يطلق الإخوان وصف «عبيد البيادة» على خصومهم. كل مؤيد أو مشارك فى ٣٠ يونيو عبد. الشعب المصرى إلا الإخوان عبيد. قرر الإخوان أنهم وحدهم الأحرار. تمييز إضافى يقررونه لأنفسهم. هم فقط المسلمون. هم فقط الأحرار. هم فقط الذين يمثلون المصلحة المصرية. هم فقط الذين يعبرون عن مصلحة الأمة الإسلامية. الآخرون لا يعرفون شيئا. لم يتعلموا بعد أن يكونوا بشرا.
يولد البشر سواسية. كلهم مثل بعضهم. فكرة تمييز هذا عن ذاك لأسباب عرقية أو عقيدية هى فكرة ضد الإنسانية. ضد المساواة. فئة من البشر تقرر أنها من درجة أعلى. الله خلق جميع الناس. ميز بينهم فى الخصائص. تمييز لا يعنى أن أحدهم له مكانة دون آخر إلا بجهده. بعمله. تلك هى رسالة الإسلام فى عمقها. يتجاهلها الإخوان المسلمون. يقتربون فى تصورهم لأنفسهم ممن رأوا أنفسهم شعب الله المختار. يتشابهون مع من رأوا أنهم الجنس الأرقى. جعلوا من أنفسهم المجموعة الأنقى بين المسلمين.
العلاقة الصحيحة بين البشر تقوم على الندية. الكفاءة. المساواة. التكافؤ. العنصرى يغير العلاقة. يحولها إلى: من الذى هو أعلى من الآخر؟ من الذى هو أدنى من غيره. نرجسية. ذاتية. فى الدولة توجد علاقة المواطنة. تفترض أن كل حامل صفة المواطن يتساوى مع أى آخر. كل الدساتير السليمة تمنع التمييز. العنصرية حالة جنون بالذات. رفض صارخ لقاعدة المواطنة. قال الإخوان إنهم يقبلون بالمواطنة. واقع الأمر أنهم ليسوا كذلك.
خطورة هذه العنصرية متعددة. تعطى لمن يؤمن بها صلاحيات يعتقدها. يرى أن من حقه أن يظلم الآخر. أن يستحل حربه. أن يستلب ماله. أن يأخذ ما يرى أنه حقه. العنصرية مبرر لارتكاب أى تجاوز. دون شعور بالذنب. السارق يرتكب جريمته وهو يعرف أنها خطأ. قد يبررها لكنه لا يؤمن بأنها صحيحة. القاتل يدرك ذنبه. يبرره. يندم عليه فى لحظه ما. العنصرى لا يشعر بالذنب. يعطى نفسه شرعية أن يفعل بالآخر أى شىء. لأنه أدنى. الإخوان يعتقدون أن بقية المصريين فئة أقل. ليست لها حقوق.
يحتاج الإخوان لإعادة تأهيل نفسى. تطهير ذاتى. يقومون به بأنفسهم. لأنفسهم. يعودون فيه إلى طبيعة البشر العادية. تقبل أن تكون إنسانا مثل غيرك. مواطنا مثل غيرك. لا تمييز لك. لست مختارا. لم يتم انتقاؤك. أنت مثل غيرك. تدخل سباق التميز بالجهد. لا تكتسب مكانة خاصة لأنك عضو فى تنظيم خاص. المصريون جميعا أحرار. إلى أن تقيد حرية هذا أو ذاك بحكم قانونى. لا يصدر إلا بسبب انتهاك القانون.