هل خيّبت لجنة العشرة آمال المصريين فى الحصول على دستور جديد يليق بشعب مصر الثائر على قوى الاستبداد والظلام والظلم والإرهاب؟!
.. ولجنة العشرة لم تقدم دستورا جديدا؛ وإنما أجرت تعديلات أقرب إلى ترقيعات دستورية.
.. وقد اعتمدت لجنة العشرة على دستور الإخوان الطائفى.. رغم أن ثورة 30 يونيو كانت ضد الحكم الإخوانى الفاشستى ودستورهم الطائفى.
.. وقد حرص أعضاء اللجنة على الإبقاء على كثير من المواد «الإخوانية».
وبدت التعديلات التى أجروها على دستور الإخوان وكأنها ترقيعات..
.. وقد اكتفوا باختصار المواد ومع هذا وهم يختصرون أبقوا على مواد كانت له علاقة بالمواد المختصرة.. فأصبحت تلك المواد مهلهلة.
.. وبدا الأمر أنهم اكتفوا بترقيعات دستورية.
.. فلجنة العشرة لم تكن فعلا على مستوى الحدث الكبير الذى خرج فى 30 يونيو بالملايين للتغيير.. فكان لا بد من تغيير الدستور.
.. واكتفوا بعدد من الترقيعات على بعض المواد أو إلغاء المواد.. وإن كان معظم المواد الملغاة تتعلق بمجلس الشورى!
.. وتذكرنى لجنة العشرة بلجنة المستشار طارق البشرى بعد ثورة 25 يناير والتى أجرت ترقيعات دستورية على دستور 91.. فكانت نتيجة ذلك ما نعيش فيه حتى الآن من تخبط.
.. فالشعب يريد دستورا جديدا يليق بدولة مدنية.
.. والشعب يريد تغييرا شاملا فى الدستور يليق بدولة ديمقراطية.
.. ويريد دستورا جديدا يليق بشعب خرج فى ثورتين من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية.
.. لكن يبدو أن هناك مَن ليس على مستوى الحدث.. ولم تصله رسائل الشعب بعد.
.. فلا يمكن أبدا أن يعيش شعب دفع كثيرا من أجل الحرية والكرامة على «ترقيعات»!!
لقد كان الأمل فى لجنة العشرة.. وهم كلهم مستشارون وقضاة عظام فى أن يقدموا للوطن وللشعب دستورا جديدا ومن أجل مستقبل الأجيال القادمة.. لكن يبدو أن تربيتهم المحافظة كقضاة أَسرتهم.. وحاولوا أن يكونوا إصلاحيين فقط.. أما كثوريين فهم ما زالوا على مسافة بعيدة من الثورة.
.. فقد اجتهدوا فى أن يقدموا ترقيعات دستورية.
.. ويبدو أنه صعب عليهم أن ينظروا إلى العالم.. وينظروا إلى الثورة التى خرجت فيها الملايين من أجل التغيير.
.. لكن ما زال هناك فرصة للحصول على دستور جديد وذلك من خلال لجنة الخمسين.
فهل تستطيع لجنة الخمسين وضع دستور جديد أم أنهم سيدخِلون ترقيعات أخرى على تلك الترقيعات!
.. لم تعد تفيد الترقيعات فى شىء.
.. وما بالكم أن محمد مرسى قبل عزله كان يزعم أنه يريد إدخال ترقيعات على الدستور الطائفى.
.. يا أيها الناس لقد قامت ثورة ضد محمد مرسى والإخوان.. ومن ثمّ لا بد من وضع دستور جديد.
.. ومن هنا واجب على لجنة الخمسين أن تتوقف تماما عن مناقشة ترقيعات لجنة العشرة.. وأن يبحث عن دستور جديد يليق بهذا الوطن، وبهذا الشعب الذى خرج من أجل الحرية والديمقراطية وبناء مجتمع مدنى سليم.
.. ولكن يجب أن تكون هناك دولة، ولا ديمقراطية دون دستور مدنى.