لصالح الوطن، لكن كل منكم يحارب من أجل نصيب أكبر فى نفس السلطة واستخدام أدوات نفس النظام، بينما معركة الثوار من أجل تغيير طبيعة النظام نفسه، ليصبح نظاما ديمقراطيا لا يشغلهم فيها من يكون فى الحكم، بل جل همهم هو كيف يتم حكم بلادنا، لهذا خسرت معركتك حين خسرت السلطة بينما يكمل الثوار ثورتهم من أجل وطن طالما حلموا به، وطن يتسع لكل المصريين تحت شعار الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.