ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

عمر طاهر يكتب: المتوحد الثائر.. «1»

-  
عمر طاهر

(1)

كان المسلمون فى طريقهم إلى تبوك، استشعر بعض منهم تخلف أشخاص بعينهم، كانوا يقولون: يا رسول الله تخلف فلان، فيأمرهم النبى بأن لا ينشغلوا بهذا الأمر، وأن يَدَعوا كل شخص وشأنه فإن كان فى هذا الشخص خير «فسيلحقه الله بكم» وإن كان به غير ذلك «فقد أراحكم الله منه».

انتهى الكلام فى هذا الموضوع إلا أن مكانة أبى ذر الغفارى التى لا تخطئها عين فتحت مجالا لدهشة أرغمت أحدهم على أن يقول: يا رسول الله لقد تخلف أبو ذر.

كانوا يتوقعون أن يصارحهم الرسول بسر غياب هذا الشخص تحديدا ،إلا أن الرسول أعاد قوله عليهم: دعوه، إن يك به خير فسيلحقه الله بكم.

فى موضع آخر بعيد كان أبو ذر فوق ظهر بعيره الهزيل، وكان أبو ذر يستحثه على السير أسرع قليلا دون فائدة، فما كان منه إلا أن سحب فوق ظهره متاعه ونزل من فوق ظهر البعير، تاركا إياه فى الصحراء ليقطع الطريق باتجاه الرسول مشيًا على قدميه، حتى يلحق به.

كان الدرب موحشا، لكنه ذكَّر أبا ذر بالأيام الخوالى.

(2)

هل ثمة فائدة من قطع الطريق سوى جنى المال؟

بدأ أبو ذر حياته قاطعا الطريق فى سياق إرث مهنى عائلى لقبيلة غفار التى كانت تتوسط طرق التجارة فى الجزيرة العربية، لم يكن أبو ذر يقطع الطريق ليسرق أو ليقتل، كان الأمر أشبه بتحصيل رسوم المرور من هذا الطريق آمنا، الأمن مقابل بعض العطايا.

فى إحدى المرات وبينما يجهز قائد قافلة قريشية رسوم المرور ليدفعها لأبى ذر سأله الأخير عن الأحوال فى مكة، فقال له الرجل: توترٌ ما يسود الأجواء هناك، بعد أن ظهر نبى برسالة جديدة تدعو للتوحيد.

طلب أبو ذر من شقيقه أن يسافر إلى مكة ليأتى بخبر صادق عن هذا النبى، فسافر.

لكن ما الذى جعل أبا ذر يهتم بالقصة؟

كان أبو ذر قبل ذلك بسنوات ثلاث لا يصلى إلا بجملة واحدة «لا إله إلا الله»، يقوم عند شروق الشمس فيصلى حتى يؤذيه حرها، فى ما بعد سأله أبو بكر: إلى أين كنت تتوجه فى صلاتك؟ ،فقال : لا أدرى.. حيثما يوجهنى الله كنت أصلى.

عاد شقيقه من مكة فسأله أبو ذر عن النبى فأخبره عن أوصافه حتى ارتسمت صورته فى ذهنه، فسأله عن رسالته، فقال: هو رجل يأمر بالخير وينهى عن الشر.

لم تشف إجابة الشقيق فضول أبى ذر، فحمل متاعه وعصاه متوجها إلى مكة ليستطلع الأمر بنفسه.

(3)

فى الطريق إلى تبوك دفعت الشمس أبا ذر إلى الاختباء قليلا فى ظل تل صغير حتى تهدأ فيعاود السير.. شعر بالعطش، ثم تذكر أنه قد سبق له أن شرب من الماء ما يكفيه سنوات طويلة فانزاح عنه الظمأ.

(4)

عندما وصل أبو ذر إلى مكة خاف أن يسأل صراحة عن النبى، كان قد استمع إلى قصص العذاب الذى يطول كل من يفتح هذا الموضوع بين أهل مكة، ظل يطوف بالحرم بحثًا عن شخص ضعيف لا يقوى على إيذائه إذا سأله عن النبى الجديد، حتى وجد شخصا نحيلا فاقترب منه دون أن يعرف أن هذا النحيل كان هو الفخ الذى وضعته قريش للغرباء فى صحن الحرم.

وقع أبو ذر فى الفخ بسهولة.

سأل النحيل: أين الصابئ الذى تتحدثون عنه؟ فصاح النحيل بكلمة السر: الصابئ؟ الصابىء؟ فاجتمع عليه القوم وأوسعوه ضربا حتى تركوه صنما من دم لا يقوى على الحركة.

لملم أبو ذر ما تبقى منه واتجه إلى بئر زمزم.

ظل ماكثا فى رحابها أكثر من ثلاثين يوما، لا طعام له إلا ماؤها، يقول إنه لم يدخل جوفه خلال هذه المدة إلا ماء زمزم، حتى سمن وتدلى بطنه أمامه ولم يشعر قط بجوع.

(5)

بلت الذكرى ريق أبى ذر وهو فى انتظار انكسار الشمس ليواصل طريقه باتجاه الرسول، وارتاحت نفسه بالضبط كما ارتاحت فى أول لقاء بينهما.

(6)

ظل أبو ذر مختبئا فى حرم البئر ثلاثين يوما يفكر ألف مرة قبل أن يسال من جديد عن النبى خوفا من أن يُقتل قبل أن يلقاه.

كان على بن أبى طالب عين الدعوة فى أنحاء مكة، كان دائم التجوال فى أنحائها بحثًا عمن هم فى مثل حال أبى ذر، التقطه فى أول مرة فمر به صامتا، فى المرة الثانية قال له على بصوت خفيض: أما آن للرجل أن يعرف مثواه بعد؟

لم يلتقط أبو ذر الرسالة فى أول مرة، لكنه ظل منتبها حتى مر به علىٌّ من جديد فكرر عليه السؤال، فقال أبو ذر: لا.

قال على: ما أمرك؟

قال أبو ذر: إن كتمت على أخبرك؟

قال على: فإنى أفعل.

قال أبو ذر: سمعت عن أنه قد خرج هنا رجل يزعم أنه نبى، أرسلت أخى ليكلمه لكن أخى رجع دون أن يقدم جملة مفيدة، فقررت أن أتقصى الأمر بنفسى.

قال على: اتبعنى.

كانت الخطة واضحة.

قال له على بن أبى طالب إنه سيسبقه بخطوات، فإذا مر الأمر بسلام دون أن يقطع طريقهم أحد الكمائن التى نصبتها قريش فلا بأس، لكن إذا استشعر على خطرًا ما فسيتوقف ويستند إلى الحائط كأنه يصلح نعله، وعلى أبى ذر فى هذه الحالة أن يستمر فى السير إلى الأبد.

يبدو أن هذه الخطة لم تنجح.

بعدها بأيام وكان القمر قد اكتمل بينما أهل مكة جميعهم يغطون فى النوم، كان أبو ذر مرابطا إلى جوار الكعبة، فاقتربت امرأتان تطوفان وتبتهلان إلى صنمى (إساف و نائلة) سمعهما أبو ذر فأطلقها ساخرة طالبا من الامرأتين أن يزوجا الصنمين إلى بعضهما.

لم تستجب المرأتين لسخرية أبى ذر فتمادى شارحا لهما كيف أن زواج إساف ونائلة سيكون ممتعا، خصوصا أن «فَرْجَيْهِمَا» من الخشب ، هنا حدث الانهيار وبدأت المرأة فى الصياح استنجادا بأىٍّ من أهل قريش لتأديب هذا الرجل.

فى تلك اللحظة كان هناك رجلان يهبطان من الجبل فى اتجاه الحرم، فما كان من أبى ذر إلا أن اختبأ بعيدا.

(غدا الحلقة الثانية)

التعليقات