ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

المجاهيل فى مصر

-  
نشر: 25/8/2013 2:49 ص – تحديث 25/8/2013 8:31 ص

ضمن تقرير صحافى، استوقتنى هذه العبارة «أشار المصدر إلى أنه تم التعرف على هوية المجاهيل عدا 8 مجاهيل فقط لم يتم الاستدلال على هويتهم».

كان يتحدث عن 8 جثث غير معلومة الهوية من بين 91 قتيلا لمناصرى الرئيس المصرى المعزول مرسى فى اشتباكات «المنصة» مع الأمن فى 26 يوليو، تموز، العبارة وردت بطريقة عادية، وبعد أيام أصبح مثل هذا الأمر عاديا أكثر، عدد «المجاهيل» و«عدد الجثث» المعروف أصحابها، فى بلد لم يشهد تاريخها هذه الأحداث الدموية وبتلك الكثافة، وقد تفلت الأمور حتى إذا ما تراجعت كل الأطراف وقررت تحكيم العقل بات صعبا العودة، فالحروب الطائفية أو الأهلية فى بلدان عدة حولنا لم يكن لها موعد إعلان أو تدشين، بل بدأت بتكرار مثل هذه الحوادث ثم استمرت لسنوات.

عندما تبدأ مثل هذه الشرور لا تنتهى بقرار أو مؤتمر مصالحة.

كل الأطراف مسؤولة بصورة ما، بمن فيهم من يستسهل القتل، من رجال أمن، أو نظام يعطى إجازة دون ضوابط، أو سياسيين يلقون بأتباعهم نحو الموت بدعاوى الشرعية والشهادة والدفاع عن الإسلام، وفى معارك بعضها مفتعل. والإعلام الذى يغالط ويهلل ولا يعلى صوت العقل.

وعندما تسمع عبر إعلام الدولة ورجال الأعمال إشادة متكررة بطريقة فض اعتصامى رابعة والنهضة (التى لم تلتزم بالتدرج الزمنى وغيرها من المعايير المتعارف عليها) بينما ترى بعينك إطلاق النار على مصابين فى طريقهم لمستشفى ميدانى، وعندما تسمع تكذيب الإخوان لشهادات وصور ومقاطع تظهر بوضوح بعض أنصارهم يلجؤون للعنف، ويحملون السلاح فى عرض الطريق أو خلف سواتر، تدرك أن الطرفين يخاطبان جمهورا آخر، مخاصمين الضمير والحقيقة.

الحديث عن سوء أداء الشرطة أو تقصُّدها (أحيانا) للعنف مطول، ويقوم به الإخوان بالفعل، لكن وفى وقت الأزمة قد ينبغى أن نشير لما تتحمله قيادات جماعة الإخوان وتيارات اليمين الدينى نفسها، والتى أصبح عدد القتلى لديها هوسا (متحدث الإخوان للإعلام الأجنبى يدعى أن هناك أكثر من 4 آلاف قتلوا).

تفننت قيادة اعتصام رابعة فى استثمار حوادث العنف وسقوط ضحايا، فبعد خروج نعوش ضحايا أحداث المنصة، وتشييعهم، أقيمت بعدها صلاة الغائب عليهم، ثم أعلن عن عزاء وسرادق بالطريق، ولثلاثة أيام، وأين؟ فى شارع رئيسى بمدينة نصر الغاضب كثير من سكانها من الاعتصام متضررين منه. هل سأل أحد عن أسر المتوفين؟ هل قدمت مساعدات لهم؟

وبعد إجازة عيد الفطر وتوقف المفاوضات خرج الإخوان وأنصار مرسى فى عدة تظاهرات انتهت باشتباكات مع الشرطة والأهالى ثم وكيفما اتفق: بكاء وعويل. وعقب فض اعتصامى النهضة ورابعة، أعلن الإخوان عن مظاهرات جديدة عصر الخميس، قبل حتى أن يدفنوا ضحاياهم أو يتعرفوا على أسماء «المجاهيل» منهم.

وعندما كان يرغب الإخوان فى التحفيز لمخططاتهم لإدارة الاعتصام، بتوسعته أو تحصينه خارجيا، تسمع نداءهم أو بالأحرى صراخ أحد قادتهم «من يبايعنى على الشهادة»، أو «نحتاج لخمسين شهيدا الآن»، وعندما يتحدث أنصار مرسى عن الشرعية فإن بعضهم يفهمها كشرعية الحاكم بتأويلها الدينى. يتماهون مع أحداث بعينها فى التاريخ الإسلامى، حتى إذا حدثت أحدهم عن تقديس الحق فى الحياة وأشرت للآية «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» اعتبروك قليل الإيمان!

ما كل هذا الإصرار على عدم تجنيب أنصار قضية ما الصدام والموت؟ وما هذا التساهل والترحيب بوجود مسلحين وسط آلاف المتظاهرين السلميين؟ هل صعوبة النجاح فى انتخابات قريبة هى سبب التمسك بهذا الخيار فى التصادم لسقوط ضحايا، ومن ثم اكتساب تعاطف؟ ربما.

ما يحد للإخوان وأنصارهم الآن، الخبرة معقدة وستحكم وتتحكم فى الكثير فى الفترة القادمة بمصر. وهذا المسلك المستهين بالحياة لن يخدم أحدا يريد حقا الاستمرار والتواصل مع الشركاء فى نفس الوطن وبناء ما هدم منه، وهو ليس بالقليل.

هذا ليس لوما على من راحوا ضحايا كما سيحلو للبعض تصدير هذا الرد، ولكن الانسياق والتعبئة النفسية الكبيرة تجاه «الموت» من أجل ضياع الرئاسة من حاكم أقل ما يوصف به أنه «فاشل»، وتصوير أنفسهم بالضحايا طوال الوقت، دون أى مراجعة أو نقد للذات هو فشل عملى وسياسى، سيبقى فشلا حتى لو سقط منهم المئات.

وطالما قوات الأمن (التى لم يهتم مرسى أبدا بتطهيرها من المتورطين فى التعذيب أو تحسين أدائها المهنى بما يقلل الضحايا الأبرياء المحتملين لأى تدخل) لم تغير حتى الآن مسلكها ولم تحسن أداءها فى التعامل مع العنف باستهداف من يقوم به وليس إطلاق الرصاص فى كل صوب، سيكون على بقية الأطراف ضبط النفس وعدم فتح مجال لقائمة أموات جديدة. الوطن يحتاج لأحياء إذا كنتم تريدون لأنصاركم ولهذا البلد خيرا، هذا الذى زعمتم أنكم تحملونه لمصر.

التعليقات