إذن فالسينما في السبعينيات ساهمت وبشكل غير مباشر في الدعاية لهذه الجماعة في نفس الوقت الذي كان الرئيس السادات يخرج أعضاءها من السجون ويطلق لهم العنان في العمل السياسي، وفي مرحلة الثمانينيات نجد أن الظاهرة عرفت طريقها إلي أفلام السينما بشكل محدود علي يد المخرج الرائد عاطف الطيب ، وتستطيع أن تقول إن كل أفلام عاطف الطيب «12 فيلما» لم تخل من اشارة للتطرف الديني الذي بدأ في ذلك الوقت منها فيلم «ليلة ساخنة».
فهو أول فيلم نسمع فيه عن سفر أفراد من الجماعات الإسلامية لأفغانستان والعمولات التي حصل عليها كبار المشايخ مقابل سفر هؤلاء الشباب إلي هناك، هذه بعض الإشارات المهمة التي قدمها المخرج عاطف الطيب الذي تنبه دون غيره من أبناء جيله لخطر التطرف الذي تتبناه هذه الجماعات.
وفي ذروة المواجهات بين أجهزة الأمن والجماعات الإسلامية بداية من1995أعطت الدولة الضوء الأخضر للسينما للدخول علي خط المواجهة فقدمت العديد من الأفلام لعل أهمها في ذلك الوقت فيلم «الإرهابي» الذي كتبه لينين الرملي وأخرجه نادر جلال وقام بالبطولة فيه النجم عادل إمام.
أما الكاتب الكبير وحيد حامد فكان له نصيب الأسد من هذه المواجهات وإن بدأت علي الشاشة الصغيرة بمسلسل «العائلة» للنجم الكبير محمود مرسي، وهوجم وحيد حامد بشدة وقسوة علي هذا المسلسل مما جعل الجماعات الإسلامية تهدر دمه، ولكنه دخل في مواجهات أخري بأفلامه مع المخرج شريف عرفة والنجم عادل إمام «الإهارب والكباب» و«طيور الظلام» ثم بعد ذلك "دم الغزال" مع النجم نور الشريف وفي هذه الأفلام استمرت المواجهة ضد أعمال العنف وكشف ازدواجية الجماعات الإسلامية وتكالبها علي السلطة خاصة صفقات العمل السياسي في فيلم «طيور الظلام» مع محامي الجماعات، وبعد هذه المواجهات السينمائية عاد وحيد حامد للشاشة الصغيرة بمسلسل «الجماعة» وهو هنا يأخذ زمام المبادرة للتأريخ لجماعة الإخوان المسلمين وأعمالها الإهاربية بالدراما .