ايجى ميديا

الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

خطة إحراق الدهاشنة

-  
نشر: 20/8/2013 2:47 م – تحديث 20/8/2013 2:47 م

لا أجد وصفا للجرائم التى ارتكبها الإخوان إلا بأنها إعلان حرب صريح على الدولة والشعب معا، وكأننا نستعيد مشهد عتريس البائس، الذى حكم بالخوف والقهر، فلما ثار عليه أهل البلد، أمر معاونه الأخرق بقتل وإحراق الدهاشنة كلها، الإخوان الذين فشلوا فى تحريض الشعب للوقوف معهم فى مظاهراتهم واعتصامهم وفى تحريض البث المباشر، قرروا أن ينتقموا من الجميع، فشل استغلال الدين، وفشل ادّعاء الدفاع عن الشرعية والديمقراطية، فخرجت كتائب البلطجة والقتل والحرق.

رأيى أن هذا السيناريو كان جاهزا منذ الأيام الأخيرة لمرسى، ولم يكن فض الاعتصام إلا ساعة الصفر المتفق عليها، ما زلت أتذكر عبارة محمد البلتاجى عن ثورة جديدة بعد العيد، ما حدث كرّر حرفيا ما حدث يوم 28 يناير من حرق أقسام الشرطة، وفتح السجون فى أوقات محددة، وبتنسيق متزامن، لم يسقط أبدًا خيار العنف لدى الإخوان، ولكن تم تقسيم الأدوار، بحيث تقوم الجماعات المتأسلمة المتطرفة بكل العمليات القذرة، على أن يتدخل الإخوان عند اللزوم، كان تهديد الإخوان للمجلس العسكرى بإحراق البلد جديًّا، وكان تهديدهم بإحراق مصر إذا لم يفز مرسى برهانا أكيدا على وجود هذا السيناريو.

ما زلت أرى أن سيناريو إحراق البلد كان سيتم إن آجلا أم عاجلا سواء تم فض الاعتصام أم لا، والهدف بوضوح هو نشر الفوضى، وإظهار عجز الدولة التى أسهموا فى تحطيمها خلال عام كامل، ثم الرهان من جديد على الخارج، فى ظل فشل الرهان على الشعب، شىء غريب للغاية أن تضع جماعة نفسها، مهما بلغ عددها، فى مواجهة الشعب والمؤسسات، الفوضى هى مطلب الإخوان، ولا أعرف بالضبط كيف يمكن حكم بلد بالعافية، ولا كيف يمكنهم استعادة حكم بلد فى حالة فوضى.

الإجرام وصل هذه المرة إلى حد إحراق الكنائس، المطلوب فتنة تحرق الأخضر واليابس، وعقاب الأقباط على هويتهم الدينية، لا على موقفهم السياسى فقط، أثبتت تلك الجرائم الطائفية، أنه كان من الجنون أن نترك الإخوان فى السلطة ثلاثة أعوام أخرى، هذه جماعة إرهابية غير مسؤولة، تعمل كمظلة لكل جماعات العنف السياسى، ولا تتورع على تدمير الوطن لكى تعيش الجماعة، شرطهم كان واضحا، وهو حذف 30 يونيو من نتيجة العام، وإلا فالاختيار واضح: «إحرق الدهاشنة يا إسماعيل يا عصفورى».

وإنك لتندهش فعلا من جماعة اختبأ قادتها المحرضون، وتركوا شبابها وإرهابييها يمارسون العنف الدموى، ويحرقون دور العبادة المسيحية، ويدافعون عن مساحة من الأرض وكأنهم يدافعون عن الكعبة والمسجد الأقصى، أى جريمة ارتكبوها فى تحويل صراع سياسى إلى جهاد زائف؟ أى مأساة شاهدناها كنتيجة مباشرة لعملية شحن وكراهية وحقد لو اتجهت شرقا لنجحوا فى تحرير فلسطين؟ أى جريمة فى حق الوطن ارتكبها مَن سمح بالسكوت على أحزاب التجارة بالدين والسياسة؟ وأى ثمن فادح ندفعه مقابل الانحراف بثورة يناير وتحويلها على أيدى الإخوان إلى ثورة إسلامية؟

وإنك لتذهل حقا من صدام الإخوان المتكرر بالدولة على مر العصور، حتى عندما صاروا على رأس الدولة، أعلنوا الحرب على كل المؤسسات فى وقت واحد، أعرف أن مشروعهم يقتضى إنشاء دولة موازية، ولا يتأتى ذلك إلا بهدم الدولة القائمة، ولكن حتى الهدم والتمكين يتطلب كياسة وسياسة، توغل طويل المدى وليس صداما علنيا، يقولون إن التاريخ لا يعيد نفسه إلا مع الأغبياء، ولعلها عبارة صنعت من أجل الإخوان.

يمتلك الإخوان القدرة على الحشد، ولكنهم لا يمتلكون القدرة على الفكر، وهم قادرون على التعامل مع تفاصيل التفاصيل، ولكنهم يفتقدون الرؤية العامة، يمكنهم الوقوف بالساعات للنظر تحت أقدامهم، ولكنهم لا يستطيعون أبدا النظر إلى المستقبل، لم تكن المشكلة فى محمد البرادعى، ومبادراته للمصالحة، كان يريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل شىء.

كانت المشكلة فى الإخوان الذين أفشلوا مبادرة البرادعى، وهو ما توقعته قبل فض الاعتصام بأيام، المعضلة أن الإخوان ليس لديهم برادعى مقابل يغلّب مصلحة بلده فوق مصلحة الأهل والعشيرة، ولذلك قرؤوا مبادرة البرادعى باعتبارها نوعا من الضعف، بل لقد سمعنا عصام العريان يطالب السيسى بإعداد بيان جديد بعودة مرسى إلى السلطة.

كارثة الجماعة أنها وحش بلا عقل، ولذلك يفشلون دوما فى تقدير المواقف، وبسبب ذلك تحولوا إلى صداع مزمن، فلا هم قادرون على حكم الوطن، ولا هم سيتركونه فى حاله، لا هم قادرون على تقديم الحلول، ولا هم يتوقفون عن جلب المشكلات والمتاعب، لا حققوا الاستقرار عندما وصلوا إلى السلطة، ولا صنعوا معروفا عندما ابتعدوا عنها. المأزق الإخوانى وما حدث من تنفيذ سيناريو عتريس المجنون يستدعى إعادة النظر فى أشياء كثيرة أولها تأسيس الأحزاب على أساس دينى تحت مسمى المرجعية، كتبت على صفحات «التحرير» مقالا قديما يمكنك أن تعود إليه تحت عنوان «مدنية بمرجعية»، حذرت فيه بشدة من هذه اللعبة الخطرة، وقد أثبت حكم المتأسلمين أن خطورتهم ليست فقط على الدولة أو على الديمقراطية، ولكنها تمتد إلى الأمن القومى، فى لحظة واحدة يمكن أن يكونوا سببا فى فتنة طائفية مدمرة، تنقل مصر إلى فئة العراق.

نحن فى مفترق طرق لا يقبل الحلول الوسط فى ما يتعلق بكيان الدولة المصرية، مسألة دمج التيار الإسلامى بأكمله أصبحت موضعا للتساؤل، الثقة فى الإخوان وجماعتهم أصبحت معدومة، الناس تنظر إليهم بوصفهم الطابور الخامس والطرف الثالث ومصدر الإرهاب المادى والمعنوى، ليس هذا سلوك من يريد الاحتكام إلى الانتخابات، ولكنه سلوك فتوة قرر تأديب الحارة لأنها انقلبت عليه.

المعركة الآن ضد الدهاشنة بأكملها، ولعلكم تتذكرون ما سبّبه عتريس لبلده من آلام ودمار، قبل أن يكتب بنفسه نهايته المعروفة.

التعليقات