بأمر المخرج، مخرج «الجزيرة مباشر»، حلق المتهم الإخوانى الهارب محمد البلتاجى، الشهير باللمبى، شاربه (شنبه) فى إطلالته المتلفزة، لعل وعسى يجنى عطفاً، أو إعجاباً، المجاهد الحق هو الذى يحلق شاربه فداء المرشد، بشاربى أنت ولحيتى يا مرشد الإخوان، شواربنا فداء، لحانا فداء، يا رمز الفداء، دقن ولا شنب يا دكتور بديع.
معلوم، الشارب (الشنب) هو الشعر الذى ينبت فوق الشفة العليا، وهو يظهر فى ذكور الإخوان عند البلوغ، وهو من علامات القيادة لدى بعض المستويات القيادية (مجلس الشورى، ومكتب الإرشاد)، والشوارب يضرب بها المثل فى الإخوان مثال كلمة «عطران الشوارب»، أى ذوى الشوارب الكثيفة والمتينة.
الشارب كان منذ الأزل دالاّ على الرجولة، ويضفى على البعض لمسات جمالية، كان السياسيون فى زمن الإخوان يتفاخرون بشواربهم المفتولة، فإذا انتفض أحدهم من فوق منصة رابعة، وأمسك بشاربه وقطع وعدا وقال: خذها من هذا الشارب إذا فض الاعتصام، فإنه لن يخل بوعده فإذا أخلّ كالبلتاجى لحقه العار، وحلق الشارب، أو نصفه على الأقل، نصفه فى رابعة، ونصفه فى النهضة.
عار وشنار يا بلتاجى، لماذا حلقت شاربك يا ضنايا، ألا تعرف أن حلاقة الشنب من غير سبب، يقال فى وصفها تخفيفا، قلة أدب، البلتاجى مؤدب، صحيح يعانى من نوبات هيستيرية تستولى عليه فيتحول إلى إرهابى عتيد، ومجرم هارب مطارد، لكنه على كل حال ظل محتفظاً بشاربه فوق شفته العليا التى يحركها بشكل عجيب يختلط فيه الاشمئناط بالامتعاض بالانكسار، خجول البلتاجى، بيتكسف، فعلا البلتاجى إنسان أنوى نادر.
شارب البلتاجى المؤسف على شبابه، أيضا فريد وعجيب ونادر، أربعون شكلا من الشوارب عرفها الإنسان إلا شنب البلتاجى، كان شاذا وغريبا، طرفاه رفيعين كذيل السحلية، يرتفع من تحت أرنبة الأنف كرأس البرص الأقرع، ينحسر عن شفاة البلتاجى العلوية مفسحا الطريق لنتؤات يقال عنها أسنان، عندما يضحك البلتاجى ينقبض طرفا السحلية على رأس البرص تشكل رقم سبعة مقلوبة، فيبدو البلتاجى حزينا وهو يبتسم، العذاب فوق شفاة تبتسم.
لم يدخل شنب البلتاجى إلى موسوعة الشوارب الملهمة، فلم يحظ بشهرة الشارب الهتلرى الملزوق كمربع صغير ملتصق فوق شفته العليا، ولم يقترب فى نحافته من شارب الفنان السريالى سلفادور دالى، البلتاجى بشاربه ابتعد بمسافة كافية عن الشارب الستالينى الراسخ، شارب البلتاجى للأسف كان منعكشاً، أقرب للشارب الغجرى المجنون، بالضبط شارب هرمى على خفيف.
معلوم بعض الشوارب تعطى انطباعاً بالتسلّط والقوة، شارب صدام نموذجا ومثالاً، لا أحد يعرف مصير شارب صدام، ولا حتى مصير شارب البلتاجى، صدام حاول استنهاض الضمائر وهو يمسح بكفه على شارب بقوله: متى تهتز الشوارب؟
شارب البلتاجى كان يموت من الضحك، معلوم إذا غضب البالغ يقسم بالشنب، يقول: أحلق شنبى إذا فلحت، ربما فعلها البلتاجى، حلف، فنكص، فحلق، البقية فى حياتك يا بلتاجى فى رمز الرجولة، كلنا لها، أنتم الحالقون ونحن اللاحقون.
فى مصر أناس (ليسوا إخوان) سجلوا أرقاما قياسية فى طول شواربهم، التى يمكن أن يقف عليها الصقر فى المقطم، وإذا ذهب إلى جبل لبنان تقف عليها أسراب من طيور السنونو، البلتاجى شذ عن القاعدة، لم يحف الشارب كما هو متبع إسلاميا، بل حلقه وهذا مخالف لطبع الإخوان، وهذا لعمرى كبيرة لا يرضى عنها مرشد الإخوان، لازم تملص ودنه يا فضيلة المرشد، حلق الشوارب عيب يا كبير.