ايجى ميديا

الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

توفيق صالح!!

-  
نشر: 20/8/2013 3:51 م – تحديث 20/8/2013 3:51 م

مثالى فى عالم متوحش، موهوب فى زمن يصعد فيه الأدعياء إلى القمة، عزوف ومترفع فى وسط يكرم فيه الفنان بمقدار رصيده من الشهرة والأضواء.

لم أعرف توفيق صالح عندما كان يقف خلف الكاميرا مخرجا منذ منتصف الخمسينيات، ولكنى اقتربت منه بمجرد عودته إلى مصر فى مطلع الثمانينيات، كانت تملؤه الرغبة للإبداع، دائما لديه مشروعات وأفكار متجددة، أتذكر من بينها القصة القصيرة لنجيب محفوظ «يوم قتل الزعيم»، وتبدل على كتابة المعالجة الدرامية أكثر من كاتب كبير موهوب مثل صبرى موسى وبشير الديك، ولكن كان توفيق صالح يبحث عن شىء آخر مختلف لم يجده عند كاتبى السيناريو، وماتت تلك الفكرة ولاحقتها أفكار أخرى.

توفيق صالح الإسكندرانى، مواليد 1927، خريج فيكتوريا كوليتج مع رفيق الرحلة يوسف شاهين الذى سبقه فى الميلاد بعام وفى دنيا الإخراج السينمائى بأربعة أعوام، كانت بداياته مع «درب المهابيل» منتصف الخمسينيات تبشر بالكثير مع زعيم الحرافيش نجيب محفوظ، فهو صاحب موقف فكرى وسياسى وليس مجرد مخرج مبدع، وبعدها استمرت المسيرة مع «يوميات نائب فى الأرياف» و«المتمردون» و«صراع الأبطال» و«السيد البلطى» كان لديه طموح خاص فى طريقة السرد السينمائى، ولهذا التقى مثلا صلاح حافظ الصحفى الكبير فى سيناريو «المتمردون» للبحث عن هذا المذاق، وبعد أن ينهى صلاح حافظ السيناريو لا يكتفى توفيق بهذا القدر، بل يبدأ فى إضافة تفاصيل دقيقة تعبر عن رؤيته الإبداعية الخالصة.

كنت أقول له مشكلتك يا أستاذ توفيق أنك لا تريد أن تتنازل لتتواءم مع السوق السينمائية، يقول معقبا إنه مرن ويدرك مقومات السوق، ولكنه لا يستطيع أن يقدم سوى فقط ما يقتنع به. قبل أن يشد الرحال إلى سوريا، كان من المفترض أن يخرج ثلاثية نجيب محفوظ وبترحيب من نجيب محفوظ لمؤسسة السينما التى تملكها الدولة، وكان يرأسها فى ذلك الوقت المخرج صلاح أبو سيف، وبدأ توفيق مع فريق عمل من شباب معهد السينما فى كتابة السيناريو، وحدث خلاف حاد فكرى ومادى بين أبو سيف وصالح، ولم يستطع نجيب محفوظ أن يجد له حلا رغم صداقته للطرفين وتمسك توفيق بموقفه، وقرر أبو سيف نكاية فى توفيق إسناد الثلاثية إلى حسن الإمام، انتظر توفيق أن ينضم نجيب محفوظ إلى جانبه، ولكنه وقف على الحياد، وحدثت جفوة بين زعيم الحرافيش نجيب وأصغر الحرافيش سنا توفيق طالت بضع سنوات، كانت الدولة فى ذلك الوقت هى المهيمنة على الإنتاج السينمائى، ووجد نفسه فى خصومة مع آليات العمل فى مصر، وهكذا امتدت فترة إقامته فى دمشق.. ويبقى فيلمه الأثير «المخدوعون» الحاصل عام 72 على التانيت الذهبى فى قرطاج كانت مؤسسة السينما السورية سياسيا تخشى عرضه، ولكن النسخة وصلت خلسة إلى تونس ليقتنص الجائزة، وشد الرحال بعدها إلى بغداد وتلقى استدعاء من صدام حسين ليقدم الفيلم الذى يروى بطولة صدام «الأيام الطويلة»، كانت لديه قناعة أنه يتناول الإنسان وليس الأسطورة، ولكن السلطات العراقية أرادته أسطورة وحكى لى أنه فى مشهد يتلقى صدام رصاصة فى أثناء هروبه وبينما تجرى له جراحة لنزع الرصاصة دون بنج قدم توفيق صالح لقطة لصدام وهو يصرخ ألما، فما كان من صدام سوى أن شكل لجنة وأحضر الطبيب الذى أقسم أن صدام لم يتألم وتم حذف اللقطة.

عاد إلى القاهرة بعد رحيل أنور السادات ولديه آمال عريضة تبددت تباعا، اقتربت كثيرا من الأستاذ توفيق صالح على مدى تجاوز 10 سنوات كنا فى لجنة المهرجانات التى تختار الأفضل للترشيح، كان توفيق كعادته مثاليا فى بحثه عن الفيلم اللائق بتمثيل مصر، وكنت أنا وعدد من الأعضاء مثل الناقدين الكبيرين على أبو شادى وماجدة موريس والراحل عبد الحى أديب ومديرى التصوير محمود عبد السميع وعلى الغزولى، نحاول أن ندفع ببعض الأفلام التى نلمح فيها إمكانية أن تمثلنا وكثيرا ما اختلفنا مع الأستاذ توفيق وتنتهى الجلسة بعد الشد والجذب أن أوصله بسيارتى إلى بيته بالقرب من ميدان الجيزة وأقتنص منه فى هذه الرحلة الكثير من حكايات الزمن القديم.

من أحب تلاميذه إلى قلبه والأقرب إليه فنيا وإنسانيا داود عبد السيد وعلى بدرخان، ومن الجيل التالى أحب سينما شريف عرفة، ومن المخرجين الكبار عز الدين ذو الفقار، وكان يراه أصدق وأرق مخرج عرفته السينما المصرية، بينما أفضل مخرج على الإطلاق فى الإيقاع البصرى والحركى فهو يوسف شاهين، وإن كان لديه الكثير من التحفظات على الأفكار التى تحملها أفلامه. أريد أن أحكى الكثير عن توفيق صالح، ولكن رصيدى من الكلمات نفد ولم تنفد بعد مشاعرى.

التعليقات