ايجى ميديا

الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

استعادة الدعم الدولى

-  
نشر: 24/8/2013 1:32 ص – تحديث 24/8/2013 8:13 ص

فى أعقاب الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011، كان ميدان التحرير قبلة للزائرين من كبار المسؤولين من كل دول العالم، والذين جاؤوا لتهنئة المصريين بنجاح ثورة 25 يناير. كانوا يأتون للسير على الأقدام فى الميدان وعلى وجههم علامات السعادة والانبهار، يستنشقون عبق الحرية بعد نجاح تلك الثورة السلمية الرائعة، ويعبرون عن إعجابهم بالمصريين لصمودهم وتوحدهم على مدى ثمانية عشر يوما فى التحرير للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

أين نحن من تلك الأجواء الآن؟ لماذا ينظر العالم إلى بلدنا بقلق وخوف، بدلا من التشجيع والتضامن الذى اعتدناه من دول كثيرة كنا نتمتع معها بعلاقات طيبة، وذلك بعيدا عن نظريات المؤامرة؟ لماذا لم تقدر غالبية دول العالم، وليس أمريكا والغرب الشرير فقط، أنه فى 30 يونيو، تمكن غالبية المصريين من فرض إرادتهم للمرة الثانية على التوالى فى نحو عامين ونصف العام، وتخلصوا من حاكم ديكتاتور تجاهل مطالبهم وسعى فقط لتحقيق مصالح الجماعة السياسية، أو العشيرة كما وصفها، التى ينتمى إليها؟

كان المخلوع مبارك ديكتاتورا تحولت مصر فى عهده إلى عزبة تطفو على الفساد الذى يديره هو وأفراد أسرته وأصدقاؤهم المقربون، ويجرى تزوير الانتخابات لصالحه كممارسة روتينية مسلم بها من كل الأطراف. وقبل الجميع، شاؤوا أم أبوا، أن الدولة الأمنية يدها غليظة تطال الجميع ولا حدود لبطشها. ولكن المصريين لم يثوروا فقط للخلاص من شخصه، رغم بقائه الذى طال ثلاثين عاما كاملة، بل لأنهم كانوا يتطلعون إلى نظام حكم مختلف، يساير النظم الديمقراطية الحديثة فى احترام حقوق المواطنين، ويضمن لهم العيش الكريم فى بلد يعيش فيه 40٪ من المواطنين تحت خط الفقر، ولا يطلب من مواطنيه التعامل مع الحكام على أنهم آلهة، بل أصحاب وظائف عامة تستوجب المحاسبة.

ولكن سرعان ما إن تولى الرئيس السابق محمد مرسى منصبه فى أعقاب أول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية فى تاريخنا الحديث، حتى تصرفت جماعته بغرور وصلف شديدين وبعقلية التمكين والسيطرة، من منطلق أنه قد تم حرمانهم من جميع المناصب والمنافع على مدى ثمانين عاما، والآن جئت لأنتقم. وما زاد الأمر سوءا وتدهورا، عدم امتلاكهم للخبرات والكفاءات التى تسمح لهم بالسيطرة على مؤسسات الدولة العتيدة. وانتهى الأمر عمليا بدفع مصر دفعا، وللمرة الأولى فى تاريخها الحديث، نحو حافة الحرب الأهلية، والذى أصر الإخوان على أن يضفوا عليها الصبغة الدينية، انطلاقا فى إطار سعيهم المرفوض من كثيرين لاحتكار الحديث باسم الدين.

ورغم قوة هذه الحجج، والشواهد العديدة التى أكدت أن تنظيم الإخوان لم يكن من الممكن له أن يستمر فى حكم مصر، فإن الفارق الأساسى الذى يجب أن ينتبه كل من يشكون الآن من الموقف العدائى للغرب تجاه ما قمنا به فى 30 يونيو، أن المصريين فى أثناء ثورة 25 يناير كانوا موحدين تقريبا على هدف التخلص من مبارك. وعندما رحل الرجل، أو تم إجباره على الرحيل، كان عدد أنصاره الذين خرجوا للتعبير عن غضبهم من هذا التطور لا يتجاوز المئات، وكانوا مصدرا للسخرية والاستهزاء فى البداية. ومن شرفة منزلنا المطل على محكمة عابدين، شاهدت المئات من المصريين الشرفاء بصدق يطاردون أنصار جماعة «آسفين يا ريس» فى الشوارع حتى أجبروهم على التفرق.

ليس هذا هو الوضع القائم بالنسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولا يمكن لأحد، داخليا أو عالميا، أن ينكر أن أنصار ما يعرف بأحزاب الإسلام السياسى يتمتعون بقاعدة شعبية واسعة يجب وضعها فى عين الاعتبار. وقد يتفهم العالم أن يتم الإطاحة برئيس فاشل كما هو الحال بالنسبة إلى مرسى، ولكنه سيشعر بالقلق بالتأكيد لو تطورت عملية الإطاحة بذلك الرئيس إلى توجه نحو المزيد من انعدام الأمن وحالة واسعة من الاضطراب الداخلى، وقمع للحريات والاعتقالات العشوائية.

نعرف منذ البداية أن الإخوان، وعلى مدى أيام الاعتصام الطويلة، كانوا يدفعون دفعا نحو الاشتباك مع قوات الأمن، أملا فى تدعيم حجتهم بأنهم يواجهون نظاما عسكريا قمعيا لا يهتم بأرواح المصريين، وأن يكسبوا تعاطف العالم ودعمه على هذا الأساس. نعم، المصريون الذين خرجوا فى 30 يونيو كانوا أصحاب قضية عادلة، ولكن من الصعب إقناع من هم خارج مصر، وغير المطلعين بالضرورة على جميع التفاصيل، كيف أن صور مئات الجثث من القتلى التى تجمعت فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة هى أمر مقبول وطبيعى يمثل «أقل الخسائر الممكنة».

نعم سيقتنع العالم بأن ما حدث فى رفح من قتل بارد لخمسة وعشرين من جنودنا الشهداء جريمة إرهابية بكل المقاييس، ولكن لن تكفى هذه الحجة لمطالبة منظمات حقوق الإنسان العالمية بتجاهل حادثة القتل البشعة التى تعرض لها 36 من المواطنين المصريين فى عربة الترحيلات أمام سجن أبو زعبل مختنقين بالغاز المسيل للدموع. لو لم نفكر بهذه الطريقة، ونقر بهذه الحقائق، فإننا نخدع أنفسنا، ولن تتمكن الحملات الكثيرة ذوات النوايا الحسنة القائمة الآن لإقناع العالم الخارجى بعدالة قضيتنا فى التخلص من مرسى من تحقيق أهدافها.

الطريق البديل الوحيد المتاح، والذى يرفضه كثيرون ويعتبرونه خيانة، لكى يعود الدعم والتعاطف الدولى كما كان مع مصر فى أعقاب نجاح ثورة يناير، هو إبداء حسن النوايا، وتحديدا ناحية قطاع واسع من الإسلاميين لا يؤمن ولا يوافق على استخدام العنف فى مواجهة الدولة المركزية. لا بد من تسويات سياسية من أجل حماية تماسكنا الداخلى نحن أولا كمصريين قبل أى شىء، والذى سيأتى بعده الدعم الدولى.

التعليقات