مشهد لن يمر. إعدام جماعى لجنود من الأمن المركزى فى سيناء. عُزل. بدون سلاح. خارج أى مواجهة. فى الطريق إلى إجازة. لم يكونوا فى معسكرهم. الإرهاب بلا دين ولا قيم. يتحمل الإخوان مسؤولية أى دم فى مصر الآن. فى سيناء كما فى القاهرة. فى المنيا كما فى الإسكندرية. فى الأزبكية وكرداسة.
أطلق المسلحون صواريخ RPG على قسم كرداسة. نسفوا القسم. قتلوا الضباط. شوهوا جثثهم. تسجيل فيديو يظهر غيرهم وهو يهتف «الله أكبر» أثناء قتل ضابط شرطة بطلقة رصاص. المشاهد متشابهة. الاستهداف غير مختلف. يتساوى هذا مع مشهد إلقاء الصبية من فوق عمارة بالإسكندرية. قدر غير متخيل من انعدام الشرف. طعن فى الظهر. مشاهد فيديو أظهرت الإخوان يقتلون من معهم فى المظاهرات. قال ثروت الخرباوى إن الإخوان قتلوا شركاءهم أمام الحرس الجمهورى.
خاطفو الجنود السبعة هم أنفسهم قتلة الجنود الأربعة والعشرين. الاختلاف فى المشهد كان فى وجود مرسى. تفاوض مع من يعرف. أفرج عنهم. الآن لا يوجد مرسى. قتلوهم. لم يخطفوهم. التفاصيل مترابطة. الدماء واحدة. القتلة من فصيل واحد ولو اختلفت المسميات. قال الدكتور محمد البلتاجى فى البداية نستطيع أن نوقف العنف فى سيناء. لم يرضخ أحد لتهديده. واصلوا القتل. لا أعتقد أن مواصلة القتل سوف تتيح مكاناً جديداً لممثلى الإرهاب. قرأت تعليقات تقول: «لا هذا سوف يعيد مرسى للحكم.. ولن يذهب بكم إلى الجنة».
الإعدام الجماعى لجنود الأمن المركزى يلهب الحرب على الإرهاب. ينقلها لمرحلة أخرى. الثأر من الإخوان لم يعد هدف دولة. الثأر انتقل إلى الأهالى والعائلات. الجماعة أصبحت فى عداء سافر مع الشعب. لم يتركوا فرصة من أجل فتح الباب. كتبت عن ممر آمن من أجلهم. لا أظن هذا كلاماً سيكون له معنى. الولايات المتحدة لم تفكر فى نقاش مع خصومها إلا بعد ثمانى سنوات من جريمة سبتمبر. ظلت تواجه الإرهاب من 2001 إلى الآن. فى عام 2009 قال أوباما إنه يمكن النقاش. كانت واشنطن قد خاضت حربين على الأقل قبل ذلك.
بعض الأحيان يظن الإرهاب أنه يكسب. وقتاً يعتقد أنه يمكن أن يحقق نتيجة. يستمرئ. يمضى فى طريق الدماء أكثر. يكون شرهاً أزيد للقتل. تكون فرص العودة ممكنة. فى لحظة بعينها يسكره الغرور. يتوهم أن معه مساندين. يقتل المزيد. يخسر من يدافعون عن مبرراته كل شىء. مذبحة أمس تثبت أنه فقد كل الفرص. لا يمكن الحديث عن ممر آمن الآن. لا يمكن الحديث عن فرصة سياسية. أى عاقل يمكنه أن يقول ذلك الآن. كيف سيواجه عائلات الجنود الـ24؟