ايجى ميديا

الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

المتوحد الثائر..« 2»

-  
نشر: 27/8/2013 1:02 م – تحديث 27/8/2013 1:02 م
(7)

فى منتصف الطريق إلى تبوك توقف المسلمون فى صحبة الرسول ونزلوا أحد المنازل ليستريحوا.

لم يخف المسلمون بينهم وبين بعضهم قلقهم بخصوص غياب أبى ذر، كانوا يعرفون أنه متمرد، ثائر، لا يعرف الدبلوماسية، جرىء بما يكفى لأن يقول عنه على بن أبى طالب فى ما بعد (لم يبق اليوم أحد لا يبالى فى الله لومة لائم غير أبى ذر، ولا نفسى) ثم ضرب بيده على صدره ليؤكد مسألة (ولا نفسى).

لكن فى الوقت نفسه يعرفون مكانة أبى ذر عند الرسول خير معرفة، كيف لا وهم الذين شاهدوه يمتطى الحمار خلف الرسول، وهم الذين شاهدوا الرسول يبتدئ أبا ذر بالكلام إذا حضر ويتفقده إذا غاب، وهم الذين سمعوها صريحة من فم الرسول (ما تقلُّ الغبراء ولا تظل الخضراء على ذى لهجة أصدق وأوفى من أبى ذر شبيه عيسى بن مريم).

فما الأمر إذن؟

(8)

اختبأ أبو ذر عندما رأى الرجلين يقتربان من ضحيتى سخريته، سمع أحد الرجلين يسأل عن القصة فأخبرته واحدة منهن بالقصة ثم انصرفتا.

لمح أبو ذر الرجلين يستقبلان الحجر الأسود، ثم يطوفان بالكعبة، ثم شرعا فى الصلاة.

اقترب أبو ذر منهما وتأمل وجه أحدهما فى ضوء القمر فعرف أنه النبى.

انتظره حتى أنهى صلاته ثم اقترب منه فكان أول شخص يحيه بتحية الإسلام «السلام عليكم»، قال الرسول: وعليك رحمة الله، قرأ الرسول فى الشخص الواقف أمامه مسلما جديدا يتلمس الطريق.

سأله الرسول: ممن أنت؟

قال أبو ذر: من غفار.

فضرب الرسول جبهته بيده.. عرف أبو ذر أن الرسول لم يرتح لانتماء هذا الرجل إلى قبيلة قطاع الطرق.

تأكد من ذلك عندما قال الرسول متعجبا «إن الله يهدى من يشاء».

حكى أبو ذر قصته كاملة للنبى.

طلب منه النبى قبل أى شىء أن يأكل بعد ثلاثين يوما من الماء، فتكفل أبو بكر بضيافته فى هذه الليلة.

أشهر أبو ذر إسلامه بين يدى النبى، ثم طلب منه أن يكتم الأمر، (يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإن بلغك ظهورنا فأقبل).

خرج أبو ذر من عند الرسول متجها إلى صحن المسجد الحرام وقريش فيه، ثم هتف بالشهادتين، قوموا إلى هذا الصابئ.. قالت قريش، فضربوه أشد مما سبق، إلى أن ظهر العباس فى الصورة قائلا (تقتلون رجلا من قبيلة غفار، وتجارتكم وأموالكم تمر بأرضها)، فخاف أهل قريش من انتقام وحشى، خافوا على مستقبلهم، فكفوا يده عنه.

بخلاف جنى المال، كانت هذه هى الفائدة الثانية من قطع الطريق، فقد أنقذت المهنة أبا ذر من الموت، وكتبت له عمرا جديدا.

كانت الفائدة الأولى عندما علم بأمر النبى وهو يقطع الطريق، فترك كل ما فى يديه بحثا عنه حتى أصبح سادس المسلمين.

(9)

انكسرت الشمس قليلا فقام أبو ذر ليواصل المسير حتى يلحق بالنبى والمسلمين، كان خلال المسير يتأمل حياته كقاطع طريق تائب.

كنت فظا.. قال أبو ذر، وتذكر عندما سب (بلال بن رباح) وعيَّره بأمه قائلا (يا ابن السوداء).

أما سبى لبلال فقد غير طريقة حياتى إلى الأبد، قال لى الرسول بعد أن عرف القصة (إنك امرؤ فيك جاهلية)، وضعت رأسى على الأرض قائلا لـ(بلال) ضع قدمك على رقبتى، أستحثه أن يفعل ذلك وبلال يقول سامحتك غفر الله لك، ولم أسترح إلا بعد أن رأيت نظرة رضا فى عيون النبى أتبعها بقوله: (فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)، من يومها أقسمت بالله أن لا ألبس إلا الثوب نفسه الذى يلبسه خادمى، ولا أطعم نفسى إلا مما أطعمه، صار هذا النوع من الناس هو قضيتى، وصرت نصيرا لهم فى كل موضع.

كنت طالب دنيا وطلبت من الرسول أن يولينى مسؤولية أو قيادة ما، لكننى لم أكن أعلم أن هلاكى فى هذه الأمنية، قال لى النبى «يا أبا ذر إنى أراك ضعيفا وإنى أحبّ لك ما أحبّ لنفسى، لا تأمرنّ على اثنين ولا تَوَلَيَّنَ مالَ يَتيمٍ»، زهدت الإمارة بعد أن قال لى النبى «إنك ضعيف وإنها أمانةٌ وإنها يوم القيامة خزْىٌ وندامة إلا مَن أخذها بحقّها وأدّى الذى عليه فيها»، ظل أبو ذر بعدها متعبدا زاهدا، قيل له بعد سنين: ألا تتخذ أرضا كما اتخذ أقرانك؟ فقال: «وما أصنع بأن أكون أميرا، وإنما يكفينى كل يوم شربة من ماء أو لبن، وفى الجمعة قَفِيزٌ من قمح».

نذر فى حضرة النبى نذرا ظل وفيا له إلى أن مات.. «كان قُوتِى على عهد رسول الله صاعًا من التمر، فلست بزائدٍ عليه حتى ألقى الله تعالى»، ذلك أنه سمع قول النبى «أَقْرَبُكُمْ مِنِّى مَجْلِسا يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا».

كان النبى يعرف حرارة دماء أبى ذر فكان يقول له وكأنه يوصيه للأيام القادمة «اصبر حتى تلقانى»، وكان طلب النبى منه واضحا بأن يسمع ويطيع.

لكن هل سألحق بالمسلمين؟ سأل أبو ذر نفسه، ثم اطمأن للأمر كله أيا كان المصير.. قبل ذلك بسنوات كان قد قال للنبى: يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، فقال له النبى: أنت مع مَنْ أحببت يا أبا ذر.

هو معهم إذن.

التعليقات