لا يمكن أن يتم التحوّل الديمقراطى فى هذا الوطن فى ظل وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية التى تدّعى أنها موجودة على الساحة.
.. فهى أحزاب إرهابية كشف الشعب إرهابها وتجارتها بالدين.
.. وأحزاب أخرى فاشلة سياسيًّا.. ولم تكن إلا ديكورًا سواء فى نظام مبارك الاستبدادى أو فى نظام الإخوان الفاشستى.
.. ولم تستطع تلك الأحزاب أن تفعل شيئًا فى الساحة السياسية وأن يكون لها دور فى التحول الديمقراطى.
.. وفشلت الأحزاب فى الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير.. بل وصل أن يكون لها دور فى إجهاض الثورة وأهدافها.
.. وحتى فى ظل حكم الإخوان مارست تلك الأحزاب دورًا مشبوهًا فى وصول الإخوان إلى الحكم.. كما أدّت دورًا أكثر شبهة فى مد أجل الحياة فى مؤسسات الإخوان كمجلس الشورى الباطل واللجنة التأسيسية الباطلة لوضع الدستور باعتبار أنه كان لها أعضاء فيها.. ولم يستجيبوا إلى أى طلبات شعبية بالانسحاب من تلك المؤسسات الباطلة وكشف وفضح بطلان الإخوان وتزويرهم وفسادهم السياسى.. كما فعلوا هم والإخوان مع نظام مبارك عندما أصروا على المشاركة فى انتخابات 2010 المزورة والباطلة ليكونوا غطاء للنظام الفاسد.
.. فقد تعوّدوا على الفساد السياسى.
.. ولم يستطيعوا أن يغسلوا عارهم.
.. ويتخيل قيادات الأحزاب الفاشلة أن احتفاظهم بوضعهم سيحمى بزنسهم «المشبوه».
.. فيمسكون بالمناصب ولا يتركونها لأجيال جديدة لديها خيال آخر.. وطموح آخر بمستقبل الوطن لا بمستقبل المصالح الشخصية التى احترمتها القيادات الحالية.
لقد تخلّص الشعب من الحكم الاستبدادى لنظام مبارك.. وتخلّص من الحكم الاستبدادى الدينى لنظام الإخوان ومكتب الإرشاد.. وبينهما منع طموح جنرالات معاشات المجلس العسكرى من البقاء فى السلطة.. لكن لم تستطع جماهير تلك الأحزاب التخلص من تلك القيادات التى تعمل مع كل الأنظمة.. فما زالت -أى تلك القيادات- تمتلك أدوات السيطرة والنفوذ والمال من أجل التحايل على البقاء ضد مطالب الرأى العام فى أحزابها.
.. فهؤلاء ماعندهمش دم.
.. فما زالوا متمسكين بمقاعدهم رغم التخلص من نظامى حاكمين فاسدين.. ولم يكن لتلك القيادات أى دور فى ذلك، حتى يظلوا على مقاعدهم.
.. فكان أولى بهم -وهم منهزمون- أن يتركوا مقاعدهم لأجيال جديدة ويقدمون نموذجًا للمجتمع فى ثورته الجديدة.
إلا أنهم لا يرون ذلك.. فهم يحافظون على مصالحهم الشخصية.
.. بل إنهم يريدون الآن العودة من جديد وبقوة على المسرح السياسى.. ويطالبون بمطالب فاسدة من أجل بقائهم.. بل من أجل نفوذ جديد.
.. فهناك مَن يتخيل أنه أصبح فى وضع أفضل بعد التخلص من حكم الإخوان.. وأنه يمكن أن يكون صاحب السلطة القادمة.. ويتناسى فشله ودوره فى المشاركة فى الفساد السياسى.
.. وتجدهم الآن يتمسّكون بانتخابات القوائم الحزبية.. لأنهم يتخيّلون أنهم الرابحون.
.. فهل هناك أحزاب.. من أجل أن تكون هناك انتخابات بالقوائم؟!
.. بالله عليكم، حد فيكم شاف حزب، خصوصًا من تلك الأحزاب القديمة، فعل أى دور خلال تلك الفترة؟!
.. وحتى جبهة الإنقاذ «الملصّمة» كانت مواقفها دائمًا خلف الشارع.. ولم تكن تفعل شيئًا.
.. لكن انتخابات القوائم ستجعل للقيادات الفاسدة لتلك الأحزاب دورًا.. وتسعى إلى الحفاظ على المصالح الشخصية.
.. إنه فساد سياسى جديد.
.. لقد جرّب الشعب انتخابات القوائم مع الحزب الوطنى الفاسد.. ومرة مع الإخوان الفاشييين.. فكانت النتيجة فشلًا سياسيًّا واستحواذًا لأكثر الأحزاب فشلًا.
.. فاتركوا الشعب يختار ممثليه بشكل حر وليصنع أجيالًا جديدة لا تحترمها تلك الأحزاب.
.. فالانتخابات الفردية ومن خلال الدوائر الصغيرة هى الحل فى إنتاج أجيال جديدة بعيدًا عن الأحزاب الفاشلة.. وقياداتها الفاسدة.