يتداول نشطاء الفيس بوك هذه الأيام تقريرا كتبه سياسى أردنى اسمه «مضر زهران»، يصف نفسه بأنه كبير مستشارى مؤسسة «جيت ستون» الأمريكية، يكشف فيه عما دار فى مؤتمر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، الذى عُقد مؤخرا فى تركيا لمناقشة خطة إنقاذ الإخوان فى مصر. وحسبما جاء فى التقرير، فقد ناقش المؤتمر تشكيل حكومة موازية مصرية فى الخارج لا تعطى الانطباع بأنها إسلامية بل قومية. ولذلك اقترح أن يترأسها الدكتور «محمد البرادعى» بمشاركة بعض رموز التيار الليبرالى فى مصر وشباب ثورة 25 يناير، مثل حركة 6 إبريل. ورغم أن ثلاث دول عربية- كما قيل فى المؤتمرـ على استعداد للاعتراف بهذه الحكومة فور إعلانها، إلا أن الدول الغربية طلبت أن يتم الإعلان عن هذه الحكومة داخل مصر حتى لا ينظر الشعب إليها، إذا أُعلنت فى الخارج، على أنها جزء من مؤامرة غربية.
وقد طلب التنظيم الدولى من الجماعة مواصلة أعمال العنف التى تقوم بتنفيذها داخل مصر، بما ينهك أجهزة الأمن ويمنع تنفيذ خارطة الطريق التى أعلن عنها الفريق السيسى حتى يسهل تدويل الأزمة.
لكن الأخطر تضمن الخطة أو المؤامرة ظهور ما سموه «الجيش المصرى الحر»، وأن يسعى الإخوان إلى عزل أربع محافظات فى الصعيد: بنى سويف والفيوم والمنيا وأسيوط، والعمل على فرض السيادة الإخوانية عليها، وجعلها قاعدة لانطلاق العمليات العسكرية، تمهيداً لإعلان انفصالها عن الدولة المصرية!
ومن حيث شخص صاحب التقرير، وهو «مضر زهران»، فمن يعرفونه يؤكدون أنه صاحب اتصالات مشكوك فيها مع عدة دول مريبة، من بينها إسرائيل، وأنه من المعروفين بالترويج بشدة لفكرة الوطن البديل للفلسطينيين فى الأردن. أما من حيث المضمون فإن ما ورد من تفاصيل قد تبدو مبالغة أو خيالية، إلا أنها ليست بعيدة عن تفكير الجماعة التى لا يهمها ما يقع من ضحايا وخراب فى سبيل الوصول إلى الحكم. وقد يكون السؤال: لماذا تم تسريب هذا المضمون عن طريق من لا يُطمأن إلى نواياه؟ هل هو خدمة يقدمها صاحبها لوجه الله والوطن، أو بهدف الترويع، أو زيادة فى تشويه صورة البرادعى، أو بالون اختبار لما تضمنه، أو غير ذلك لتحريض الجماعة على ما يمكن أن يقوموا به، أو لأى سبب آخر؟ أياً كان السبب فهو يلقى ضوءاً أمام الذين يرصدون احتمالات المستقبل وتقديراته، على ما يمكن أن تصل إليه أفكار الطرف الآخر، وحتى إن كان مبالغا فيه إلا أنه يفيد ولا يضر!