الخلية السرطانية خلية عادية، مثل كل خلايا الجسم، لكنها قررت لسبب ما، ربما وراثى أو مكتسب، أن تتحول من الحالة العادية إلى الحالة السرطانية التى تبدأ عندها الخلايا فى الهتاف «سرطانية سرطانية»، فى محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الخلايا.. وعلى الرغم من أن السرطان مرض غير مُعدٍ إلا أنه يتقن الانتشار، وما إن يتمكن من عضو ما فى الجسم حتى يبدأ فى الزحف إلى أعضاء أخرى.
الخلية السرطانية خلية عدائية تهاجم بدون وعى وبلا هدف واضح؛ فهى تسعى دوماً للسيطرة على جميع أجزاء الجسم بسرطنتها ليموت الإنسان! فالسرطان لا يسيطر للتحكم فهو لا يستطيع، بل يسيطر للتدمير وهذا ما يتقنه.. وبعض أنواع السرطان تصيب الحيوانات والنباتات، وما ذنب النباتات؟!
والخلايا السرطانية إما أن تكون نشطة (تعمل فى العلن)، وإما أن تكون نائمة (تعمل عند ضعف الجسم).. وعادة ما يكون سبب تكُون السرطان هو حدوث تغييرات فى الجينات، وهى المادة الوراثية التى تحمل تراث الجسم البشرى، وقد يكون السبب فى ذلك أحد العوامل المسرطنة التى تسبب المرض أو تساعده (ليست سرطانا لكنها تشجعه!).
ومن أخطر أنواع هذا المرض، سرطان الجلد الذى يشوه المنظر، أو سرطان المخ الذى يشوه التفكير، أو سرطان الدم الذى يسرى فى كل مكان طوال الوقت.. وعلى الرغم من خطورة السرطان إلا أن نسب الشفاء منه ليست قليلة، ولعل أغرب طرق علاجه هى العلاج الذاتى وفيه يتخلص الجسم من السرطان دون أى أدوية! وهو أمر ممكن الحدوث فى كل الأمراض بالمناسبة، لكن من الأفضل دائماً اللجوء للجراحة للتخلص من العضو المصاب، لأنه إذا تم إهمال الورم السرطانى فإنه قد يتحول من حميد (سلمى) إلى خبيث (عدوانى)، وقتها يكون من المحتم استئصاله، والأزمة تحدث حين يتمكن السرطان من عضو ما، فيتوجب التخلص من هذا العضو، وأى إهمال أو إرجاء سيجعل من أسلحة الدمار الشامل، «الكيماوى» أو «المشع»، حلاً وحيداً، وهى ليست أسلحة متخصصة، فهى لا تضرب السرطان فقط وتترك الخلايا العادية، ولكنها تدمر الكل وتقضى على الجميع..
وبعد إجراء جراحة استئصال أى ورم سرطانى، يتم عمل تحليل مهم للبحث عما يعرف بـ«حواف الورم»، وإذا جاءت النتيجة إيجابية يتم تجديد الجراحة، وفى كل الأحوال لابد من اتباع علاج مكمل للتأكد من إنهاء المرض، فضلاً عن فترة نقاهة.. الجراحة والاستئصال هما الحل وأى إهمال سيؤدى إلى الموت لأن الخلايا ستواصل الهتاف «سرطانية.. سرطانية».
