هناك حجة قانونية حاسمة كفيلة بإسكات أوباما وآشتون وغيرهما، وهى إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية. ويجب أن يصدر هذا الإعلان من جانب الدولة بطريقة صريحة واضحة. وقد اقتربت الدولة من هذا الإعلان بعبارات مختلفة، ولكنها لم تصل حتى الآن إلى تسمية الأشياء بأسمائها، وإصدار هذا الإعلان بطريقة رسمية واضحة.
ومن العبارات القريبة من هذا الإعلان، ولكنها لا تصل إلى التعبير الكامل الصريح، قول رئاسة الجمهورية، إن مصر تتعرض لأعمال إرهابية، وقول رئيس الوزراء إن مصر ستواجه الأعمال الإرهابية لتنظيم الإخوان، وقول رئيس الوزراء أيضا أنه لا مصالحة مع من رفع السلاح على الدولة، وقوله كذلك أن وزير التضامن يبحث مسألة حل الجماعة طبقا للقانون. ومن العبارات القريبة من الإعلان الصريح، الطلب الذى تقدم به الفريق أول عبد الفتاح السيسى إلى الشعب، بإعطائه تفويضاً لمحاربة الإرهاب، ولكنه لم يطلب تفويضاً بمحاربة الإخوان. ولم يقل إن الإخوان والإرهاب شىء واحد.
أما إذا رجعنا إلى أقوال الكتاب والمفكرين، وجدنا العبارات واضحة لا لبس فيها. فالقيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى يقول بكل وضوح، إن الجماعة منظمة إرهابية، وعصابة إجرامية.
وما يقوله الخرباوى، تقوله كل الملايين التى خرجت فى ثورة 30 يونيو تنادى بسقوط حكم الإخوان، وقالته كذلك الملايين التى خرجت فى 26 يوليو لتفويض الجيش فى محاربة الإرهاب.
ولكن يظل الفارق هائلا بين أن أقول أنا أو أنت أو ملايين المواطنين، أن الجماعة منظمة إرهابية، وبين أن تعلن الدولة ذلك رسميا فى عبارات صريحة قاطعة.
ورغم وضوح الفكرة أمام الملايين، إلا أن بعض من شارك فى الحكم، لم يكن على مستوى المسؤولية، وكاد ينجح فى إفشال الثورة عن طريق استدعاء الوسطاء والمتطفلين للتفاوض مع الإرهابيين، مما أدى إلى تكوين فكرة سيئة جدا عن الأوضاع فى مصر. وأصبح الحديث شائعا عن وجود أطراف وعن ضرورة المصالحة بينها. والحقيقة هى أنه لا يوجد فى مصر غير طرف واحد هو الشعب، الذى يواجه الإرهاب الأسود.
وأنا فى غاية العجب من الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية الأخرى، التى لم تفهم أو تريد أن تفهم، أنه لا فرق على الإطلاق بين القاعدة وبين الإخوان. فقد خرجت هذه التنظيمات جميعا من إناء واحد ومن تحت عباءة واحدة. ولعل الفارق الوحيد بينها أن القاعدة تتميز بالصراحة والصدق فى إعلان عدائها للمدنية والحضارة، أما جماعة الإخوان فتتميز بالكذب والنفاق وإعلان اعتدالها على خلاف حقيقتها، التى ظهرت بوضوح وجلاء فى الجرائم التى ارتكبتها فى مصر فى الأيام الأخيرة.
* أستاذ بحقوق الإسكندرية