الله يرحمك يا عبد الناصر! فى ليلة واحدة لمّ الآلاف من قيادات الإخوان وأودعهم السجون، فكانت نهاية نشاط الجماعة إلى أن رحل عبد الناصر.. طب وهنروح بعيد ليه؟ أذكر أنه فى عهد وزير الداخلية حسن الألفى كان الإخوان يتصيدون ضباطا من الشرطة فيقتلونهم.. فماذا فعلت الداخلية؟ كان فى هدوء شديد يتم خطف وقتل قيادة إخوانية أمام كل ضابط فى الداخلية يتم قتله إلى أن تنبهت قيادات الإخوان لذلك الارتباط فى التوقيت بين اختفاء أحدهم ومقتل ضابط من الشرطة، ففهموا الاستراتيجية وتوقفوا عن القتل.. لعلمكم، الإخوان المسلمين بيخافوا من الموت بشدة، مثلهم مثل اليهود بالضبط، لذلك هم يجعلون البلطجية فى صدارة المشهد بينما هم وذووهم يختبئون تحت الأرض، نقوم إحنا النهارده نسمح بالخروج الآمن للقتلة والإرهابيين! طب كانوا يخرجوا من هنا ويتقفشوا على الناصية التانية من هنا، ويتم هذا من سكات ونخلص.. هكذا كنا نتوقع وهذا كان الأجدر أن يحدث! لكن لأن حكومتنا عاملة زى الجدة بطة، فقد تركتهم يخرجون فى طوابير وكأننا بنصوّر فيلم «الشيماء»! وكأنهم كانوا يتوقعون أن بديع هو أحمد مظهر فى دور «بجاد» وإنه هيجرى يقف على الدائرى ويرفع إيديه للسماء ويقول: «أشهد أننى مصرى.. مصر مصر يا حبيبتى يا مصر»! وما دامت الحكومة طيبة هكذا فلماذا لا تسمح بالخروج الآمن لكل من اغتصب طفلة ثم قتلها، وكل من قتل جواهرجى وسرق محله، وكل عاطل قتل جاره علشان بنت الجيران، وكل قاطع طريق ثبّت مواطنا آمنا وسرق سيارته؟ ثم ندخلهم الحياة السياسية بالمرة.. أليسوا مصريين أيضا؟ ولماذا تحبسون النساء الغارمات إذن؟ أطلقوا سراحهن دون شروط على الأقل أيديهن لم تتلطخ بالدماء ولّا الحكومة ماتتشطرش غير على الولايا والضعفاء؟!
إن رد الفعل الذى كنا نتوقعه جميعا باستثناء حكومة فاتن حمامة التى تحكمنا، هو أن كل الذين سيخرجون من الاعتصامات سيتجمعون فى مناطق أخرى ليشكلوا بؤرا جديدة للعنف والإرهاب. أنا لست أفهم كيف تم التغاضى عن كل تلك الجرائم التى كنا نسمع عنها ونشاهد ضحاياها على شاشات الفضائيات منذ بدء الاعتصامين، ثم نعطى من ارتكبها حق الخروج الآمن؟ طب أهم خرجوا يا فالحين، ماذا فعلوا غير محاولات الاعتصام فى مناطق أخرى وإشاعة العنف والحرائق فى أنحاء البلاد؟ وعندما نضع أسماء المناطق التى انتقل إليها الإرهاب والاعتصامات يجب أن نتوقف أمام مدير أمن الجيزة ونسأله، إنت إيه حكايتك بالضبط؟! كيف لم ترسل تعزيزات لأقسام الشرطة فى نفس وقت فض الاعتصامات؟ ولو هنقول إنك كنت نايم وماحدش قالك، طيب بعد أن قتلوا مأمور وأفراد قسم شرطة كرداسة، وبعد أن اقتحموا قسم الطالبية.
كيف لم ترسل تعزيزات لبقية المنشآت؟ وكيف تقف متفرجا أمام حرق مبنى ديوان المحافظة؟ الباشا خليّة نايمة ولّا حاجة؟ أهلا وسهلا.. أنا أيضا ما زلت لا أفهم يعنى إيه أن هناك مدرعة شرطة تُلقَى فى النيل بضباطها لأنهم ليس لديهم أوامر بإطلاق النار! إذا كنا نضع هذا تحت بند الانضباطية الشديدة والالتزام الشديد بالأوامر لدى قوات الشرطة، لذلك لا بد أن تكون هناك استثناءات فى الأوامر وإلا ستتم تصفية جميع ضباط الداخلية فى يومين! ما أعرفه هو أننى لو قررت أن أمسك سيفًا ماينفعش يكون سيفا من خشب،
وبالتالى ما دمتم قررتم فض الاعتصامات فلا يصح أن يكون فض نص نص، وما دام الغرب يتآمر علينا يبقى هيتلكك لنا سواء استخدمنا العنف أم لم نستخدم، إذن فلنستخدم العنف ليصمت الإرهاب إلى الأبد! وإذا سألكم الغرب: همَّا الجماعة اختفوا فين؟ ابقوا قولولهم بعتناهم يشتروا طابع بوستة!