الجاليات المصرية فى الخارج تتوجع مما كان يحاك لمصر من مؤامرة.. يتابع المصريون هناك بوضوح شديد، ودون تحفظ، كل شىء.. شاهدت تقريراً على الفضائية المصرية من برلين.. سيدة مصرية مغتربة قالت فى عفوية شديدة: ربنا بعت لنا «السيسى» ينقذنا.. بالتأكيد هذه السيدة تعرف مخططات «حرق مصر» التى كانت تدبرها الجماعة، لولا أن الله أرسل «السيسى» فى الوقت المناسب!
هذه سيدة مثقفة تعيش فى الخارج.. تعرف أنه لولا «السيسى» لكان الإخوان حرقوا مصر.. تعرف أنه لولا جيش مصر العظيم لكانت المنطقة دويلات صغيرة.. ليست هذه رؤية المغتربة المصرية وحدها.. الشيخ سلطان القاسمى، حاكم إمارة الشارقة، بكى بالدموع على الهواء.. قال: «لولا ثورة مصر، ولولا جيش مصر لكان العرب أزيلوا من الوجود».. سمعته بنفسى على فضائية «on.tv»!
لا نصنع نصف إله حين نشكر «السيسى».. لا نعبد البيادة حين نؤدى التحية لجيش مصر العظيم.. يكفى أننا ننام ليلاً وهم ساهرون.. عيون ساهرة لا تنام، ونحن نيام.. أتابع لجانهم يومياً.. كل ما أقوم به لتأمينهم أن أغلق باب العمارة وباب السطوح، حتى لا يتسلل أحد الإرهابيين، لاصطيادهم من فوق السطوح.. أفعل ذلك دون أن يشعروا.. أشهد بأخلاقيات الجنود لفرض حظر التجوال!
يتصور البعض خطأ أننا نصنع نصف إله.. يردد الإخوان زوراً أن هناك من يعشق البيادة وحكم العسكر.. هؤلاء لا يعرفون أن مصر التى يتحدثون عنها تغيرت.. لكنها فى الوقت نفسه، لن تغفر لمن يحرقها.. لن تغفر لمن حمل السلاح فى وجهها.. لولا جيش مصر فمن كان يتصدى لمؤامرة أمريكا؟.. ألا تعرفون مخطط تركيا لفصل إقليم الصعيد، والحكومة الموازية، والجيش الحر؟!
ربنا بعت لنا «السيسى»، لإجهاض مخططات الغرب.. بعضها طبخ فى أمريكا، وبعضها طبخ فى ألمانيا، وبعضها طبخ فى تركيا وقطر.. ربنا بعت لنا «السيسى» للقصاص من قتلة جنود رفح.. للقصاص ممن نفذوا مذبحة كرداسة.. للقصاص ممن نفذوا مذبحة أسوان.. لولا قبضة جيش مصر ما كانت الجماعات الإسلامية تقدمت بمبادرات لوقف العنف.. عبود الزمر وشركاه يرفعون راية الاستسلام!
كثيراً ما تلقيت اتصالات تتساءل: «أين عبود الزمر؟.. أين طارق الزمر؟.. كيف يقال إن كرداسة أعلنت الاستقلال؟.. كيف تركتهم قوات الأمن، بعد مذبحة قسم الشرطة؟».. أعرف أننا لسنا فى «مولد».. أثق أن الأجهزة تعمل بوعى شديد.. لا تحتاج لأحد.. تذكرون عندما رفضت القوات عمل اللجان الشعبية.. تأكدت أن الوضع تحت السيطرة.. تحقيقات النيابة لم تشر إلى اسم «الزمر» فى المذبحة!
القوات المسلحة لا تنتقم من أحد.. لا تنتقم من طارق الزمر، ولا عبود الزمر.. «عبود» لم يتورط.. قال إنه قرر عزل من يمارس الإرهاب.. خطوة جيدة.. ينبغى أن يتبرأ مما حدث على الشاشات.. ينبغى أن ينتصر لمصريته.. أن يدافع عن وطنه ضد المخربين.. أن يساعد فى كشف من ذبحوا طاقم الضباط والجنود فى كرداسة.. أن يعلن انتهاء عمل «تحالف دعم الشرعية» للرئيس المعزول فوراً!
المطابخ الغربية والأمريكية كانت تعد لنا وجبة مسمومة.. فضحها «السيسى» وتصدى لها.. دافع بوطنية عن بلاده.. أقل شىء أن نساعده.. أن نكون معه فى الحرب على الإرهاب.. سواء القادم من الخارج، أو من الداخل.. هل يفعلها عبود الزمر، ويقف إلى جوار «شرعية الشعب» فعلاً؟!