البعض يثرثر من باب الجهل أو الغفلة فيقول إن الإخوان سيكررون فى مصر سيناريو سوريا، أو يتقوَّل آخرون بأن مصر تدخل سيناريو الجزائر.
وهذا كله جهل بمصر، فلم يتعلم هؤلاء أن مصر لا مثيل لها، وأنها فريدة لا شبيه لها، ولا يمكن مقارنتها بأى دولة، وحين جرى توريث الحكم فى سوريا كانت الجملة الأشهر أن مصر ليست سوريا.
وبالفعل لم تكن مصر سوريا، ونجحت مصر فى إجهاض التوريث.
وحين قيل إن مصر ليست تونس، وقد ثارت مصر فعلا مثل تونس لكن على طريقتها وطبّقت سيناريو خاصًّا بها تماما.
اليوم يفتى المفتون فى القصة الرديئة التى تزعم أن مصر على طريق السيناريو الجزائرى، حيث مواجهات مسلحة عدة سنوات بين الحكم والإسلاميين.
دعْنا أولا نقل إن الجزائر نجت من الحكم الظلامى، وإنها أكثر دولة عربية إفريقية صعودا فى الاقتصاد، وإن مشروعها التنموى ناجح، وإنها دولة عربية غنية الآن، وهى كذلك مستقرة، فالحصيلة لم تكن سوءا ولا انحدارا.
ثانيا، إن الجيش تدخل لإجهاض نجاح جبهة الإنقاذ الإسلامية فى الجزائر، بما يعنى وقتها أنه لم يسمح للإخوان بالحكم، بينما فى مصر حكم الإخوان سواء عبر البرلمان، ثم عبر الرئاسة، وأكملت ذراعهم الرئاسية عاما فى الحكم، وكانت تملك مقاليد البلاد كلها بين يديها، ففشلت فشلا مريعا وذريعا وانكشفت الجماعة وتعرَّت.
ثالثا، الجيش فى مصر عكس الجزائر، يومها لم يتحرك وحده ولا من تلقاء ذاته، بل كما جرى فى ٢٥ يناير انحاز إلى الشعب وإرادته، وفى ٣٠ يونيو انحاز إلى الشعب وإرادته التى عبر عنها فى ثورة رائعة وعرمرميَّة.
مرفوضةٌ ومنبوذةٌ ومكشوفةٌ وعاريةٌ أىُّ محاولات ميوعة وتخنّث من المتأسلمين أو سقْط المتاع السياسى أو من الغربان البيض من أتباع الغرب ومتجنسيه تريد أن تمنح الإرهاب مبررا، وأن تجد للإرهابيين سببا فى إجرامهم. لا سوريا ولا جزائر تنتظر مصر، بل مصر تصنع مستقبلها المتفرد دومًا وتقود ولا تَتْبع مثلا ولا تكرِّر سيناريو أحد.
ليس مهمًّا أن تعرف خطة الإخوان للأيام القادمة، فلا خطة لديهم أبعد من الاستمرار فى العنف وبث الفوضى ومحاولة دفع البلد إلى مشاهد دموية يروّجونها فى الخارج.
إنها خطة قذرة..
ومتى كانت خطط الإخوان نظيفة؟!
وليس مهمًّا أن تعرف خطة الأمريكان والغرب، فهى خطة شريرة ملتاعة من أن مصر شعبا وجيشا أفسدت على أجهزة المخابرات الدولية مشروعها لإعادة تقسيم الشرق الأوسط.
إنها خطة الاستعمار التى أمر بها أذنابه من الإخوان وباتت مكشوفة حتى لِباعة المناديل فى إشارات المرور.
المهم هو أن تعرف خطتنا نحن، نحن الشعب، خطة عنوانها واحد وهدفها واحد وقلوبنا فيها واحدة، سنحرر بلدنا من الإرهابيين.
خلاص، خلْصت.