ايجى ميديا

الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

ثم ماذا بعد فض الاعتصام بالقوة

-  

الإخوان المسلمون هم أكثر الفرق والأحزاب المصرية تعرضاً للأزمات منذ نشأتها فى عشرينيات القرن الماضى، منذ نشأتها دخلت فى خصومة شديدة مع القصر الملكى وحكومات ما قبل ثورة يوليو 1952، خاصة حكومة النقراشى، وبعد ذلك دخلت فى خصومة شديدة مع الرئيس جمال عبدالناصر ثم مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وفى كل هذه الأزمات الشديدة كانت «الإخوان» تخرج أقوى مما كانت فيه وتواصل نشاطها، وكانت هذه الأزمات تزيدها قوة وأنصاراً، ولا يتسع هذا المقال الصغير لبحث أسباب ذلك، ثم كانت هذه الأزمة الأخيرة التى أتت إلى الإخوان بعد نصر وارتفاع كبير يبدو أنه كان مفاجأة لها لم تحسن استغلاله، بل إنه أساء إليها وضاعف من أعدائها بسبب السياسات التى اتبعت فيها والتى أسهبنا فى مقالات سابقة فى الحديث عنها، وقبل أن نتحدث عما يجب عمله بعد فض الاعتصام بالقوة يجب أن نذكّر بأمرين فى غاية الأهمية ونضعهما أمامنا ونحن نتحدث عن هذا الموضوع: الأمر الأول هو أن الإخوان المسلمين جزء مهم من شعب مصر، بل هو أهم وأقوى الأحزاب التى ساهمت فى ثورة 25 يناير التى لولاها لما كان هناك ما يحب البعض أن يسميه ثورة، ويجب أن نسميه موجة من موجات ثورة 25 يناير، وهم إن تأخر بعض الشىء لحاقهم بالثورة إلا أن دخولهم فيها كان مؤثراً يشعر به كل من ساهم فيها، وهذا يفسر سر العداء الشديد الذى يكنه لها أنصار حسنى مبارك وجعلهم ينزلون بكل ثقلهم عليها حين حانت الفرصة لذلك، الأمر الثانى الذى يجب أن نتنبه إليه هو أن القضاء على الإخوان المسلمين تماماً والخلاص منهم إلى الأبد شىء فى حكم المستحيل، وذلك مستفاد من التجارب التى مروا بها على يد الملك والنقراشى وعلى يد الرئيس جمال عبدالناصر وحسنى مبارك، حيث خرجوا من هذه الأزمات أشد قوة وصلابة، أقول ذلك لعلمى أن بعض أعداء الإخوان سيحاولون توريط الحكومة فى سياسة الاستمرار فى الضغط على الإخوان للقضاء عليهم والخلاص نهائياً منهم باعتبارهم إرهابيين، وهو قول خاطئ تماماً، لأن الإخوان ليسوا إرهابيين بل هم الفريق المعتدل من الإسلاميين، وما حدث منهم فى الأزمة الأخيرة ليس إلا سوء سياسة جزء من آثارها ما يحدث الآن وما نبهنا لخطورته وحاولنا منعه دون جدوى، ويعلم الله والبعض مدى المحاولات التى بذلت معهم للعدول عن هذه السياسات الخاطئة دون فائدة.

القضاء على الإخوان المسلمين إذن ليس مطلباً شعبياً كما يحاول البعض إظهاره، وليس من المصلحة لمصر لأنه فريق مفيد من الشعب المصرى له قوته وله أنصاره ويمكن استيعابه والاستفادة منه.

ما حدث بالأمس القريب من فض الاعتصام بالقوة عملية جراحية خطيرة أتعبت المريض وأنهكت الطبيب وهى عملية كريهة أساءت إلى مصر والمصريين جميعاً وجعلت قلوبهم تدمى من الحزن والحسرة على أبنائها.

بعد أن تمت عملية فض الاعتصام بالقوة التى راح ضحيتها عدد كبير من الإخوان وأنصارهم، كما جاء فى البيانات الصادرة عن الجماعة والتى اختفت تماماً عن بيان وزارة الداخلية، حيث ضخمت من عدد أفراد ضحاياها وقللت من عدد أفراد ضحايا الإخوان، ومهما كان العدد فإن التضحيات كانت كبيرة وكان يمكن تجنبها ببعض المرونة من الطرفين، لكن قدر الله وما شاء فعل ولعله درس يعيه الطرفان الجلاد والمجنى عليه.

إذا اعتبرنا ما جرى من فض الاعتصام بالقوة عملية جراحية خطيرة فإنها تحتاج من الطبيب الذى أجراها ومساعديه عناية فائقه فى رعاية المريض ومتابعه الجرح بالمطهرات والضمادات مع بعض المسكنات التى تساعد فى تخفيف الإحساس بالألم حتى يلتئم الجرح ويشفى المريض تماماً ويعود أفضل مما كان، وفى حالتنا هذه يكون ذلك بمحاولة استيعاب الجماعة كجزء من شعب مصر له ما لكل المصريين من حقوق وعليه ما عليهم من واجبات، وأنه لن يتم إقصاؤهم عن الحياة العامة، كما كان الأمر قبل ثورة 25 يناير، حيث كان يطلق عليهم الجماعة المحظورة، وذلك اعترافاً بفضلهم فى إنجاح هذه الثورة كما يجب البدء فى ذلك بإغلاق جميع القضايا التى فتحت بعد 30/6 معهم ومع أنصارهم لأن هذه القضايا معروف أنها مختلقة والمقصود منها الضغط على الجماعة وعلى أنصارهم، أما وقد تحققت غاية الضغط بوسائل أخرى فلا داعى لهذه الوسيلة التى تسىء أول ما تسىء إلى القضاء الذى تظهره بمظهر الأداة التى يستعملها الحاكم لتنفيذ أغراضه.

وما أشير إليه يتطلب أيضاً من الجماعة أن تعترف بخطئها وأخطاء سياسة القائمين عليها التى ساهمت بلا شك فى الوصول إلى ما نحن فيه الآن وأعطت لخصومها الذرائع لفعل ما قاموا به وياحبذا لو أنهم أجروا انتخابات داخلية للحزب والجماعة تؤدى إلى اختيار قيادات أخرى غير التى وقعت على يدها هذه المجزرة التى راح ضحيتها كثير من شباب الجماعة كانت مصر فى أشد الحاجة إلى مجهودهم للمساهمة فى رقيها وتقدمها.

هذا وأحذر الحكومه من الاستمرار فى سياسة الضغط ومحاوله البتر لأن هذا يعتبر بتراً لعضو مهم فى الجسم ويمكن علاج ما به من مرض بتكلفة قليلة لأن محاولة البتر سيترتب عليها نشوء خلايا سرطانية يمكن أن تقضى على الجسم كله.

حمى الله مصر من كل سوء.

m.elkhodury@gmail.com

التعليقات