العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور لم يتشرف يومًا بمقابلة القيادي «الإخواني» -والمتهم الحالي- الدكتور/ حسن البرنس، ويسأل الله -عز وجل- ألا يأتي هذا اليوم على الإطلاق. في رأيي - وربما الكثيرون غيري- أن الدكتور البرنس، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم «الأشعة» بأحد مستشفيات الإسكندرية سابقا قبل أن يصبح نائبا لمحافظ الثغر له من منصبه نصيب كبير. فإما أن يكون - فخامته - قد تأثر من عمليات «الأشعة» بحكم عمله لسنوات طويلة في مهنته الجليلة، أو يرى أننا - كشعب - نتعاطى نوعا «فاخرا» من المخدرات، يذهب العقل والذاكرة معا.
الدكتور البرنس -صاحب الابتسامة العريضة غير المبررة- كان يمثل نموذجا للمسؤول الحزبي في دول العالم الثالث. فطوال فترة حكم جماعته وأهله وعشيرته، لم يترك قضية مثارة -أو غير مثارة- إلا ويتحدث فيها، ويدلو بدلوه. فتارة تجده يتحدث في التاريخ، وأخرى في السياسة، وثالثة في العلوم ورابعة في الجغرافيا.. ولا تخلو تلك الأحاديث من الفتاوى الممزوجة بالأكاذيب، التي اكتسبها بالطبع من جماعته، على اعتبار أننا في «غيبوبة» كبرى! واللجان «الإلكترونية» الإخوانية بدورها جاهزة ومستعدة للرد، مستخدمة كل أدوات النفاق الرخيص من «الطبل والزمر»، وإلصاق التهم بالغير لمجرد الاختلاف مع الفكر «البرنسي».. وفتاويه!
فتاوى «البرنس» لم تضع الجماعة وحدها في مأزق، بل امتد الحرج إلى «مرسي» نفسه، خاصة عندما «أفتى» البرنس أثناء أزمة الفيلم المسيء للرسول- صلى الله عليه وسلم- بضرورة مقاطعة محرك البحث «جوجل»، بعد أن رفضت الشركة المالكة له طلب البيت الأبيض حذف مقاطع الفيلم!.. كان الطلب غريبا ومريبا، ويمثل دعوة للانغلاق أمام عالم مفتوح، مما دعا مستشار الرئيس -آنذاك- أيمن الصياد إلى رفض دعوات مقاطعة «جوجل»، قائلا: «لا أظن أن هناك شخصًا يجيد القراءة أو يدرك أننا في القرن الحادي والعشرين يمكنه أن ينادي بذلك».
مع الإعداد لحركة المحافظين «الإخوانية»، التي كانت أهم «مسمار» في نعش الجماعة، تم طرح اسم القيادي الإخواني، حسن البرنس، كواحد من أبرز المرشحين لمنصب محافظ الإسكندرية، إلا أن «مجرد» الطرح قوبل بعاصفة رفض قوية قادها نشطاء سياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع الجماعة لإعادة التفكير في هذا الطرح!.. وأمام الضغط الشعبي تراجع الإخوان عن دفع «البرنس» نحو المنصب.
ويبدو أن المؤمنين بـ«الفكر البرنسي» هم أصحاب سطوة ونفوذ داخل شورى الجماعة، فقد قرروا الدفع به مرة أخرى إلى مقعد «نائب المحافظ»، كنوع من «الاغتصاب الجماعي» لإرادة الجماهير، وهو ما رفضته كل الحركات والائتلافات والقوى الثورية بالإسكندرية، مؤكدة أنه بداية لأخونة المحافظة، ولم يتوقف الأمر عند حد الرفض، بل تظاهر أعضاء هذه الحركات أمام مقر المجلس الشعبي المحلي للمحافظة بمنطقة كوم الدكة -مقر المحافظة المؤقت- لرفض القرار، ومنع دخول «البرنس» لمزاولة مهام منصبه الجديد..! ورغم كل هذا الرفض بقي «البرنس» في موقعه!
الطريف أن محرك البحث «جوجل» -الذي كان يريد «البرنس» مقاطعته- عندما تبحث فيه عن اسم «حسن» ..تظهر هذه الأسماء في ترتيب البدائل.. حسن «البنا».. حسن «الأسمر».. وأخيرا حسن «البرنس»..!