لو أنت جربت أن تتمشى على الشاطئ الغربى للنيل، ابتداءً من الزمالك، مروراً بمنطقة دار الأوبرا، وانتهاءً بالمنطقة المواجهة لفندق «فورسيزونز» جاردن سيتى، فسوف ترى بعينيك أن هذا الفندق الأخير، مع فندق جراند حياة، مع فندق شبرد، مع سميراميس، مع الجزيرة شيراتون، مع هيلتون رمسيس، مع كونراد، مع فيرمونت... مع... مع... كلها مطفأة الأنوار، وتنعى زبائنها، ونزلاءها الذين خرجوا فى زمن الإخوان ولم يعودوا!
فإذا انتقلت أنت إلى الشاطئ الآخر للنهر الخالد فسوف يتبين لك أن ما تعانيه كل هذه الفنادق الفخمة يعانيه بالدرجة نفسها فندق ماريوت، رغم أنه تحفة فى حد ذاته، ورغم أن أى سائح لا يمكن أن ينساه إذا جرب الإقامة فيه ولو لساعة واحدة، ولابد أن يعود إليه ثانياً، وثالثاً وعاشراً.
بنظرة عابرة منك فى الليل تستطيع من بعيد أن تُحصى عدد الغرف المضاءة، وتستطيع بالتالى أن تتعرف على حجم الإشغال فى كل فندق، وسوف يتبين لك أن هذا الحجم لا يكاد يتجاوز 30 أو 40 غرفة، فى كل فندق من هذا النوع!
عندئذ، سوف تكتشف حجم الجريمة التى ارتكبها الإخوان، ولايزالون يرتكبونها، فى حق كل مصرى يعمل فى هذه الفنادق، وفى حق السياحة بشكل عام، وفى حق مصر الوطن بشكل أعم!
وقد تمنيت لو أن كل فندق منها قد رفع لافتة أعلى مبناه، ثم أضاءها، وكتب فيها: هذا ما جناه علينا الإخوان.
والغريب أن هذا الوضع ليس جديداً، فقد كان موجوداً بنفس هيئته وبشاعته طوال عام الاحتلال، الذى كان فيه مرسى فى الحكم، فوقتها كان رجل أعمال إخوانى، يوحى وجهه بكل ما هو منفر، قد سلط عدداً من بلطجيته ليعتدوا على سميراميس تحديداً، بهدف إغلاقه فى النهاية، فإذا تم ذلك، كما كان صاحب ذلك الوجه المظلم يخطط، تحول الفندق إلى خرابة ليتقدم هو ويشتريه بأموال التنظيم الدولى، ويضمه إلى أمواله وأملاكه!
كانت هذه الفنادق كلها وغيرها موجودة طوال ذلك العام الأسود، وكانت كلها مجرد خرابات ممتدة، ولم يفكر الإخوان وقتها فى تشغيلها ولا فى دفع الاعتداءات عنها، وإنما كانوا، إمعاناً فى إذلال المصريين، يضعون رجلاً على رأس محافظة الأقصر كان يكفى وجوده فى هذا المنصب لتدمير ثروة المحافظة السياحية تدميراً كاملاً!
هكذا كانت السلطة تعنى بالنسبة للإخوان، ولاتزال، ليعلم كل مصرى وطنى محب لبلده أن بلده قد عاد إليه بمعجزة سماوية فى 3 يوليو، وأن عليه أن يحافظ عليه بكل ما يملك ضد هؤلاء المدمرين.