وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» زعلان.. لأن مصر أعلنت حالة الطوارئ لمنع «الإخوان» من حرق مصر! لم يقل السيد كيرى كم مرة أعلنت حكومته الطوارئ فى السنوات القليلة الماضية فى ظروف أقل وطأة بكثير، لم يتفوه الوزير المحترم بكلمة واحدة عن الإرهاب الذى تمارسه الجماعة التى ترعاها حكومته رغم جرائمها فى حق شعب مصر، لم يقل شيئا عن الإرهاب الذى يضرب سيناء، ولم يتحدث عن الهمجية التى لجأ إليها «الإخوان» وحلفاؤهم وهم يقتلون الأبرياء، ويهاجمون مؤسسات الدولة، ويحرقون المستشفيات والكنائس.
كانت أمريكا تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا اعتدى مهووس على كنيسة، أو إذا تشاجر مسلم مع قبطى من أبناء مصر، وكنا نعرف أن هذا ليس لوجه الله، بل للتآمر على وحدة أبناء الوطن، الآن ترتكب الجماعة المشمولة بالرعاية الأمريكية جرائمها فى حق المسلمين والأقباط، فتتجاهل الإدارة الأمريكية الأمر!! وتقود «الإخوان» حملة منظمة لإثارة الفتنة الطائفية وحرق الكنائس، فلا تجد السفيرة الحيزبون «آن باترسون» إلا القول بأن عدد الإخوان أكبر من عدد المسيحيين فى مصر!! كنا نظن أن السفيرة، بحكم السن على الأقل، سوف تبتعد عن ممارسة الدعارة السياسية، ولكنها، للأسف الشديد، تعطينا مثالا جديدا على ذلك!!
على العموم.. فإن أمريكا تدرك الآن أن كل ما تفعله أو تقوله أصغر من أن يمس شعرة واحدة فى رأس صبى مصرى خرج فى 30 يونيو ليستعيد الثورة والكرامة والسيادة المصرية، أقباط مصر فى عيون إخوتهم المسلمين «أقصد المسلمين وليس الإخوان» وشعب مصر سيسحق المؤامرة التى لم تعد تحتاج لبرهان، والتى تقودها أمريكا لإنقاذ مخططاتها لحكم المنطقة، ولإبقاء مصر فى دائرة التبعية، ولفتح الطريق أمام التدخل الأجنبى اعتمادًا على خيانة «الإخوان» التى لن يغفرها لهم أبدًا شعب مصر.
وللأسف فإن بعض الدول الأوروبية تسير فى نفس الطريق الذى ترسمه واشنطن، وقد سمعنا البعض يتحدث عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ونحن نعرف صدمتهم بعد أن راهنوا على «الإخوان» وبعد أن عقدوا الصفقات مع جماعات الإرهاب لتبتعد عنهم وتمارس إرهابها على مصر وباقى الشعوب العربية!!
ولهؤلاء نقول يا أهلا بالحقائق.. ليتكم قبل الحديث عن مصر وهى تقاتل ضد تآمركم، تقدمون كشف الحساب «مع أمريكا» عن مليون ضحية فى العراق، وعن تدمير ليبيا وقتل عشرات الألوف من أبنائها ثم تسليمها لعصابات الإرهاب، ثم عما ترتكبونه من جرائم فى سوريا التى حولتم ثورة شعبها إلى مؤامرة لتدمير بلد عربى وتحطيم جيشه وفرض التقسيم على أبنائه!!
أما الأذناب الصغيرة كما فى تركيا أو قطر فنحن نعرف الحالة المأساوية التى يمرون بها، رئىس الوزراء التركى أردوغان فقد صوابه بعد أن أنهت ثورة مصر كل أحلامه، وبعد أن فقد دوره كسمسار للمشروع الأمريكى الصهيونى للمنطقة، وفقد فى نفس الوقت وهم إحياء العثمانية ومد نفوذها فى العالم العربى. يتحدث أردوغان عن «مذبحة» ويطلب التدخل الأجنبى، كنت أظنه يتحدث عن المذبحة الدائمة التى تشهدها بلاده ضد مواطنيها الأكراد، أو عن المذبحة التى لا يريد الاعتذار عنها للشعب الأرمنى الذى قتل منه مليون ونصف مليون، أو عن المذابح العديدة التى ارتكبتها بلاده فى حق شعب مصر والشعوب العربية حين وقعت تحت الاحتلال العثمانى بكل انحطاطه ودمويته.
أما الإخوة فى قطر فأرجو أن لا ينزعجوا حين ترد مصر على كل ما ارتكبته قيادتهم فى حقها، وحين يكونون مطالبين بدفع فواتير دعم إرهاب الإخوان، وخدمة المخطط الأمريكى الصهيونى ضد مصر وشعبها وجيشها.
سوف تعبر مصر هذه الأيام الصعبة، وسوف تنتصر على قوى الإرهاب بقيادة الإخوان، وسوف تفشل كل المؤامرات لاستدعاء التدخل الأجنبى أو لتعطيل الثورة عن استكمال طريقها، سوف تعبر مصر هذه الأيام الصعبة لكنها لن تغفر لمن أجرم فى حقها، ولن تنسى من وقف معها ومن تآمر عليها.
مصر لن تغفر ولن تنسى.. وبقدر ما تحملت سيكون حسابها مع الجميع عسيرًا.. من كان فى الداخل.. ومن تآمر من الخارج، ومن تصور أنه قادر على هزيمة شعب أعلن بكل وضوح أن القرار فى مصر لن يكون إلا لشعبها.