تفكيك جماعة الإخوان المسلمين يعنى التصفية السياسية لها كتنظيم عليل بمرض «إدمان العمل السياسى»، وقد تحول الإدمان إلى فجور، بعد ممارسة العنف والإرهاب والتطرف، وكل ما سبق أدى إلى استعداء أغلبية الشعب المصرى وقطاع كبير من الشعب العربى، حتى أصبح النصح العام غير مجدٍ مع هؤلاء، ولكن ما هو السبيل لتلك التصفية؟
أولاً: تفكيك البنية التنظيمية للجماعة من خلال ملاحقة كل أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى على المستوى العام، وقيادات الصف الأول والثانى فى المحافظات، بتهمة ممارسة العنف والإرهاب والتطرف، وتوجيه الاتهام لهم بالانضمام لجماعة إرهابية تهدف لقلب نظام الحكم المدنى.
ثانياً: تجفيف البنية المالية والتمويلية للجماعة، من خلال وضع جميع شركاتها وحساباتها فى البنوك، خاصة تلك التى يمتلكها القيادات سابق الإشارة إليها، رهن الاحتجاز، واستغلال كل ما سبق فى تعويض المتضررين من أعمالها الإجرامية، ويضاف لذلك متابعة عمليات غسيل الأموال التى يقوم بها أعضاء الجماعة فى الخارج، لتمويل عمليات الداخل، وملاحقة تمويلها من قبل دولتى قطر وتركيا وغيرهما.
ثالثاً: مصادرة ممتلكات الجماعة القائمة فى المقطم والمحافظات ومقار حزب الحرية والعدالة أينما وجدت، واستغلالها فى العمل الخيرى، أو لتعويض النواكب التى ارتكبتها الجماعة وقياداتها.
رابعاً: شل البنية المعلوماتية للجماعة وقياداتها، من خلال تصفية صحفها ونشراتها ومواقعها على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى، والاختراق الدائم لبريدها الإلكترونى، والهواتف المحمولة لقياداتها، لمنع تواصلها مع بعضها أو مع الخارج، وكلها أمور مشروعة تقوم بها دولة كألمانيا مع التيارات النازية.
خامساً: القضاء على قدرات الجماعة وقياداتها فى العودة للعمل السياسى عبر بوابة الانتخابات، وذلك من خلال حل حزبها، وتقرير النظام بالقوائم الحزبية فقط، وملاحقة أى أحزاب تضع قيادات وأعضاء التنظيم على قوائمها فى الانتخابات.
سادساً: وضع الضمانات الكفيلة بعدم وثوب الجماعة وقياداتها داخل منظمات المجتمع المدنى، من خلال تأسيسها لجمعيات أهلية، أو مشاركتها فى انتخابات النقابات المهنية والعمالية.
كل ما سبق من خطوات لا تغنى بالطبع عن أمرين: أولهما، إتاحة الفرصة لاستيعاب أعضاء الجماعة المعارضين لمسلكها. ثانيهما، حتمية اهتمام الدولة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، فالجماعة على مدى تاريخها استطاعت اكتساب ثقة البعض من خلال استغلال العوز الاقتصادى، وكذلك استغلال مناخ الأمية لدى بعض المواطنين، لذلك لم يكن غريباً أن نجد لها أرضية أكبر فى الوجه القبلى، أكثر منه فى الوجه البحرى، وهذا الأخير أكثر منه فى المناطق الحضرية.