
هكذا هو الفنان الأصيل المتمكن، الذي يحرص علي فنه ويخشي علي مستواه.. هكذا تكون القمم والهامات.. وكان لسيدة الغناء العربي طقوسها الخاصة التي لا تحيد عنها قبل صعودها علي خشبة المسرح ومقابلة الجمهور.. فهي تطمئن علي كل كبيرة وصغيرة من عازفين.. ترتيب جلوسهم.. تحرص أيضاً علي أن يظهروا بشكل منسق متناغم في الأحجام والاطوال.
ولم تكن ترضي بأي عبث في الشكل النهائي للفرقة.. فالكل مستعد.. حريص علي مظهره وهندامه، خوفاً من اللوم وقد يصل في بعض الأحيان إلي التوبيخ.. تحرص علي الشكل النهائي للآلات الموسيقية فهي نظيفة لامعة براقة.. بعد التمام علي هذه الأمور.. كان الأهم وما يشغل بالها دائماً وأبداً هو الجمهور وحجم وعدد الحضور.. فلم تستطع أن تواجه الجمهور وتطلع علي خشبة المسرح إلا بعد أن تتأكد تماماً من أن صالة العرض قد امتلات بالكامل بجمهوها المحب.
وفي هذه الصورة النادرة تجد أم كلثوم بجلالتها.. ورفيع قدرها تتلصص علي جمهورها من خلف الستار قبل أن تظهر علي خشبة المسرح.